تاريخ استخدام الريش في الموضة
بداية استعمال الريش للزينة بدأت منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث اكتشف علماء الآثار كهفاً في فيرونا في إيطاليا، يعود لفترة النياندرتال، وفيه 660 عظمة طائر. الملفت في الأمر أنّهم عثروا على آثار قَطع وحفر على عظام الجوانح، ما يعني أنّه كانت تتمّ إزالة الريش الطويل والجميل منها. و22 من الطيور التي وُجدت بقاياها لم تكن من النوع الذي يصلح كطعام.
ومن الأمثلة الأخرى على استخدام الريش للزينة، يبرز الهنود الحمر أو السكّان الأصليّين لشمال أميركا، الذين كانوا يستخدمونه لتزيين أغطية رأس الرجال في المناسبات المهمّة، حيث كانوا يعتقدون بأهمّية الريش السحريّة والروحانيّة.
في العصور الوسطى (من العام 1066م حتّى العام 1482م)، كان الرجال والنساء الذين ينتمون إلى طبقات مرموقة من المجتمع يزيّنون أغطية رؤوسهم بالريش والمجوهرات، للتشديد على مكانتهم الاجتماعية العالية.
وحتّى بداية القرن الـ12، كان أهل البندقيّة يزيّنون أقنعتهم بالذهب والفضّة والكريستال والريش، علماً أنّ استخدامه كان حكراً على الأرستقراطيّين في البدء.
وفي نهاية القرن الـ15، صارت حواشي الملابس المصنوعة من الفرو والريش جزءاً أساسيّاً من ملابس الطبقة الأرستقراطيّة في أوروبا.
وفي القرن الـ17، برزت الشالات المصنوعة من الريش كنوع من الزينة، كما انتشر استخدام ريش النعام والطاووس على الفساتين والأكسسوارات.
أمّا ابتداءً من القرن الـ18 وحتّى بداية القرن الـ20، انتشر الريش بين النساء من مختلف الطبقات الاجتماعيّة وكذلك في الأوساط الفنّيّة والاستعراضيّة. وقد استخدمت الراقصات والممثّلات الريش بغرض الغواية والإغراء، فيما استعانت به نساء الطبقة الراقية للتشديد على ترفهنّ.
لكنّ ازدياد الطلب على الريش في شمال أميركا وأوروبا لتزيين أغطية الرأس الفاخرة، أدّى إلى انقراض أنواع كثيرة من الطيور. وهذا كان سبب إصدار قانون Lacey Act في الولايات المتّحدة الأميركيّة، عام 1900، وهو أوّل قانون فيدرالي يحمي الحياة البرّيّة.
وبسبب صدور وتطبيق هذا القانون، انهارت حرفة تحضير الريش لفترة من الزمن، إلى أن تمّت إعادة إحيائه منذ بضعة سنوات، ليأخذ مكانته على منصّات العرض، ولكن مع الحرص هذه المرّة على احترام البيئة واستدامتها.
إقرئي ايضاً:
موديلات فساتين سهرة مطرزة بالريش موضة ربيع 2018 بحسب جسمك
سمات :
أضف تعليقا