هشام فقيه وفاطمة البنوي: يكشفان أسرار الفيلم السعودي "بركة يقابل بركة"

استطاع فيلم "بركة يقابل بركة" إلقاء حجر في مياه راكدة لسنوات في المجال الفني السعودي، والذي لا يملك بنية تحتية لصناعة أعمال سينمائية، إذ استخدم السخرية والجاذبية؛ لتقديم رسالته السياسية عن الشباب المطالب بالحرية، حسب تصريحات الكثير من النقاد، وكانت المفاجأة الأكثر دوياً في مهرجان برلين السينمائي هي حصول الفيلم -على جائزة لجنة تحكيم المهرجان؛ ليدرك مخرج الفيلم محمود صباغ أن فيلمه الروائي الأول لن يكون تقليدياً، وإنما خطوة ثورية بشكل عملي. «بركة يقابل بركة» فيلم من بطولة الممثلين السعوديين الهشام فقيه وفاطمة البنوي، اللذين التقيناهما بحوار شفاف تحدثا من خلاله عن تفاصيل الفيلم.
 

سألناهما فيما إذا كان الفيلم يمثل انعكاساً حقيقياً للواقع السعودي؟
هشام رأى أنه يعبّر عن الواقع السعودي بصدق شديد، فما يحدث في الفيلم ـ حسب قوله ـ فيما يتعلق بالمواعدة بين الشباب هو ما يحدث في الواقع، وأكد أن الفيلم تطرق لاستعراض صغير ومكثف للحياة العامة الحالية في السعودية مع مقارنتها بما كان في الماضي، وهذه المقارنة تعبّر عن الكثير، فالفيلم تدور أحداثه في جدة ويعكس صورة حقيقية للمجتمع السعودي كما هو دون مبالغة أو تشويه، وبصورة تحمل روح الطرافة ليعبّر عن جيل الشباب السعودي أو كما يذكر صباغ: "الفيلم يحكي قصة جيل الشباب، أو جيل الألفية؛ أي من هم أقل من 35 سنة، وهم أغلبية ديموغرافية، لكنها تنال تمثيلاً أقل اجتماعياً، وسياسياً، وعلى مستوى الفرص الاقتصادية. ليس نشرة تبجيلية للجيل، فالسينما لا تضع أحكاماً تقييمية جاهزة، لا تنزّه ولا تُدين، لكنها تنقل الواقع كما هو، ربما فقط من الزاوية التي اختارها صانع الفيلم".

أما فاطمة فرأت أن الفيلم انعكاس صادق وملامسة حقيقية، ويحكي قصة قد يكون الواقع السعودي يعيشها الآن، أو عاشها في ذاكرته من خلال قصص أجدادنا ورواياتهم، وقالت إن: "الفيلم يحكي قصة عاشقين يجمعهما القدر (لكن في بيئة معادية للمواعدة الرومانسية من أي نوع). هو بركة الموظف في بلدية جدة ذو الأصول المتواضعة، والممثل الهاوي في فريق مسرحي يتدرب؛ من أجل تقديم دور نسائي في مسرحية هاملت. وهي بركة الفتاة ذات الجمال الجامح، والتي تعمل في الترويج لمتجر والدتها، بينما تدير مدونة فيديو صاخبة مشهورة على الإنترنت. يُظهر الاثنان براعة مثيرة في التحايل على التقاليد والعادات بالإضافة إلى الشرطة الدينية. «بركة يقابل بركة» هو فيلم لأي شخص يريد أن يعرف كيف تجري هذه الأمور في السعودية".

وحول سؤالنا فيما إذا استطاع تصحيح وجهة النظر الخاطئة التي نقلت عن الواقع السعودي بعدة أعمال؟
أكد هشام أنه لا يؤمن بوجود صورة حقيقية مطلقة عن المجتمع السعودي، وقال: «نحن كفريق عمل بركة حاولنا عمل شيء واقعي حسب معلوماتنا، والفيلم صريح وصادق ليس فيه أي ابتزاز للمشاعر، لم نحبذ أن نصنع فيلماً يجذب رأي الغرب مقابل أن يُسفل بالسعودية، ولكن في النهاية نحن فريق محدود، وهناك 30 مليون نسمة في السعودية ومن الطبيعي ألا يكون هناك اتفاق على كل الانعكاسات وكل الآراء وكل الصور؛ لأن بطلي الفيلم بركة وبركة (بيبي) يرمزان إلى صورة جديدة لمدينة جدة والسعودية بشكل عام غير النمطية المنتشرة، ومدينة مثل جدة تقدم صورة حديثة عن الطريقة التي ينبغي النظر بها للسعودية وهي رؤية أمينة للغاية»، ولقد أراد صباغ رسم صورة عن البلد وأهلها أكثر إشراقًا؛ فالسعودية مثل أي مجتمع آخر يمر بمرحلة انتقالية يوجد فيه السيئ والجيد، وليس الهدف هو الدعاية بل الحكي عن الحياة بكل صدق وبشكل يتسم بالخفة والمرح إلى حد ما".
وتطابقت رؤية فاطمة: مع هشام وقالت: «لا توجد صورة حقيقية واحدة للمجتمعات، ولو وجدت لما اختلفنا أبداً، حاول صناع هذا الفيلم جاهدين أن ينقلوا صورة من الصور الحقيقية لمجتمعنا السعودي. فمثلاً، ابتعد الفيلم عن أسلوب التبرير وعن صورة الضحيَّة التي لطالما اعتدنا مشاهدتها في الأفلام الأخرى التي تتحدث عن واقع السعودية والعالم العربي والإسلامي، وبالتالي فإن فيلم «بركة يقابل بركة» جمع جيل الألفية، من داخل السعودية وخارجها، على بساط واحد ليتحدث إليهم بصورة شفافة وبحميمية صادقة، فيضحك ويبكي ويبهج الجمهور المحلي والدولي على حد سواء".
وفي ما يتعلق بحصول الفيلم على جائزة لجنة المهرجان في برلين قال هشام: «إنه إنجاز عظيم في تاريخ السينما السعودية، وهذا أول فيلم طويل يخرج من جدّة وثاني فيلم في تاريخ المملكة إنتاج سعودي، ويعتبر الإنجاز في وصولنا للنقاد والنخبة في بداية مشوارنا، فنحن من ضمن المحظوظين بهذه التجربة. وفي المهرجان انتهت التذاكر في كل عرض، كان الجمهور يدخل الفيلم؛ كي يشاهد فيلماً عن السعودية، وهذا شيء رهيب جعلني أحب الحياة، وأحب التجربة أكثر وأكثر".
فاطمة أكدت بالقول إن «تجربة مهرجان برلين كانت من أقوى اللحظات التي عشتها مع فريق عَمِلَ جاهداً من أجل تحقيق رؤية وحلم كبيرين، إلا أن رؤية الابتسامات على وجه الجمهور وسماع تحيتهم غير المنقطعة بعد عرض الفيلم، جعلتني أؤمن بأننا لا زلنا في بداية الحلم. الحلم سيكبر ويكبر مع ناسه وجمهوره".
وحول ردود الفعل التي قيلت عن الفيلم، وبعد انتهاء عرضه كيف يقيمانها؟
20 من 10 العلامة التي أعطاها هشام للفيلم وعبّر ضاحكاً بالقول: «أنا إنسان نرجسي، وأريد الكل أن يشاهدوا الفيلم ويحكموا بأنفسهم عليه. إنه خطوة في الاتجاه إلى الأمام".
فاطمة عبّرت عن رضاها عن الفيلم؛ حيث قالت: «فيلم "بركة يقابل بركة" بركة... نعم إنه بركة للسينما السعودية ولبنة أساسية للنهوض بها".

اقرئي أيضاً:

شمس: الكلام عن الحور العين أفلام هندية .. والجنة مش أوتيل

بالفيديو..مايا دياب: حادث خطفي سبب لي مشاكل نفسية أعاني منها حتى الآن

القاضي الأمريكي يتسبب في تجديد حبس سعد لمجرد أسبوعاً آخر

أضف تعليقا
المزيد من سينما وتلفزيون