ما هي أبرز التأثيرات السلبية للوجبة المفتوحة.. بحسب اختصاصية تغذية

انتشر مصطلح الوجبة المفتوحة أو اليوم المفتوح بين متّبعي حميات إنقاص الوزن، ودوما ما نراهم بانتظار هذا اليوم بفارغ الصبر ليستمتعوا بتناول ما لذ وطاب لهم من أصناف الطعام، ولديهم الاعتقاد التالي "ما دام الطعام ضمن اليوم المحدد للوجبة المفتوحة فبإمكانهم تناول القدر الذي يريدونه دون أن يؤثر على صحتهم أو على نتائج الخطة التي يتبعونها". ولكن هل ذلك فعلاً صحيح؟ للإجابة على هذا السؤال التقت "الجميلة" اختصاصية التغذية العلاجية وخبيرة مرض السكري غنى خرسان.


تنفي اختصاصية التغذية العلاجية وخبيرة مرض السكري غنى خرسان هذا القول، قائلة إن ما يهمنا هنا هو مناقشة هذا الموضوع من عدة جوانب: 

                                     اختصاصية التغذية العلاجية ومثقفة مرضى السكري غنى خرسان

 

على الصعيد النفسي:

 

  •  فكرة أن الشخص محروم من أنواع محددة من الأغذية وينتظر يوما معينا لتناولها ليست سليمة، وقد تشجع على بناء علاقة غير صحية مع الطعام وتزيد من فرص التعرض لاضطرابات غذائية إذا ما ترافقت مع عوامل أخرى.
  •  لأن هذا السلوك يرسخ فكرة الشعور بالذنب التي تتفاقم في بعض الحالات، وكذلك الشعور بالخوف المبالغ عند تناول أصناف محددة من الطعام وفي أوقات معينة (خلال أيام الاسبوع العادية). بينما يُمنح الحق بتناول كميات مبالغة من نفس الأطعمة خلال يوم محدد (اليوم المفتوح) على أمل تعويض مشاعر الحرمان التي عانى منها الشخص خلال الأيام السابقة دون الوعي او الالتفات الى مضار هذا السلوك.
  • العلاقة الصحيحة مع الطعام هي التي تفرض أساساً تعرض الشخص لشعور الحرمان، وتعطيه الحق بتناول كميات معتدلة من هذه الأغذية إذا كان يشتهيها مع الوعي التام بعدم المبالغة بها. 

قد يعجبكِ أيضاً أفضل تمارين رياضية لحرق السعرات الحرارية وتفتيت الدهون العنيدة

 على الصعيد الجسدي:


خلال الوجبة المفتوحة يتم تناول كميات كبيرة جداً من الأطعمة، مما يسبب في اغلب الأحيان الإصابة بتلبك معوي وآلام في المعدة، خاصة إذا كان الشخص يعاني من متلازمة القولون العصبي، فستزيد احتمالية الإصابة بنوبات الألم بعدها.

  •  غالباً ما تكون هذه الكميات الكبيرة جدا من الأطعمة من مصادر غنية بالدهون والسكريات، مما يجعلها كثيفة بـ السعرات الحرارية. مثلاً، قد تتخطى السعرات الحرارية في وجبة واحدة من هذا النوع احتياج الشخص ليوم كامل مما قد يؤخر النتائج المرجوة من حمية إنقاص الوزن، لأن هذا الفائض من السعرات سيعوض العجز المعتدل في السعرات الحرارية الذي أحدثه اختصاصي التغذية بطريقة مدروسة في خطة الغذاء خلال أيام الأسبوع بهدف إنقاص الوزن بطريقة صحية بعيدة عن الحرمان أو الجوع.
  •  هذه الأطعمة عادة ما تحتوي على كميات كبيرة جداً من الصوديوم، مما يسبب احتباس السوائل في الجسم والشعور بالثقل في الأيام التالية لتناولها.

 
أمثلة لمحتوى السعرات الحرارية في الأطعمة التي غالبا يتم تناولها خلال وجبات الأيام المفتوحة: 

  •  وجبة برغر: سندويتش برغر بقطعتي لحم مع الجبن + بطاطس مقلية + مشروب غازي = 1500 Kcal
  •  وجبة دجاج مقلي: 4 قطع من الدجاج المقلي مع البطاطس المقلية وصلصة الثوم وخبز + مشروب غازي = 1300 Kcal
  •  سندويتش شاورما = يتراوح بين 800 -1200 Kcal
  •  شريحة واحدة من البيتزا بالصلصة البيضاء واللحم = 700 Kcal
  •  طبق مكرونة مع الدجاج والكريمة = 1000 Kcal
  •  كيس رقائق شيبس الحجم الكبير = 850 Kcal
  •  كرة واحدة متوسطة الحجم من الآيس كريم = تتراوح بين 130 – 200 Kcal
  •  حبة دونات واحدة = تتراوح بين 200 – 400  Kcal

يبقى السؤال هل نحتاج لوجبة مفتوحة ام لا؟ 

يفترض أن لا يكون نظامنا الغذائي صارماً لدرجة انتظار يوم معين لتناول بعض أصناف الطعام. وينبغي كذلك أن يتمتع النظام بالمرونة الكافية التي تسمح لنا بالاستمتاع بتناول هذه الأصناف من الطعام من وقت لآخر، دون الشعور بالذنب. ويجب التركيز على تعلم الكميات التي ستشبع رغبتنا من هذه الأغدية دون الإضرار بأهداف خطتنا الغذائية، مما سيساعد على تغيير التفكير نحو هذه الوجبة، من الشعور بالذنب إلى وجبة قد يتمّ الاستمتاع بها من وقت لآخر. 

                                            الصورة عن موقع  Freepik

 

بعض النصائح والأساليب المفيدة للتقليل من أضرار هذه الوجبة: 

  •  الحرص على عدم الوصول لمرحلة الجوع الشديد قبل تناول الوجبة المفتوحة وإذا كان لا محالة، يمكن تناول حبة فاكهه أو كوب من الحساء أو السلطة قبلها بـ 20 دقيقة وشرب كوب من الماء.
  •  عادة ما تكون كمية الطعام في هذه الوجبات كبيرة، لذلك من المفيد تشاركها مع أشخاص اآخرين لتقليل الكمية المتناولة.
  •  تعلم قواعد الأكل الواعي ابتداء من الاستماع للجسد، لتحديد إشارات الجوع والشبع وتناول الطعام ومضغه ببطء الابتعاد عن المشتتات أثناء تناول الطعام للتركيز على الطعم، وذلك يساعد على الاكتفاء بكميات أقل من الطعام مع الوقت.

تجدر الإشارة إلى فائدة تعلم قاعدة 80/20  في تناول الغذاء:

  •     80% من استهلاكنا من الأغذية يكون من مصادر صحية غنية بالعناصر المغذية للجسم من الكربوهيدرات المعقدة والبروتين ومصادر الدهون الصحية والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف.
  •  20% الكمية المتبقية من استهلاكنا تكون من الأنواع التي نشتهيها من الاطعمة إذا كانت لا تصنف مع المصادر الصحية.
  •  من الطبيعي بعد تناول هذه الوجبة ملاحظة ازدياد رقم الميزان، ولكن لا ينبغي التركيز على هذه الزيادة، فهي غير حقيقية، وسببها حجم الطعام ومكوناته العالية بالملح والسكر والدهون. هذا الأمر يسبب احتباساً مؤقتاً للسوائل في الجسم سيختفي يعد أيام قليلة بالعودة إلى نمط التغذية المتوازنة والنشاط والحركة.
  •  لذلك بدلاً من الشعور بالذنب، الأفضل التركيز على التفكير أنها كانت وجبة أكبر من المعتاد، وسعراتها الحرارية أكثر من المعتاد، لكن يمكن الاستمتاع بها من وقت للآخر وهي ليست بصفة يومية.
  •  للتخلص من هذا الأثر بشكل أسرع ينصح بتطبيق الصيام بعد هذه الوجبة لمدة تتراوح بين 12 – 16 ساعة، يتم التوقف فيها عن تناول الطعام، ويسمح فقط بشرب الماء أو شاي الأعشاب، وممارسة رياضة المشي والعودة بعدها الى نظام التغذية المعتدل.

يمكنكِ أيضاً متابعة أفضل نظام غذائي لحرق الدهون يحول جسمك لمكينة حرق

أضف تعليقا
المزيد من حمية ولياقة