هل استخدام مكملات الميلاتونين آمنة لتحسين جودة النوم؟

الميلاتونين هرمون يتم صناعته وإفرازه في معظم خلايا الجسم، وله وظائف حيوية عديدة كونه يعمل كمضاد للأكسدة ومضاد للالتهاب إلى جانب وظيفته في حماية الخلايا، ومن أهمها الأنسجة العصبية. وعلى الرغم من أن النواة الرئيسية لضبط الساعة البيولوجية قابلة للمعايرة لأكثر من 24 ساعة، فكيف تتم معايرتها لضبط جسمنا ليكون متناغماً على وضعية 24 ساعة في اليوم؟ حديثنا اليوم عن هرمون الميلاتونين وضبط صناعته وإفرازه عن طريق الغدة الصنوبرية، مع طبيب نمط الحياة عمار عبد القادر الذي التقته "الجميلة" ليتحدث لنا بشكل مفصل عن هذا الموضوع.

كيف يعمل الميلاتونين؟

الصورة عن موقع Freepik

 

يعمل الميلاتونين على ضبط الساعة البيولوجية عن طريق إفرازه من قبل الغدة الصنوبرية استجابة لتغير الضوء وشدته خلال اليوم. وظهر مكمل الميلاتونين كوسيلة مساعدة على النوم وذلك بتأثيرها على الساعة البيولوجية وسهولة الدخول للنوم والبقاء في وضعية النوم لفترة كافية تحسّن من جودة النوم.

هل استخدام مكملات الميلاتونين آمنة للمساعدة في جودة النوم؟


الدراسات في تأثير هرمون الميلاتونين والصحة تعتبر حديثة نوعاً ما، وحتى الآن لا توجد دراسات تثبت أن استخدام مكمل الميلاتونين يعتبر آمناً لجميع الأشخاص والحالات الصحية. هناك العديد من التأثيرات الجانبية من تناول مكمل الميلاتونين مثل الشعور بالدوار والنعاس أثناء فترة النهار والصداع والغثيان. كما ينبغي تجنب استخدام مكمل الميلاتونين أثناء فترة الحمل والرضاعة، وبعض الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي وأمراض الكبد وبعض الأمراض المناعية. كما أنه قد يكون هناك تداخل دوائي ما بين مكمل الميلاتونين وبعض العلاجات الدوائية، لذلك لا ينبغي تناول الميلاتونين إلا عن طريق وصفة طبية.

ما مدى تأثير شدة الإضاءة الطبيعية والصناعية على هرمون الميلاتونين؟


توجد في العين خلايا وظيفتها اكتشاف التغير في شدة الإضاءة الخارجية التي تقاس بوحدة اللكس (lux)، على سبيل المثال فإن الضوء القادم من أشعة الشمس المباشرة يتراوح بين 32 ألف وحتى 130 ألف وحدة لكس. بينما ضوء الشمس غير المباشر يتراوح شدته بين 10 آلاف وحتى 25 ألف وحدة لكس. وفي وقت الشروق والغروب تكون شدة الضوء بين 30 وحتى 500 وحدة لكس. في المساء تحت ضوء القمر الكامل فإن شدة هذه الإضاءة لا تتجاوز 1 وحدة لكس. تغيير شدة هذه الإضاءة الطبيعية يعمل على تنظيم الساعة البيولوجية عن طريق التأثير المباشر على إفراز الميلاتونين من الغدة الصنوبرية. مع الأخذ بالاعتبار أن الإضاءة الصناعية داخل المنزل أو في مكان العمل لا تتجاوز 100 وحدة لكس. لذلك قد تتأثر وظيفة الغدة الصنوبرية وهرمون الميلاتونين وبالتالي تتغير الساعة البيولوجية وتتأثر جودة النوم.

قد يعجبكِ أيضاً إياك تجاهلها ..أعراض لخبطة الهرمونات عند النساء

الساعة البيولوجية وجودة النوم


مع زيادة شدة الإضاءة الطبيعية عن طريق ضوء الشمس يقل إفراز هرمون الميلاتونين، مما يعطي الإشارة للجسم لطلوع النهار وإعطاء الحيوية للجسم لممارسة المهام اليومية. ومع غياب ضوء الشمس تدريجياً يبدأ الجسم في إفراز هرمون الميلاتونين استعداداً للدخول للنوم. لذك تعريض العين لضوء الشمس أثناء النهار مهم جداً لضبط هذه الساعة البيولوجية وتنظيم النوم. ومن الممارسات التي تقلل من تفاعل جسم الإنسان مع تغير شدة الإضاءة هو لبس النظارات الشمسية أثناء النهار التي تمنع من تفاعل العين مع ضوء الشمس. وأيضاً التواجد داخل المباني والغرف التي لا تدخلها إضاءة الشمس أثناء النهار قد تؤدي إلى اضطراب إفراز هرمون الميلاتونين وبالتالي ظهور اضطرابات النوم.

مكمل الميلاتونين وجودة النوم 

الصورة عن موقع Freepik


انتشر استخدام مكمل الميلاتونين للمساعدة في التخلص من الأرق وتحسين جودة النوم على الرغم من كونه غير مصرّح به من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في علاج الأرق حتى الآن. في دراسة حديثة عن طريق التحليل التلوي بمراجعة وتقييم 23 دراسة أوضحت أن مكمل الميلاتونين له أثر إيجابي في تحسين جودة النوم لبعض المصابين بالأمراض المزمنة التي تؤثر على جودة النوم، مثل أمراض الجهاز التنفسي، الأمراض الاستقلابية مثل السكري، واضطرابات النوم. بينما لم تظهر فائدة لتحسين جودة النوم لدى المصابين بالأمراض النفسية، وبعض الأمراض العصبية وأمراض الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي. لذلك استخدام مكمل الميلاتونين يجب صرفه بعد استشارة الطبيب المختص لتشخيص سبب اضطراب النوم والجرعة المطلوبة ومدى تأثيرها في تحسين جودة النوم.

نمط الحياة وتحسين جودة النوم:


تؤثر جودة النوم في المساء بشكل مباشر على جودة الحياة ونشاط الإنسان وفعاليته في أداء المهام اليومية. وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على جودة النوم، من أهمها: التعرض لضوء الشمس أثناء النهار، طبيعة الأكل وجودته وتوقيته، النشاط البدني الحركي مثل ممارسة الرياضة. لذلك الاهتمام بتناول غذاء متكامل ذو جودة عالية والانتظام على ممارسة الرياضة والاهتمام بتعريض العين لضوء الشمس المباشر وغير المباشر من العوامل الرئيسية التي تحسن من جودة النوم بدون اللجوء للمكملات والعلاجات الدوائية التي تساعد على النوم.

الدوام المسائي وجودة النوم:


يعاني العديد من الأشخاص من اضطرابات النوم أثناء الدوام المسائي، وأظهرت عدة دراسات أن النوم في النهار بعد الدوام المسائي في غرفة تدخل لها أشعة الشمس المباشرة أفضل من النوم في غرفة قاتمة في تحسين إفراز الميلاتونين وتنظيم الساعة البيولوجية لتحسين جودة النوم بعد عودة الدوام للفترة الصباحية. وأيضاً التعرض لضوء الشمس بعد انتهاء الدوام المسائي له دور مهم في تحسين جودة النوم لدى هذه الفئة.

ما رأيك متابعة تحليل الشخصية: طريقة النوم على الوسادة تكشف أسرار حساسة جدا عنك!

أضف تعليقا
المزيد من نصائح صحية