تقرير أممي: الرضاعة الطبيعية فور الولادة تقي من الموت
بحسب أحدث التقارير الأمميّة والذي صدر الأسبوع الفائت عن منظمة الصحّة العالميّة واليونيسف، 78 مليون طفل من حول العالم، أي نحو 60 % من المواليد حول العالم لا يرضعون طبيعيّاً فور ولادتهم، ما يضاعف من خطر إصابتهم بأمراض وقد يتفاقم إلى حدّ الوفاة. وذكر التقرير الصادر عن المنظّمتين العالميّتين أنّ التلامس بين الأمّ والرضيع يحفّزان الثدي على إدرار الحليب، بما في ذلك اللّبأ، وهو اللّقاح الأوّل للطفل والغنيّ جدّاً بالعناصر المغذّية والأجسام المضادّة التي تقي الرضيع من الأمراض.
واعتبرت Henrietta Fur المديرة التنفيذيّة لليونيسف أنّ توقيت الرضاعة الطبيعيّة هو العنصر الأهمّ، بل هو الفرق بين الموت والحياة في العديد من البلدان حول العالم، لافتة إلى أنّ هناك الكثير من الأمّهات لا يتلقّين الدعم الكافي للرضاعة الطبيعيّة خلال تلك الدقائق الأولى الحاسمة بعد الولادة حتى من قبل العاملين في المرافق الصحّية....
ولفت التقرير أيضاً إلى أنّ ارتفاع سبب تأخّر الرضاعة الطبيعيّة هو عدد العمليّات القيصريّة الاختياريّة، ففي مصر، تجاوزت نسب العمليّات القيصريّة الضعف بين 2005 و2014، حيث بلغت من 20 % إلى 52 % من مجموع الولادات، وخلال الفترة نفسها، تدنّت نسب البدء المبكر للرضاعة الطبيعيّة من 40 % إلى 27 %.
اقرئي أيضًا : فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل حتى سن الخامسة
وحثّ التقرير الحكومات، المانحين وغيرهم من صنّاع القرار على اتّخاذ تدابير قانونيّة قويّة لتقييد تسويق حليب الأطفال الصناعيّ وغيره من بدائل حليب الأمّ.
وكان تقرير سابق لمنظمة العالميّة WHO يوصي بضرورة بذل مجهود كافٍ لاستمرار الرضاعة الطبيعيّة لمدّة 6 أشهر على الأقلّ، فهذه المدّة كافية لصحّة الرضيع.
ما هي فوائد إطالة مدّة الرضاعة الطبيعيّة لـ 6 أشهر كحدٍّ أدنى؟
1. تقوية جهاز المناعة
العناصر الغذائيّة الموجودة في حليب الثدي، بما في ذلك البروتين والدهون، مثاليّة لجهاز المناعة لدى الطفل الحديث الولادة، فحليب الثدي يتكيّف مع الاحتياجات الغذائيّة للرضيع بمرور الوقت ليناسبه ويناسب مناعته.
2. استرداد الأمّ وزنها الطبيعيّ
كثير من النساء يقلقن بشأن الوزن الزائد المكتسب أثناء الحمل، وتعدّ الرضاعة الطبيعيّة هي الطريقة الفضلى والأكثر صحّة لحرق الدهون. يخيّل للأمّ أنّ الرضاعة الطبيعيّة لساعات دون قيامها بأيّ حركة لا يفقدها أيّ وزن من الذي اكتسبته خلال فترة الحمل، إلّا أنّ الحقيقة خلاف ذلك تماماً، فالرضاعة الطبيعيّة هي نشاط بحدِّ ذاته يحرق السعرات الحراريّة كما لو كانت تمارس تمارين رياضيّة.
اقرئي أيضًا : بعد الرضاعة.. لا تغفلي هذه الخطوة مع طفلك!
3. تقلّل من خطر إصابة الطفل بسرطان الدم
وفقاً لدراسة نشرتها المجلّة الطبيّة JAMA Pediatrics، فإنّ الرضاعة الطبيعيّة لمدّة 6 أشهر فقط تقلّل من فرص الإصابة بسرطان الدم لدى الأطفال بنسبة 20 % مقارنةً بالأطفال الذين لا يرضعون من الثدي إطلاقاً، وبالرغم من ذلك، هذا ليس دليلاً بأنّ الأطفال الذين يرضعون من الثدي لا خطر على صحّتهم، ولكنّ منحهم فرصة 20 % لحياة صحيّة أمر يستحقّ الاهتمام.
4. الحدّ من التهابات الأذن
من الشائع أن يصاب الأطفال الحديثو الولادة بأمراض الأذن، فالبعض يعتقد أنّ الرضاعة الطبيعيّة أثناء الاستلقاء تسبّب ألماً في الأذن، ولكن هذا ليس صحيحاً، من الأفضل أن يرضع الطفل حتى أثناء إصابته بعدوى الأذن، فهي لا تحسّن من مناعة الطفل فحسب، بل تقلّل أيضاً من احتياجه للمضادّات الحيويّة للتغلّب على العدوى. استشيري طبيب الأطفال إذا استمرّت الحالة.
اقرئي أيضًا : احذري استخدام زجاجات الرضاعة لأكثر من عام واحد فقط لهذا السبب!
5.تعزّز علاقة الأمّ والطفل
عادة ما تكون الأمّ المنجبة حديثاً منهمكة بالعديد من المهامّ، لذا يعدّ الوقت المخصّص للرضاعة الطبيعيّة هو الأهمّ، لأنّ المولود يشعر فيه بحنان أمّه وارتباطه بها، كما أنّ الأمّ أيضاً بحاجة ماسّة لهذا الشعور الذي يخفّف عليها من ضغوط الأمومة.
أضف تعليقا