التربية الإيجابية.. طريقتها وأساليبها
التربية الإيجابيّة مهمّة ليست بسهلة، ولكنّها في الوقت نفسه ليست مستحيلة.
في البداية، ما هو تعريف التربية الإيجابيّة بحسب خبراء في علم الاجتماع والتربية؟
شاع مؤخّراً مصطلح "التربية الإيجابيّة" في المناهج التربويّة، ويقصد بهذا المفهوم الجديد مجمل الأساليب التي تنمّي مهارات الطفل اللغويّة، الحركيّة والعاطفيّة وسلوكه بطريقة بنّاءة. الفرق بينها وبين التربية التقليديّة، هو أن الأخيرة تبنى على أساليب القمع والإجبار التي يرى فيها الأطبّاء والخبراء أنّها تلغي شخصيّة الطفل، في حين التربية الإيجابيّة تزرع في الطفل قيمة الانضباط الذاتيّ الذي يمكّنه من التصرّف بشكل سويّ دون الحاجة إلى مراقبته، إذّ إنّ سلوكه صادر من قناعة شخصيّة.
التربية الإيجابيّة هي أيضاً معرفة الآباء بمراحل نموّ أبنائهم وطرق التعامل مع كلّ مرحلة، وتفسير، توجيه وتقويم سلوكهم بطرق سليمة دون تعريضهم للضرر النفسيّ الذي قد يصدر عن بعض الآباء دون دراية منهم.
يفنّد خبراء علم الاجتماع والتربية أسس وقواعد التربية الإيجابيّة بالتالي:
- تعميق الاحترام المتبادل
احترام الأهل لرغبات الطفل ينعكس على تنشئته وفق قواعد أساسيّة، وهي احترام نفسه، والديه والمحيطين به واحترام رغباتهم وخصوصيّاتهم. هذه القواعد لا تنحصر بعدم اللّجوء إلى التعنيف أو التلفّظ بالعبارات المهينة المرفوضة تماماً في التربية، بل تتعدّاها إلى الحوار، المناقشة، التوعية لتنعكس إيجاباً على سلوكه.
-الأخذ برأيه
على الأهل أن يأخذوا برأي الطفل، سواء لجهة ملابسه، طعامه، اختيار الحضانة والمدرسة وفي كافّة ما يخصّ المنزل، كقرارات متعلّقة بالانتقال إلى منزل جديد، السفر وغير ذلك، ليشعر بالمشاركة وبأنّ رأيه في غاية الأهميّة وليعتاد أيضاً منذ الصغر على تكوين رأي خاصّ به في كلّ ما يحدث حوله.
- الصدق دوماً
الصدق يحمي الطفل من الكذب الذي إنْ اعتمده مرّة واحدة سيكرّره تلقائيّاً، كما يعمل على تنشئته بشخصيّة تعتمد الصراحة والوضوح في كلّ شيء.
- قدوة حسنة
التربية الإيجابيّة للطفل تحتاج من الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، فالطفل يقلّد ذويه في السلوك الحسن والسيّء على حدٍّ سواء، فلا يجوز أن يحثّ الأهل أطفالهم على الصدق وهم يكذبون أو على احترام الآخرين وهم لا يبدون احتراماً للغير أو لأطفالهم.
أضف تعليقا