علاج الاكتئاب وأسبابه
الصدمات، التوتّر والإختلال الهرمونيّ، ناهيك عن ضغوط الحياة اليوميّة... كلّها عوامل لمشاكل أكبر ترتبط بالاكتئاب .
وهذه الحالات الثلاث متشابكة، تؤثّر على النساء عموماً أكثر من الفتيات وكبار السن، ويعود ذلك لعدّة أسباب نتعرّف عليها من خلال حوار "الجميلة" مع الدكتور عدنان مفتي، استشاري الطبّ النفسانيّ ومدير مستشفى الصحّة النفسيّة في جدّة.
الإكتئاب
تحدّثي مع طبيبك، أو المعالج النفسانيّ، لتأخذي منه التشخيص المناسب للمرض. فللإكتئاب أسبابٌ كثيرة تتجاوز مشاعر الحزن أو الإحساس بالكآبة، وهو يصيب 121 مليون شخص على مستوى العالم .
الأسباب
مع أنّ الأسباب المحدّدة للاكتئاب غير معروفة، إلاّ أنّه يُعتقد أن يكون نتيجة تغيّرات في وظائف خلايا المخّ وإفرازها للموصلات العصبيّة بشكل غير طبيعي، تثيرها عوامل ضاغطة مسبّبة للتوتر، كموت شخص عزيز، أو فقدان وظيفة، أو مرضٍ عضال... كما أنّ لبعض الناس ميلاً وراثيّاً للإصابة بالإكتئاب، وقد يزيد من خطر إصابة الإنسان به التقدير المتدنّي للذات والنزعة التشاؤميّة، وصعوبة التعامل مع الضغوط، كما والتعرّض المستمرّ للعنف والإهمال.
وهناك حالات تصيب النساء دون غيرهنّ، وهنّ أكثر تعرّضاً للمرض نتيجة التغيّر الهرموني، كاكتئاب ما بعد الولادة والذي قد يستمرّ لعدّة أسابيع أو أكثر، وقد تصاحبه أعراض ذهنيّة (هلوسة - معتقدات مرضيّة،)، ويصيب نحو 10% من النساء. وهناك اكتئاب سنّ اليأس وأعراض الإكتئاب المصاحبة لمتلازمة ما قبل الطمث.
إقرئي أيضاُ الاكتئاب أسبابه تشخيصه وعلاجه
الوقاية
لا ينبغي أن يشعر المريض بالذنب لمعاناته من الإكتئاب، كما أنّ للعادات الصحّيّة دوراً كبيراً في الوقاية من الإكتئاب، كتناول غذاء متوازن غنيّ بالفاكهة والخضروات وأحماض أوميجا 3 الدهنيّة. كما يُنصح بتناول "أل – تايروزين" L-tyrosine، وهو حمض أمينيّ يساعد على إفراز المستقبلات العصبيّة. بالإضافة للمغنيسيوم والكالسيوم والفيتامين "ب" المركّب، والذي يُعتبر من أهمّ مقوياّت الخلايا العصبيّة.
إلى ذلك، يجب الحصول على قسطٍ وافر من الراحة أثناء الليل، حيث يتزامن مع الإكتئاب انخفاض مستوى هرمون الميلاتونين الطبيعيّ الذي يُفرَز أثناء النوم العميق؛ بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام أو تكريس نصف ساعة للمشي بالهواء الطلق، كما ينبغي أن يجد الشخص وسائل مناسبة للإسترخاء.
ويمكن للإرشاد النفسيّ أن يمنع حدوث الإكتئاب، وذلك عن طريق تعلّم طرق جديدة للتعامل مع الأحداث الضاغطة، كما أنّ توفّر الدعم والترابط الإجتماعي مهمّان، خاصّةً لكبار السنّ.
العلاجات
يمكن لعقاقير مضادات الإكتئاب والعلاج النفسيّ المعرفيّ السلوكيّ معالجة 60 إلى 80% من مرضى الإكتئاب بنجاح، ودمجهما يعطي أفضل النتائج. ويؤكّد بعض المدارس في الطبّ النفسيّ أنّ العلاج النفسيّ هو الأكثر فعاليّةً على المدى الطويل.
إقرئي أيضاً لمشي السريع للياقة والتخلّص من الاكتئاب
- الأدوية
هناك أنواع مختلفة من مضادات الإكتئاب المتاحة، واختيار نوعيّة العلاج المناسبة تعتمد على عدّة عوامل يحدّدها الطبيب المتخصّص، كما يجب على المريض أن يدرك أنّ كلّ الأدوية تحتاج من أسبوع إلى عدّة أسابيع لإحداث أثر علاجيّ.
أضف تعليقا