الإنفلونزا وفصل الشتاء: كيف نتجنب الإصابة؟
الإنفلونزا وفصل الشتاء: كيف نتجنب الإصابة؟
ينتظر الجميع اعتدال الطقس وفصل الشتاء بفارغ الصبر للاستمتاع في الهواء الطلق والقيام بنشاطاتهم المفضلة بصحبة أفراد أسرهم وأصدقائهم، إلا أن معظم الناس يغفلون عن الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بعدوى الإنفلونزا، المرض الشائع خلال هذه الفترة من العام التي تشهد انخفاضًا في درجات الحرارة.
ويعتبر مرض الإنفلونزا عدوى فيروسية تصيب الأنف والحنجرة والرئتين، والجهاز التنفسي عمومًا وعلى الرغم من أن هذا المرض ليس بالخطير في معظم حالاته، إذ يتعافى منه معظم المصابين من تلقاء أنفسهم دون تدخل دوائي حقيقي، بخلاف الفيتامينات والمكملات الغذائية، فثمة بعض فئات تتعرض للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا التي يمكن أن تصل في بعض الحالات إلى مراحل مزمنة تهدد حياة المريض.
وتنقسم الإنفلونزا إلى أربعة أنواع رئيسة، بعضها يصيب البشر وبعضها الآخر ينتقل إلى الحيوانات، وهي: فيروس الانفلونزا (أ)، وفيروس الانفلونزا (ب)، اللذان يصيبان البشر وهما المسببان لعدوى الانفلونزا الموسمية التي تنتشر في موسم الشتاء، وفيروس الانفلونزا (سي) الذي يصيب البشر أيضًا وهو المسبب لعدوى الانفلونزا خلال السنة. أما فيروس الانفلونزا (د) فيصيب المواشي ولا يمكن انتقاله إلى البشر.
فئات أكثر عرضة للخطر
أكد الدكتور عماد الدين محمد بركات، أخصائي الطب الباطني والسكري في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال أنّ مريض الإنفلونزا يتماثل للشفاء من تلقاء نفسه في معظم الحالات، وقال: "على الرغم من أن الإنفلونزا يعتبر مرضًا بسيطًا في معظم حالاته، فهنالك بعض الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر المضاعفات الشديدة من غيرهم، وهم الأطفالُ دون سن عامين، وكبار السن أكثر من 65 عاماً، وكوادر الرعاية الصحية في المستشفيات ومنشآت الرعاية طويلة الأجل، والحوامل أو اللاتي يخططن للحمل في موسم الإنفلونزا، وأصحابُ المناعة الضعيفة، والمصابون أساسًا بأمراض مزمنة كالسكري والربو وأمراض القلب والكلى والكبد، بالإضافة إلى المصابين بالبدانة".
الوقاية
أشار الدكتور عماد سلمان، استشاري طب الأسرة في مستشفى هيلث بوينت إلى أن الطريقة المثلى لتعزيز الوقاية من الإنفلونزا الموسمية هي أخذ اللقاح سنويًا، وأضاف: "يعتبر لقاح الإنفلونزا أفضل طريقة ممكنة لتجنب مضاعفات الإنفلونزا، إذ على الرغم من عدم قدرة اللقاح على تحقيق الوقاية بنسبة 100% فهو يعتبر خيارًا فعالًا لتقليل المضاعفات عند التعرض للمرض. ومن النصائح الأخرى لتقليل فرص العدوى قدر الإمكان عدمُ الاقتراب كثيرًا من المصابين بالإنفلونزا، والبقاء في المنزل عند الشعور بأعراض المرض تجنبًا لنقل العدوى للآخرين، وتغطية الفم والأنف عند السعال، وتنظيف اليدين وتجنب لمس العينين والأنف والفم، فضلًا عن ممارسات النظافة والتعقيم العامة". وأضاف الدكتور عماد أيضًا أنَّ العدوى تحدث بالسعال أو العطس أو التحدث. وللأطفال دورٌ مهمٌ في انتشار المرض داخل المجتمعات والأسرة، على نحو غير مباشر، وذلك عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي على اليدين أو الأسطح. وتكون ذروة انتشار الفيروس قبل يوم من ظهور الأعراض إلى 3 أيام بعد ظهورها، وتحصل الاستجابة المناعية الوقائية في غضون 14 يومًا بعد التحصين".
مخاطر الحمل والسكري
قالت الدكتورة سنا الذويبي، طبيبة ممارسة عامة، في مركز هيلث بلاس لصحة الأسرة: "إذا تعرضت المرأة الحامل لفيروس الإنفلونزا، تكون فرص إصابتها بالمضاعفات الشديدة أعلى من المرضى العاديين. لذلك يتعين على السيدات اللاتي يخططن للحمل أخذ تطعيم الإنفلونزا الموسمية، ويمكنهن أخذه أيضًا حتى أثناء الحمل، لتجنب المضاعفات وحماية الجنين، إذ يساعدهن التطعيم في بناء المناعة الضرورية لتجنب مضاعفات المرض وتفادي الحاجة إلى دخول المستشفى بسببه".
وبالنسبة للمصابين بمرض السكري، أضافت الدكتورة سنا: "عادة ما تسبب عدوى الإنفلونزا ارتفاع مستويات سكر الدم وزيادة احتمالات حدوث مضاعفات شديدة، إلى جانب تغير الشهية والعادات الغذائية التي قد تؤثر أيضًا في ذلك. لذلك يتعين على مريض السكري المصاب بالإنفلونزا مراقبة مستويات سكر الدم باستمرار واستشارة طبيبه تجنبًا لحدوث مضاعفات هو بغنى عنها. وتجدر الإشارة إلى أنه يُنصح بإعطاء لقاح الإنفلونزا الموسمي للنساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال من سن ستة أشهر".
أهمية التطعيم
أكد الدكتور زيد زعمط، رئيس قسم طب الرئة، معهد الجهاز التنفسي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي على أهمية تطعيم الإنفلونزا الموسمي مشيراً إلى أنه يتعين على الجميع أخذ تطعيم الإنفلونزا سنوياً وتشجيع أفراد أسرهم على القيام بالمثل. ولأن فيروس الإنفلونزا متغير باستمرار، فإن التطعيم الذي أخذته العام الماضي لن يحميك من أشكال الفيروس الجديدة. وتكمن أهمية أخذ اللقاح في قدرته على التخفيف من الأعراض حال الإصابة بالفيروس، وبالتالي ضمان تعرض الجهاز التنفسي لأقل قدر ممكن من المرض. وأشار أيضاً إلى أهمية ممارسة الرياضة، إذ يساعد النشاط البدني المنتظم الذي لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً، في الحفاظ على صحة وعافية الجسم، وتقوية الجهاز التنفسي عموماً. لذلك يجب على الجميع، كباراً وصغاراً ورجالاً ونساءً الالتزام بممارسة الرياضة لتجنب التعرض لمضاعفات الأمراض المزمنة قدر الإمكان وتعزيز قدرة جهازهم المناعي.
أضف تعليقا