الأزياء المحتشمة: خط جديد يضاف إلى الموضة العالمية
أصبحت الأزياء المحتشمة ظاهرة عالميّة بالفعل، حركة بدأت مع النساء المسلمات اللواتي يرغبن بأزياء أكثر عصرنة وأناقة، وتحوّلت إلى صناعة تهدف إلى جذب الناس من جميع الجنسيّات والخلفيّات والديانات. ومع وعي مصمّمي الأزياء وأصحاب العلامات التجاريّة الأكثر تداولاً لقوّة هذه الظاهرة، يبدو أنّ هناك عصراً جديداً للملابس المحتشمة على وشك أن يبزغ.
الموضة الإسلاميّة تضاف إلى العلامات الفاخرة
بعد أن أطلقت علامة دولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana مجموعة من الحجابات الفاخرة والعباءات المصنوعة من الأقمشة المستخدمة نفسها في مجموعاتها، والتي أثارت مديح الكثيرين، أنتجت علامات أخرى، مثل دي كاي أن واي DKNY وأوسكار دي لا رنتا Oscar de la Renta وتومي هيلفيغر Tommy Hilfiger ومانغو Mango ومونيك لويلييه Monique Lhuillier، مجموعات حصريّة تميّزت بفساتين وبنطلونات واسعة، تزامناً مع احتفالات رمضان والأعياد.
ولم يقتصر الأمر على العلامات الفاخرة وحسب، إذ تعاونت UNIQLO مع Mipsterz - Muslim Hipsters ومصمّمة الأزياء البريطانية-اليابانية Hana Tajima لإطلاق مجموعة Life Wear الخاصّة بهم، والتي تشمل فساتين واسعة وأحجبة.
إنه فجر عصر موضة جديد، عنوانه "اللباس المحتشم"، والذي ظهر حتّى على السجادة الحمراء، عندما ارتدت ليدي غاغا غطاءً أنيقاً من فيرساتشي Versace في عام 2014. أمّا في حفل غولدن غلوب، فقد ظهرت كيت بلانشيت في ثوب منسدل محافظ من تصميم جيفنشي Givenchy، بينما أطلّت إميليا كلارك وهي ترتدي فستاناً من تصميم فالنتينو Valentino عالي العنق.
الأزياء المحتشمة تنضمّ إلى أسابيع الموضة
مع الوجود المتنامي وتأثير الشباب المسلم الديموغرافي ممّن يفخرون بتأييد القيم الدينية في الملابس، ليس من قبيل المصادفة أنّنا رأينا انتشار الباشمينا، والأوشحة، والفساتين المحتشمة، وحتّى الأنماط الهندسيّة الإسلامية، كما تقول شيلينا جانموهد، نائب رئيس وكالة العلامات التجارية الإسلامية Ogilvy Noor: "في مجموعات المصمّمين والمتاجر الفاخرة الأكثر توافراً، رأينا بالفعل هذه الصناعة ترحّب بمواهب الأزياء المسلمة، سواء كانوا مصمّمين أميركيّين مسلمين في أسبوع الموضة في نيويورك، أم مصمّمين مسلمين بريطانيّين في أسبوع الموضة اللندنيّ، أم مصمّمين إندونيسيّين في أسبوع الموضة في ميلانو. إنّ الموضة الإسلاميّة هي بلا شك واحد من أكبر الاتّجاهات في المستقبل، ليس كاتّجاه بديل، إنّما كإضافة إلى الخطوط الحاليّة والماركات العالميّة".
إقرئي ايضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك
العناية الشخصيّة الحلال
"مستحضرات التجميل الحلال تجارة مربحة، من المتوقّع أن تنمو بنسبة 50 % في العام 2018"، تقول تيريزا يي، كبيرة محرّري الجمال في WGSN. ومن المرجّح أن يكون هذا النموّ مدفوعاً ليس فقط من قبل المستهلكين المسلمين، إنّما أيضاً من العملاء المهتمّين بالصحّة، إذ تتنبّأ يي في قولها: "إنّ المستهلكين مهتمّون الآن بما يضعونه على بشرتهم؛ لذا أعتقد أنّ هذا سيساعد على دفع موضة الجمال الحلال إلى مركز الصدارة؛ حيث إنّها لا تحتوي على كحول أو مكوّنات حيوانيّة، وهذا قد يستهوي المستهلكين المهتمّين بالبيئة والأخلاق". وتضيف يي: "بدأت بعض العلامات التجارية متعدّدة الجنسيّات تستغلّ هذا السوق؛ فقد أطلقت علامة سوارزكوف Schwarzkopf منتجات تمّ تطويرها خصّيصاً لتقوية بصيلات الشعر التي تضرّرت من جرّاء ارتداء الحجاب، فيما قدّمت Nails Inc. طلاء الأظافر الذي يمكن إزالته قبل الصلاة يومياً. هذا تغيير شامل بالنسبة إلى النساء مثلي، إذ يجب السماح للماء بالوصول إلى أظافرك خلال الوضوء قبل الصلاة".
… حتّى أنّ تيسكو Tesco طوّرت سلسلة متاجر تهتمّ بالسوق الإسلامية من خلال حملات الطعام الرمضانية واللحوم الحلال. فهي تتعاون حاليّاً مع العلامة التجارية الجديدة للعناية الشخصية الحلال Tamese & Jackson، التي تتميّز بتغليف أنيق لا يختلف عن منتجات Cowshed، لتوسيع نطاق منتجات الشعر والعناية بالبشرة الحاليّة.
الأزياء المحتشمة لا تتعارض مع الأناقة
قطعت النساء المسلمات المحجّبات شوطًا طويلاً، من الظهور في حملة إيتش أند أم H&M الدوليّة إلى إصدار نايكي Nike خطّاً خاصّاً بهنّ، حتّى باتت المحجّبات يبرزن في كلّ مكان، بفعل تركيز الماركات التجارية للأزياء عليهنّ.
ففي عام 2015، قُدّرت قيمة مشتريات الأزياء المحتشمة بمبلغ 44 مليار دولار، وفقاً لتقرير واقع الاقتصاد الإسلامي العالمي، بحسب رويترز، بينما ارتفعت عمليّات البحث في محرّك غوغل عن "الأزياء المحتشمة" بنسبة 500 % منذ بداية عام 2018.
تقول ديانا ريكاساري، وهي مصمّمة مؤسّسة لدى شميلي مو، علامة ملابس تتّخذ من إندونيسيا مقرّاً لها: "إنّ قصّات الملابس الأكثر مرونة وأكثر راحة للنساء اللواتي يرغبن في إخفاء منحنياتهنّ ولا يرغبن في الكشف عنها ممتازة، إنّه خيار رائع للنساء كبيرات الحجم أيضاً".
هذا وتكشف ياسمين صبيح، مؤسّسة العلامة التجاريّة Under-Rapt من المملكة المتّحدة، أنّها ترى هذه الظاهرة كلّ يوم في مجال الأزياء الرياضية، حيث إنّ النساء من ثقافات مختلفة يرغبن في الحصول على حياة صحّية أفضل، ولكنهنّ لا يرتدين الملابس الكاشفة عند ممارسة الرياضة.
من جهتها، تشرح رينا لويس، أستاذة الدراسات الثقافية في كلّية لندن للأزياء في جامعة لندن للفنون، ومؤلّفة كتاب "الأزياء الإسلاميّة: الثقافات العصريّة المعاصرة": "على الصعيد العالمي، هناك طبقة وسطى مسلمة آخذة في النموّ"؛ وتضيف: "إنّ الفرص المتاحة للعلامات التجارية هائلة، وعلى الأخيرة أن تكسب هؤلاء المستهلكين الشباب".
إقرئي ايضاً:
الأزياء المحتشمة تسيطر على أول عروض أسبوع الكوتور
أناقة محتشمة في تصاميم ربيع 2018
أزياء محتشمة تناسب المحجبات من عروض أزياء خريف وشتاء 2017-2018
أضف تعليقا