الجوع العاطفي.. أسبابه وطرق التخلص منه

الجوع العاطفي Emotional Hunger أو Emotional Eating أحد الأسباب الرئيسية لفشل أي حمية غذائية، أو أسلوب غذائي معتاد. هل سمعت من قبل عن هذا المصطلح؟ ربما لا تعرفين أنه عندما تلتهمين الطعام دون وعي منك للكمية أو النوعية، فقط لأنك متوترة، هذا يعني أنك تمرين بحالة الجوع العاطفي...وكثيراً ما يلي هذه الحالة شعور بالأسف، لا بل بالندم....
ما هو الجوع العاطفي؟ أسبابه، وهل يمكن السيطرة عليه؟ وما الفرق بينه وبين الجوع الحقيقي؟ 
في هذا المقال، ستجدين إجابات كل هذه التساؤلات....

 ما هو الجوع العاطفي؟ 


الجوع العاطفي حالة نفسية وليست بيولوجية، يعمد خلاله الفرد إلى تناول الطعام كوسيلة لقمع أو تهدئة مشاعر سلبية تنتابه، كالتوتر، الخوف، الغضب، الحزن، الملل، الشعور بالوحدة وغير ذلك. عادة ما يأتي الجوع العاطفي بشكل فجائي، فيشعر المرء بحاجة ملحة لتناول الطعام بنهم، لذا يطلق عليه الأطباء مصطلح "نوبات الجوع العاطفي"، يتم خلالها انتقاء الوجبات الدسمة التي تحتوي على نسب عالية من السكريات والتهام كميات كبيرة منها دون وعي، وبعد الانتهاء يكون الشعور بالذنب أو الندم سيد الموقف. 

 

أسباب الجوع العاطفي


تبين الدراسات أن الجوع العاطفي حالة تنتاب كلا الجنسين، غير أن النساء أكثر عرضة له مقارنة بالرجال، وهذا مرده إلى أسباب نفسية، عادة ما تكون المرأة سريعة التأثر بها أكثر من الرجل، وهذه الدوافع هي: 
•    الحمية الغذائية، خاصة القاسية منها. 
•    التوتر والقلق واللذان يؤديان إلى ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم أو ما يعرف أيضاً بهرمون الجوع. 
•    لهرمونات المبيض أيضاً علاقة بالجوع العاطفي، فعندما يرتفع  هرمونا البروجستيرون Progesterone والأستراديول Estradiol تشعر المرأة بحالة الجوع العاطفي. 
•    فقدان القدرة على التعامل مع المشاعر السلبية.
•    الصدمات العاطفية أو الفراغ العاطفي. 
•    الإرهاق. 
•    الضغوط النفسية، أو الضغوط الظرفية.
•    قلة الثقة بالنفس. 
•    البعد الاجتماعي.  
•    عدم التمييز بين الجوع الفيسيولوجي أو الجوع الجسدي وبين الجوع العاطفي، إذ يختلف الاثنان من خلال النقاط التالية: 

الفارق بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي


•    يحدث الجوع العاطفي بشكل فجائي، كحالة ملحة وطارئة، في حين الجوع الجسدي بشكل تدريجي. 
•    يبدأ الجوع الجسدي بتقلصات في المعدة، بينما العاطفي برغبة نفسية بتناول الطعام.   
•    في الجوع العاطفي، عادة ما تكون الرغبة لتناول طعام محدد، وغالباً ما يكون حلوى وأصناف دسمة، بينما الجوع الجسدي، لا طعام معين، أي نوع منه قد يكون مناسباً لسد الشهية. 
•    لا وعي لكمية أو نوعية الطعام في الجوع العاطفي، ففيه يتم تناول أصناف عدة بنهم، كأن يأكل حلوى، تليها مباشرة رقائق البطاطس، ثم وجبة دسمة وهكذا... بينما في حالة الجوع الجسدي يتناول المرء طعامه بإدراك ووفق حاجة الجسم. 
•    في حالة الجوع الجسدي، يشعر الفرد بالشبع عند امتلاء المعدة، بينما في حالة الجوع العاطفي لا يصل المرء إلى حالة الشبع عند امتلاء المعدة، بل تتواصل الرغبة في تناول الطعام إلى أن يشعر بالضيق. 
•    عادة ما يؤدي الجوع العاطفي إلى الشعور بالندم والذنب، لا بل قد يصل إلى جلد الذات، بينما في حالة الجوع الجسدي لا وجود لهذه المشاعر السلبية.

علاج الجوع العاطفي


ذكرنا في بداية المقال أن بعض الحالات غير المتفاقمة من الجوع العاطفي يمكن السيطرة عليها، إذا ما تحلى المصاب به بالوعي والإرادة، وذلك من خلال بعض الإرشادات، كالتالي:
•    تدوين ما يتم تناوله من أطعمة واحتساب السعرات الحرارية، كذلك الوقت والحالة المزاجية عند تناول الطعام. 
•    السيطرة على التوتر أو الضغوط أو أي مشاعر سلبية أخرى، من خلال ممارسة أي نشاط محبب، كما يمكن اللجوء إلى رياضات الاسترخاء، كاليوغا، التأمل ....
•    تناول الطعام بتركيز، أي الامتناع عن القيام بذلك أمام التلفاز أو التحدث لأحدهم...
•    عدم معاقبة النفس بحرمان الجسم من الأطعمة التي يرغب بتناولها، لذا ينصح بالابتعاد عن الحميات الغذائية القاسية، لما لها من ردود أفعال سلبية، صحية ونفسية.  
•    عدم إغفال وجبة الفطور وتناول وجبات خفيفة على مدار اليوم منعاً للشعر بالجوع الشديد. 
•    ينصح بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين D، كالفطر، الحبوب، البيض، السلمون، وكذلك الغنية بفيتامين C، لأنها تخفف من حدة التوتر وتحسن من حالة المزاج.

متى يستدعي الجوع العاطفي استشارة طبية؟


تختلف درجة الاستجابة للجوع العاطفي باختلاف شخصية الأفراد، لكنه حالة قد تتكرر ليصبح فيما بعد عادة، تستدعي التوقف عندها واستشارة مختصين لتقديم يد العون من أجل السيطرة عليها، لما يترتب عن الجوع العاطفي من مشاكل صحية ونفسية قد تصل حد الاكتئاب أو الإصابة بما يعرف بالبوليمياBulimia Nervosa  أو النهام العصابي أو الشره المرضي العصبي. فعندما يلاحظ الفرد تأثيراً واضحاً على وزن الجسم أو على ثقته بنفسه أو حتى إذا شعر بقلق حيال عاداته الغذائية، عندئذ يجب استشارة الطبيب على الفور، تجنباً لأي خطورة محتملة. 

تابعي أيضاً:

علاج الإحساس الدائم بالجوع علاج الإحساس الدائم بالجوع
أضف تعليقا
المزيد من حمية ولياقة