علاقة الرجل بالمرأة.. متى تصبح مرضيّة؟
عندما يرتبط الرجل بزوجته ولا يرى في العالم أفضل منها فهذا نوع نادر من الإخلاص والوفاء لشريكة حياته، ولكن إذا تحول الزوج إلى أسير لنموذج هذه المرأة، وأصبح مبرمجاً فقط على موجتها لا يستطيع أن يفارقها مهما فعلت فيه، وحتى إذا خرجت من حياته فإنه يعجز عن الارتباط بأية امرأة أخرى، ويفشل في أي علاقة جديدة يظل طوال حياته مقيداً بنموذج واحد لا يتكرر.
الدكتورة أميرة حبراير استشاري علم النفس والعلاقات الزوجية ترى أن نموذج هذا الرجل يحرص على ألا يخطئ، وأن يكون مثالياً في علاقته بالمرأة التي أحبها، وهذا الرجل المبرمج نسميه الشخصية الوسواسية فهو يرى نفسه ليلاً ونهاراً؛ حتى لا يخطئ والإخلاص يكون نوعاً من العقاب للذات، وهذا نوع من أنواع الاكتئاب.
وترى حبراير أن الرجل المبرمج على امرأة واحدة هو حلم كل امرأة، وإذا أصبح موجوداً بكثرة فستصبح الحياة أكثر أمناً واستقراراً، وستختفي ظاهرة الطلاق المبكر للشباب صغير السن والحياة العائلية ستتحول لأكثر رومانسية؛ لذا لا أرى أن ظاهرة الرجل المبرمج على امرأة واحدة ظاهرة مرضية؛ لأن التوافق النفسي شيء جميل معناه أن الزوج نجح في اختيار الزوجة الكاملة، التي لا يستطيع أن يخونها مع امرأة أخرى. ولا يجد مبرراً في النظر إلى سواها؛ لأن عواطفه تجاهها وصلت إلى الذروة واكتملت.
متى يصبح نعلّق الرجل بالمرأة حالة مرضية؟
في المقابل يقول الدكتور محمد خليل أستاذ علم النفس: إنه إذا كان الرجل متعلقاً بزوجته مخلصاً لها، فذلك أمر صحي وإيجابي، أما إذا كان أسير امرأة معينة مهما كان موقفه منها أو حتى تركته وارتبطت بآخر فإن هذا نوع من التعلق المرضي، والتوحد بالآخر، وأشار إلى أن هذه العلاقة المبرمجة بين رجل وامرأة هي محاولة للبحث عن التعويض؛ فإذا ما تخلت المرأة عن هذا الرجل فإنه يعيش حالة افتقاد وحرمان قاسية، وهذه علاقة إلغاء للذات تماماً وغرق كامل في الآخر، ومهما حدث من إذلال وخيانة من جانب المرأة للرجل فإنه يستسلم، ولا يستطيع البعد عنها، فالخيانة مُرة لكن إلغاء الوجود أشد مرارة.
أضف تعليقا