رانيا خوقير.. تصميمات من التراث الأصيل بروح معاصرة
لطالما ارتبطَ إسم مصممة الأزياء السعوديّة الدكتورة رانيا خوقير بالأزياء التي تحمل عبق الموروث الشعبي، فتصاميمها مبنيّة على أسس علميّة سليمة نابعة من دراستها العميقة لهذا التراث، حيث تخرّجت خوقير من تخصص تاريخ الأزياء والتطريز قسم ملابس ونسيج، ثمّ أكملت دراستها بالحصول على شهادة الماجيستير في مجال التراثيّات، وافتتحت مشروعها الخاص عام ٢٠٠٦ لتحقق من خلاله رؤيتها في التصميم والابتكار من وحي التراث بروح معاصرة، وركّزَت على تصميم الجلابيات وبلائز الحجاب الغريبة لندرة وجودها في الأسواق، فلامست احتياجات السوق ومتطلّبات المستهلكين، ما دَعَمَ دراستها للدكتوراة التي تزامنت مع ممارستها العمليّة، واختارت خوقير التخصص في دراسة الدول المتشبعة بالزخارف والألوان والخامات، لتوازي بين العلم والخبرة والهواية، وتدعمهم بالاطلاع والقراءة.
كان لنا الحوار التالي مع مصممة الأزياء السعوديّة الدكتورة رانيا خوقير:
ما الذي دفعك إلى دراسة تاريخ الأزياء والتطريز وتخصّص في هذا المجال؟
إيماني القوي بأن التراث الشعبي “الفلكلور” يعتبر مادة خصبة وغنيّة لأن تقتبس منها المصممة وتخرج منها بأفكار جديدة، حيث يعد التراث قاعدة بيانات قويّة نستطيع أن نرتكز عليها كمصممين ونبدع فيها، ومن خلال ممارستي العمليّة وجدْتُ أن الخطوط التصميميّة والزخارف والخامات الغنيّة في التراث يمكن أن تزودني بفكر جميل لنماذج وتصميمات عصريّة.
إلى أي حد افادتك دراستك للماجيستير والدكتوراة في مجالك وممارستك العمليّة؟
التعليم والدراسة بجانب الإطلاع والخبرة العمليّة تُثْري بشكل كبير أي مشروع يحاول الإنسان تنفيذه، بحيث يكون قائماً على أسس قويّة، ولطالما أحْبَبْت منذ البداية هذا المجال كتخصّص وكدراسة، حيث منحتني الدراسة مجال واسع في التصميم والتنفيذ والإقتباس بشكل سليم، كما منحتني أفق عالية للتميّز، وأن أفهم ما أعمل من حيث دقة في اختيار الخامات ودقة في التنفيذ لأنّني دارسة للتخصص، فتخرج القطعة من بين يدي بجودة عالية من حيث التقفيل، والمقاسات، والخياطة، وأستطيع أن أشرح القطعة للعميلة كما لو كانت لوحة فنيّة.
كيف تجعلين التراث مواكباً للدارج في هذا العصر؟
أسير على نفس الخط في تصاميمي، حيث أقتبس من التراث أفكار تناسب متطلبات نساء مجتمعنا، فرؤيتي هي ابتكار تصميمات من التراث الأصيل بروح معاصرة، وأقتبس أحياناً من خطوط التصميم التراثيّة التي كانت تتميّز بها الأزياء سابقاً وأبتكر فيها، مثل القصة الأساسيّة للثوب القديم، والكرتة البرنسيس، والثوب الحربي، والمرودن، والثوب العسيري، والأثواب التي تحتوي طخراسة وبنايق وبدنة، أو الاقتباس من الزخارف التي كانوا يتميّزون بها قديماً، من طريقتها وألوانها وخيوطها، وطريقة دمجها.
مصادر الإلهام للدكتورة رانية خوقير؟
الخطوط التصميميّة، الزخارف، الألوان، الخامات، القطع الملبسية، السروال، المريلة، السديري، الكولا، العمامة.
هل ينقص الفتيات وعي بتراثنا وثقافتنا من حيث الزي؟
فعلاً، يحتاج المجتمع إلى توعية، ويحتاج إلى المزيد من الأشخاص المهتمين بالتراث ليحببو العالم في هذا الخط، نحتاج إلى توعيتهم بأنّنا دول غنية بالتراث ولدينا حضارة رائعة جداً، تتميّز حضارتنا بالحشمة، وبالزخارف الرائعة، والألوان الجميلة وتتميّز باستخدام الخيوط، والمكملات، والفضيات، وغيرها.
كيف تدمجين بين أكثر من ثقافة في زي واحد؟
تعتبر منطقة الحجاز ملتقى ثقافات، واقتباس الثقافات في الأزياء ليس بالأمر الجديد فكل شخص يأخذ ما يعجبه من كل حضارة، ويجمعه في زي واحد، فتجدين المرأة ترتدي عبق من الحضارات، كمثال ارتداء المرأة الحجازيّة للكرتة البرنسيس وأسفلها السروال إما الجاوي أو السوري بالقماش الحلبي، وأحياناً من قماش خط البلدة، فالزبدة التاترون (جاوي)، والسديري (الدولة التركية)، والمحرمة والمدورة (تركيّة)، كل منهم جاء من ثقافة معيّنة واجتمع في زيّ واحد.
ما هي أبرز القطع التي شاركتِ بها في فعاليّة حجازيّات ؟
كان لدي قطعة غمرة مستوحاة من الزي الحجازي، ولبس المحرمة والمدورة، والكرتة البرنسيس، والجلّابيات الباردة الخفيفة التي تناسب رمضان لتزامن الفعاليّة مع قرب الشهر الفضيل.
وكيف تتميّزين في كل موسم بتشكيلة مبتكرة من وحي التراث ترضين بها أذواق عميلاتك؟
أحرص على التجدد والابتكار، فبالرغم من أن خط الأزياء الخاص بي وهويتي واحدة، إلّا أنّني أخرج في كل موسم بفكر جديد يلبي احتياجات المجتمع، كذلك أتعامل بمرونة مع عميلاتي من خلال خدمة ما بعد البيع، والتواصل باستمرار مع العميل، فألمس احتياجاته وأتمكّن من تلبيتها.
ماذا عن تطلعاتك المستقبليّة؟
أتمنى أن يكون للدكتورة رانيا خوقير دار متخصصة لتجهيز العرائس، وتلبية جميع احتياجات المرأة السعوديّة تحت سقف واحد، بحيث يكون قائماً على أسس علمية سليمة، وأن يضم الدار جزء خاص بتدريب المواد الحرفيّة ومواد التخصص، كوني مدرِّب معتمد، وقمت بالتدريس في الجامعة والكلية، وأن يكون مشروعي قائم على أيد سعودية ١٠٠٪.
أضف تعليقا