طرق العناية بالبشرة خلال فترة الحمل- الصورة من Freepik
العناية بالبشرة أثناء الحمل : الطرق وأهم الأمراض
مما لا شك فيه أن التغييرات التي تحدث لجسم المرأة خلال فترة الحمل، تنعكس سلباً على بشرتها، فتبدو أكثر شحوباً وعرضة للعديد من المشاكل والتي قد تستمر لأشهر بعد الولادة. ما هي هذه المشاكل؟ وما هي النصائح التي يسديها الخبراء من أجل العناية بالبشرة أثناء الحمل؟ هذا ما سنتناوله في سطور هذا المقال.....
كيف تكون البشرة أثناء الحمل؟
تتأثر البشرة بالتغييرات التي تحدث لبعض هرمونات الجسم خلال فترة الحمل والتي يصعب التحكم بها، من بينها الإستروجين Estrogen الذي يؤدي انخفاض معدلاته في الجسم إلى نقص الكولاجين Collagen والإيلاستين Elastin، وهما من البروتينات المسؤولة عن مرونة وترطيب البشرة، ما يتسبب في ترهل وجفاف الجلد وفي ظهور التجاعيد المبكرة. بالمقابل ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون Testosterone يتسبب بجفاف البشرة وبتكوّن وانتشار البثور، هذا إضافة إلى زيادة نمو الشعر في الوجه. إلى ذلك، إرتفاع نسب الكوريتزول أو ما يعرف بهرمون الإجهاد والمسؤول عن تقلب المزاج والأرق، يؤثر سلباً على البشرة، فيضاعف من فرص ظهور حب الشباب وبقع الكلف.
ما أهم طرق العناية بالبشرة أثناء الحمل؟
بناءً على ما تقدم، ولتجنب المشاكل التي تطرأ على البشرة خلال فترة الحمل، ينبغي على الحامل أن تولي اهتماماً مضاعفاً ببشرتها، يرتكز على الخطوات الأساسية المعتادة في روتين العناية بالبشرة، والتي تعتبر الأهم، منعاً لظهور أي من الشوائب التي تضاعف من إجهاد بشرتها، ولكن في الوقت نفسه، يشدد الأطباء وخبراء العناية بالبشرة بضرورة التنبه إلى أن المنتجات التي عادة ما تستخدمها المرأة لبشرتها قد لا تناسبها خلال الحمل، لأن البشرة في هذه الفترة تصبح أكثر حساسية. لذا الخطوة الأولى التي يتوجب على الحامل القيام بها، هي استشارة طبيب في الأمراض الجلدية لمراجعة جميع مستحضرات العناية بالبشرة التي عادة ما تستخدمها ومعرفة ما هو آمن منها أثناء الحمل، هذا إضافة إلى التقيد بالنصائح التالية..
الصورة من Freepik
تنظيف البشرة
ينصح باستبدال غسول البشرة المعتاد بآخر لطيف على البشرة، خالٍ من العطور والكحول الطبية كي لا يتسبب بجفافها. يتم استخدامه مرتين في اليوم صباحاً ومساءً.
أما إذا كانت الحامل تمتلك بشرة دهنية يمكنها اللجوء إلى أنواع من الغسول تعمل على إزالة الأوساخ والزيوت الفائضة من المسام وتحتوي على مواد قابضة لتقليص حجم المسام، مثل الغليسيرين الشفاف، تجنباً لظهور البثور.
ترطيب البشرة
يعتبر ترطيب البشرة الخطوة الأهم خلال الحمل، فاضطراب الهرمونات في هذه الفترة قد يصاحبه جفاف شديد في البشرة. لذا يتوجب على الحامل اختيار مرطب مناسب لترطيب بشرة وجهها مرتين في اليوم. لا ينبغي أن يقتصر الترطيب على الوجه، بل يجب على الحامل الاعتناء ببشرة جسمها وترطيب منطقة البطن، تجنباً لظهور علامات التمدد فيها مع ازدياد حجم البطن، هذا إضافة إلى الثدي لحمايته من الترهل والتشقق.
تقشير البشرة
تحتاج الحامل إلى تقشير البشرة مرتين في الأسبوع كحدٍّ أقصى، منعاً لتراكم خلايا الجلد الميت التي تتسبب بانسداد المسام، وبالتالي ظهور البثور والبقع الداكنة. ينصح باختيار مقشر لطيف، لأن البشرة خلال الحمل تصبح أكثر تحسساً، وهنا ينصح باستشارة الطبيب لتحديد الوسيلة المناسبة، ولكن في المجمل يمكنها استخدام الماسكات الجاهزة، أو الطبيعية، كما يمكنها اللجوء إلى بعض التقنيات بعد الأخذ بنصيحة الطبيب، مثل التقشير البارد الذي يستعمل فيه تركيز خفيف من حمض اللاكتيك Lactic Acid الذي يعمل على تقشير الطبقة الخارجية من البشرة، لكنه في الوقت نفسه، فعال ويساعد على تضييق المسام والتخلص من البقع الناتجة عن أشعة الشمس.
بالمقابل لا ينصح بالتقشير بأحماض الفواكه في فترة الحمل، إذ تعتمد هذه التقنية على استخدام أحماض قوية مستخرجة من الفواكه، كحمض الجليكوليك Glycolic Acid الذي يخترق طبقات أعمق من البشرة، ويصل لمجرى الدم، وقد يؤثر على الجنين، وبالتالي قد ينصح الأطباء باستخدام الكريمات الموضعية التي تحتوي على حمض الجليكوليك بتركيز لا يزيد على 10 % .
إستخدام واقي الشمس
الصورة من Freepik
إستخدام واقي الشمس خطوة ملزمة في روتين العناية بالبشرة، ليس فقط خلال الحمل، لكن تزداد أهمية هذا المستحضر في هذه الفترة، من أجل الوقاية من التصبغات الجلدية التي تتضاعف فرص ظهورها لدى الحامل. لكن في الوقت نفسه، يجب تجنب بعض الأنواع من كريمات الوقاية من الشمس، خاصة منها التي تحتوي على Avobenzone و Oxybenzone، حيث إنهما من المواد الكيميائية الضارة ، وقد أثبتت بعض الدراسات تسببهما بخلل في الغدد الصماء للجنين وبآثار مضرة على جهازيه المناعي والعصبي.
علاج البقع والتصبغات
ذكرنا خلال سياق النص أن البشرة في فترة الحمل تصبح أكثر حساسية وعرضة لظهور التصبغات الجلدية بمختلف أنواعها بسبب التغييرات الهرمونية التي تحدث لجسم الحامل. هذه التصبغات عادة ما تكون مؤقتة، سرعان ما تتلاشى بعد الولادة، إلا أنها قد تستمر لدى البعض لأشهر عدة بعد الولادة. لعلاج البقع والتصبغات إبان فترة الحمل، ينصح باستشارة طبيب للأمراض الجلدية بغية تحديد الوسيلة المناسبة والآمنة للحامل. لعلاج البقع والتصبغات بعيداً عن الكريمات والوسائل التقنية، يمكن للحامل اللجوء إلى الماسكات الطبيعية التي تعمل على تقشير البشرة بطريقة لطيفة دون أن تتسبب بأذى له، تعمل مكوناتها على إزالة خلايا الجلد الميتة والكشف عن طبقة جديدة أفتح لوناً، كما تحفز البشرة على إنتاج الكولاجين.
ما أهم الأمراض الجلدية التي قد تتعرض لها الحامل؟
تتعرض بشرة المرأة خلال الحمل للعديد من المشاكل الجلدية، وذلك بسبب التغييرات التي تحدث لجسدها خلال هذه الفترة، إذ تلعب هرمونات الجسم دوراً رئيسياً في بروزها، هذا إضافة عوامل أخرى لا تقل أهمية، منها النظام الغذائي المتبع، روتين العناية، القلق، الإجهاد وغير ذلك. من هذه الأمراض الجلدية:
حب الشباب الهرموني
الصورة من Freepik
حب الشباب الهرموني أحد أنواع حب الشباب، لا تختلف أعراضه عن بقية الأنواع الأخرى، لكنه لا يظهر على الوجه فقط. عادة ما تصاب به النساء منذ بداية مرحلة البلوغ، إذ يرتبط حدوثه بالاضطرابات الهرمونية التي يشهدها الجسم، خلال الدورة الشهرية، إنقطاع الطمث، الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، وكذلك خلال الحمل، قد يتطور إلى نتوءات جلدية تحتوي على صديد أو خراجات تحتوي على سوائل، ولكن مع مرور بضعة أشهر من الولادة، سيلاحظ تحسن ملحوظ وتلاشيه تدريجياً.
غالباً ما يظهر حب الشباب الهرموني، في مختلف مناطق الوجه والعنق، كذلك خلف الرأس، الكتفين، الصدر وغيرها...
عادة ما يحدد طبيب الجلدية العلاج المناسب لحب الشباب الهرموني، وفق شدته، فقد يكتفي بوصف الكريمات الموضعية أو مرفقة بتناول المضادات الحيوية، وقد يلجأ في بعض الحالات إلى جلسات الليزر وإنما بعد مرور أشهر من الولادة.
بالمقابل، يشدد الأطباء على ضرورة تجنب العلاجات التي تحتوي على مادة الأيزوتريتينوين Isotretinoin أو مستحضرات الريتينول الموضعية التي يمتصها الجلد إلى مجرى الدم ومنه إلى الجنين، كذلك تجنب المنتجات التي تحتوي على حمض الساليسيليك Salicylic Acid والبيتا هيدروكسي (BHS) Hydroxybutyric Acid Beta، لأن تأثيرها على الحمل غير مدعّم بدراسات كافية، بالمقابل يمكن علاج حب الشباب الهرموني أثناء الحمل باستخدام المضادات الحيوية الموضعية، مثل تلك التي تحتوي على الإريثرومايسين Erythromycin والكليندامايسين Clindamycin. إنما بفضل قبل اللجوء إلى أي علاج من هذه العلاجات أو غيرها استشارة طبيب مختص.
الكلف وفرط التصبّغ
الصورة من Adope
الكلف Melasma كناية عن بقع داكنة اللون تسمى أيضاً قناع الحمل، تظهر على الجبين، أعلى الشفاه وعلى الأنف أو الوجنتين، هذا إضافة إلى المناطق الحساسة في الجسم والبطن، وقد تصاب بها 50 إلى 75 % من الحوامل، وذلك لأسباب عدة، أبرزها التغيرات الهرمونية التي تحدث لجسم المرأة خلال هذه الفترة.
غالباً ما يبدأ كلف الحمل في الظهور خلال الشهور الأولى من الحمل، وقد يستمر طوال هذه الفترة، لكنه سرعان ما يتلاشى لدى الغالبية من النساء بعد الولادة أو خلال فترة الرضاعة، بحسب حالة الكلف ودرجة انتشاره، في حين قد يستمر لدى البعض، لكن الأمر لا يستدعي القلق، إذ تتوفر العديد من العلاجات للتخلص من هذه البقع الداكنة.
تجدر الإشارة إلى أن ذوات البشرة الفاتحة أكثر عرضة لكلف الحمل، بسبب رقة الجلد لديهن، مقارنة بصاحبات البشرة السمراء المعرضات بدورهن لظهور بقع الكلف، وإنما يميل لونها إلى الرمادي.
علامات تمدد البشرة
مع ازدياد حجم البطن أثناء الحمل، تظهر في الجلد خطوط حمراء على مناطق البطن، الأرداف، الثديين أو الفخذين لدى 50 إلى 90 % من الحوامل، وعادة ما تبدو أكثر بروزاً في الثلث الأخير من الحمل.
في الحقيقة، علامات تمدد البشرة أمر طبيعي خلال فترة الحمل، قد تخف بعد الولادة ولكنها لا تختفي تماماً. يمكن التخفيف منها بواسطة الترطيب المستمر، التدليك، التقشير، وذلك لتحفيز خلايا البشرة على التجدد، ممارسة رياضة المشي، هذا إضافة إلى شرب كميات وفيرة من الماء.
ما أهم النصائح لبشرة الحامل؟
الصورة من Freepik
- خلال فترة الحمل، يجب الابتعاد عن أي مستحضرات تحتوي على الريتينول Retinol، حمض الساليسيلك Salicylic Acid، الريتينويد Retinoid، البارابين Paraben وغيرها، فهذه المكونات من شأنها أن تضر بصحة الحامل وجنينها. لذا، ينبغي استشارة طبيب مختص قبل استخدام أي من الكريمات الموضعية، العقاقير أو الأعشاب لعلاج أي من المشاكل التي عادة ما تتعرض لها بشرة الحامل.
- تجنب الاستحمام بالماء الساخن.
- عدم ارتداء الأقمشة الصوفية والصناعية، كالبوليستر والنايلون.
- الحرص على شرب الكثير من الماء.
- تجنب الإجهاد، والحصول على قسط وافٍ من النوم.
- الحرص على ترطيب البشرة باستمرار.
- عدم إغفال تطبيق كريم الوقاية من الشمس.
- إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على الأطعمة الغنية بفيتامين E و C، هذا إضافة إلى الزنك والبروتين. أكثري من تناول الخضار، الفاكهة، السمك، بذور الشيا، المكسرات وغيرها من المأكولات التي تحافظ على صحة البشرة.
- الامتناع عن القيام بالإجراءات التجميلية، مثل حقن الفيلر والبوتكس، لأن التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل قد تؤثر سلباً على كيفية استقبال الجسم لهذه المواد، فقد تصاب الحامل بالتهابات أو تورمات خطيرة تسبب لها الإصابة بالعدوى، كما يجب الامتناع عن هذه الإجراءات إلى حين إنتهاء فترة الرضاعة الطبيعية، منعاً لانتقال المواد السامة إلى الطفل.
اذا اعجبك هذا المقال ننصحك أيضا بقراءة شيخوخة البشرة : علامات، أسباب وحلول
أضف تعليقا