ألمّ الإنفجار الذي عصف في بيروت منذ أيام قليلة باللبنانيين، وقد راح ضحيته حوالي الـ150 شهيد، وخلف ورائه أكثر من 250 ألف عائلة من دون منزل، الى جانب 5000 جريح، من دون ذكر الذين ما زالوا في عداد المفقودين. كسائر القطاعات التي تضررت جراء هذه النكبة، طالت المأساة دور الأزياء اللبنانية العريقة ولعل أكبر المتضررين هو زهير مراد الذي لسوء حظه جاء الإنفجار على المبنى الخاص به بالكامل من أتيليه ومكاتب وورشة عمل، خصوصاً أن موقعه مواجه تماماً لموقع الإنفجار.
لعل أصعب ما قد يصيب اي شخص، أن يرى أحلامه وجهد سنوات يتبدد بثواني معدودة، وهو تحديداً ما حصل مع المبدع زهير مراد الذي عبّر في سلسلة من الفيديوهات التي نشرها عبر صفحته على إنستغرام عن لوعته وحرقة قلبه جراء ما حصل، فكتب: "قلبي مفطور، لا يسعني التوقف عن البكاء، جهود سنوات تبددت بلحظة"، وأضاف في تعليق آخر: "يا إلهي، لا زلت غير قادر على تصديق مع حصل لمكاتبي، لبيروتي، وللبناني. أشكر الله على كل شيء".
عبر حسين بظاظا في صورة عن الأسى الذي يشعر به، وكتب معها: "محرمة ما بكب بارضك، كبيتي الدني عراسنا. اي بدي لومك، و بدي لوم شعبك و ناسك وجيشك وحكامك و رؤسائك وأحزابك من اكبر رجل دين لاصغر خاروف اللي حاملتيهم عأرضك. حكامك الحرامية البلا ضمير، جيشك اللي عم يضرب شعبو وشعبك اللي بعدو عم بيلوم بعضو ويكره بعضو بس يتصور انو هو حامل مكنسة وعم بيساعد غيرو، شعبك اللي مبسوط انو ضوولو كم حيط بعلمو"، وأضاف بغضب: " انا ولا مرة بحب اكتب واحكي، لاني عايش بقوقعتي وما بطلع منا، مخبى مبسوط بالاشيا الصغيرة اللي عندي ياها. بس حتى قوقعتي كسرتولي ياها، احلامي ما رح احكي عنها لانو ما كانت ناطرة القنبلة لتنكسر، كسرتوها من زمان. خلقت عم بسمع قومي من تحت الردم، ما بدي موت وانا عم بسمع نفس الغنية. لأنو أنا ما ذنبي وولا حدا بريء ذنبو".
بدوره دار أزياء إيلي صعب نشرت بياناً تعبر عن أسفها لما حصل في لبنان قالت فيه: "نصلي للبنان، للضحايا والعائلات التي تأثرت بهذه المأساة المدمرة. ستبقى بيروت مصدر إلهامنا الأعظم ومقاومة أهلها ستستمر في تقويتنا. سنقف موحدين وندعم بعضنا البعض لتخطي هذه الأزمة". أما كريكور جابوتيان الذي تضرر الأتيليه الخاص به بالكامل، فعبر عن أسفه بتعليق قال فيه: "إنه لأمر سريالي أن نشهد هذا الإنفجار الذي حصل في مرفأ بيروت. حجم الأضرار مدمر للغاية في ظل مرور اللبنانيين بأزمة إقتصادية غير مسبوقة في تاريخ البلاد، الى جانب وباء كوفيد 2019. نطلب من العالم مساعدتنا، خصوصاً أن الدولة لسوء الحظ عاجزة عن ذلك".
دار قزي وأسطا التي كانت تتحضر للإنتقال الى أتيليه جديد عملت على تجهيزه تعرضت لأضرار كبيرة أيضاً، بحيث نشرت الإدارة فيديو يظهر حجم الدمار ونشرت معه بيان يفيد: "إن أسرة قزي وأسطا كلها بخير. أردنا أن نكشف عن عنواننا الجديد بظروف مختلفة، والمشاهد من هذا الفيديو أخذت قبل لحظات بعد الإنفجار الكبير في اتيلييه العلامة الجديد. سوف تسود قدرتنا على الصمود دائماَ".
أما عبد محفوظ، فقد نشر بياناً أفاد فيه بأن الأتيلييه والمكاتب وورشة العمل الخاصة به قد تضررت جميعها وسيتطلب الأمر بعض من الوقت للعودة. وأملت أن تقف على رجليها من جديد قريباً.
أضف تعليقا