العلاقة بين الأهل والطفل، أسس وقواعد!

علاقة مثاليّة بين الأهل والطفل ليس بالأمر السهل، فالطفل لا يفسّر ما يلاحظه بل يكتفي بالتعبير عنه من خلال المشاعر وردات الفعل العفويّة، والتعامل مع تلك المشاعر يتطلّب من الأهل جهداً إضافيّاً لتكون العلاقة فيما بينهم ناجحة.

من أهمّ الأسس التي تسهم في الحفاظ على علاقة جيّدة بين الطرفين والتي يجب على الأهل مراعاتها هي:

اقرئي أيضًا : كيفيّة الاهتمام بالطفل الحديث الولادة  

أوّلاً : التعبير اللفظيّ والجسديّ

مناداة الطفل بلفظ محبّب ولطيف كنوع من الدلال والغنج، من شأنه أن يسهم في تعزيز ثقة الطفل بأهله، هذا فضلاً عن إظهار محبّتهم له بطريقة مباشرة سواء من خلال قبلة أو عناق، فذلك يحفّز الطفل على الحفاظ على علاقته الجيّدة مع أهله، إضافة إلى أنّ هذا النوع من التعبير سواء اللفظيّ أو الجسديّ يعزّز من ذكاء الطفل وثقته بنفسه.

ثانياً: احترام مشاعر الأطفال وخياراتهم

احترامكِ لطفلكِ ولمشاعره سوف يولّد احتراماً متبادلاً بينك وبينه، فالأطفال يعبّرون كالكبار عن مشاعرهم في الحزن والغضب، الفرح والضجر، ودور الأهل هنا يركّز على احترام تلك المشاعر وترك حرية التعبير للطفل، مع مساعدته على تجاوز الصعوبات التي يتعرّض لها كتهدئته عند البكاء بشكل لطيف ومحبّب. ولا تتوقّف حريّة الطفل على التعبير عن مشاعره، بل تشمل حريّة اختياره لممتلكاته، ألعابه وحتى ملابسه، فعند فرض أشياء معيّنة على الطفل وإجباره على القيام ببعض التصرّفات ستولد لديه ميول للاكتئاب، الرفض والعناد، أمّا في حال ترك له حرية الاختيار سيخلق لديه شعور بالمسؤوليّة والثقة بالنفس.

اقرئي أيضًا : متى وكيف يبدأ إطعام الرضيع؟ 

ثالثاً : الأطفال من الأولويّات

يجب على كلّ من الأب والأمّ أن ينظّم أمور حياته الروتينيّة لقضاء وقت كافٍ مع طفله، يجب أن يكون خياره الأوّل ومن ثمّ شؤون حياته.

رابعاً: مظاهر الإعجاب والاهتمام

إظهار الاهتمام بالطفل وإبداء الإعجاب باختياراته وإنجازاته الإيجابيّة، والإثناء على تصرّفاته الجيّدة مع عدم تجاهل أيّ إنجاز مهمّ قد يفعله الطفل، من الأمور التي تعزّز من ثقته بنفسه وتحّثه على القيام بما هو أفضل، بالمقابل يجب تجنّب توجيه الانتقادات بشكل مباشر إلى الطفل على كلّ حركة وكلّ تصرّف صادر عنه، والاكتفاء بتوجيه النصائح والنقد البنّاء له في حال بدر منه أيّ فعل غير لائق من شأنه أن يعود عليه بالأذى أو الضرر.

اقرئي أيضًا : طرق وأساليب لتقوية المناعة عند الطفل  

وأخيراً على الأهل إدارك أنّ المعلم الأوّل للطفل ليس المدرّس، بل الأب والأمّ، وواجبهما وضع أسس متينة لشخصيّته وتربيته ليستطيع في المستقبل بناء حياته وفق هذه الأسس.