شراكة الزوج في الولادة يدفع اكتئاب الأم
اكتئاب ما بعد الولادة كيف تتخطاه الأم، ويساعدها المحيطون رغم الفرحة العارمة التي تصاحب ولادة الطفل الجديد، إلا أنه في بعض الأحيان تعاني الأم من أفكار ومشاعر سلبية تصل إلى حد المرض، فتنقلب الفرحة بالمولود إلى تعاسة وحزن وشعور باليأس والضيق والخوف. وقد يصل الأمر إلى الرغبة في الخلاص من الحياة. تقول الدكتورة أحلام العلي، استشاري الصحة النفسية، إن المرأة لا تدري سبباً لحزنها وتعاستها ويأسها، بل تندهش وخاصة إذا كان هذا الطفل قد جاءها بعد طول انتظار، أو بعد رغبة شديدة في الحمل، ولا تجد تفسيراً لما تشعر به، بل قد يصاحب ذلك إحساس بالفتور تجاه وليدها مما يزعجها كثيراً، وقد ترفض حمله والاعتناء به؛ لخوفها عليه من نفسها .
أضافت: وقد تأخذ الأمور مساراً خطيراً، وذلك نادراً ما يحدث كأن يسيطر على المرأة إحساس فظيع باليأس لا يحتمل، فتفكر في الخلاص من وليدها ومن حياتها.
أكدت استشاري علم النفس أنه من المطلوب هنا من الزوج أن يشعر بزوجته، وأن يلاحظ الحزن المرسوم على وجهها والدموع التي لا تغادر عينيها، وتتجدد باستمرار فهو شريك في عملية الحمل والولادة، وهو الشريك الذي لا يتحمل أدنى تكلفة نفسية وجسدية، ومع ذلك يظفر بمولود وتقول استشاري الصحة النفسية إن المرأة في هذه المحنة تحتاج إلى المساندة النفسية من الزوج، فهو يلعب دوراً علاجياً مهماً، فعليه أن يحتويها برحمة ورفق نابعة من حبه لها، ومن إحساسه بالمشاركة والمسؤولية، وعليه أن يقدر اكتئابها ويستشعره، وأن يبذل كل جهده لمساعدتها بالعرض على الطبيب النفسي والالتزام بالعلاج والمشاركة في العلاج.
فالزوج الذي لا يدرك ما تعانيه زوجته من مشاعر سلبية بسبب المرض الذي طرأ عليها بسبب الولادة يزيد من الأمور تعقيداً، خاصة إذا ما كانت الزوجة نفسها لا تعرف سبب معاناتها.
أشارت استشاري علم النفس أحلام العلى إلى ضرورة الذهاب إلى الطبيب النفسي، فآلام الاكتئاب مبرحة، وعلينا ألا نترك المرأة تتحمل هذا العبء خاصة أن الحالة معروفة ولها علاج.
نصائح:
1- سرعة التوجه إلى الطبيب النفسي والالتزام بخطة العلاج.
2- على الزوج أن يتفهم معاناة زوجته، ولا يحملها المزيد من المسؤوليات.
3- على المحيطين بالأم عدم تأنيبها على إهمالها لطفلها، فهي تشعر بالفعل بتأنيب الضمير، ولكنها لا تقوى على تحمل المسؤولية.
أضف تعليقا