طارق النهري - الصورة من صفحته الشخصية على فيسبوك
من السجن إلى ترند دراما رمضان.. قصة غريبة لعودة طارق النهري من اليأس إلى الأمل
لم يتصور أحد أن يعود الفنان طارق النهري إلى الساحة الفنية خلال عام 2023، وأن يصبح من النجوم الذين حققوا النجاح الكبير خلال الماراثون الدرامي الرمضاني الماضي، خاصة أنه قضى شهر رمضان قبل الماضي داخل السجن بعد الحكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا بتهمة حرق المجمع العلمي، ولم يقضِ منهم خلف القطبان سوى عامين وسبعة أشهر فقط، ليخرج بعدها بعفو رئاسي، لذلك كان لا بد من التعرف عن قرب على قصة طارق النهري وكيف استقبل خبر العفو عنه.
يقول طارق النهري إنه بعد تأكيد محكمة النقد الحكم بسجنه 15 عامًا، أصبح يؤهل نفسه أنه سوف يقضي حياته خلف القضبان حتى رحيله عن عالمنا، خاصة أن الأمل في خروجه كان ضعيفًا بل إنه مستحيل، لذلك اعتاد بعض الشيء حياته داخل الزنزانة، وأصبح يقرأ الكتب حتى إنه قرأ أكثر من 200 كتاب في عام واحد.
وأضاف النهري أنه في أحد أيام شهر يوليو الماضي، ناداه أحد السجناء وقال له: "يا طارق يا نهري احنا سمعنا اسمك اتذاع في الراديو"، ولم يكشف له عن التفاصيل أو عن السبب وراء ذكر اسمه في الإذاعة، وظل طارق النهري ينادي من زنزانته هذا السجين حتى يعرف منه ماذا سمع، لكنه لم يجبه أحد وكأن الأمر كان مجرد رسالة إلهية فقط، إلا أنه تيقن أن وراء هذه الرسالة خير كبير، لذلك طلب من زمليه الذي داخل الزنزانة أن يفتح الراديو الذي بحوزته على إحدى الإذاعات المصرية الحكومية حتى يعرف ماذا يحدث، وكانت وقتها الساعة تشير إلى الثامنة إلا ربع مساء، ومع دقات الساعة الثامنة بدأت الإذاعات المصرية تذيع موجز الأنباء، وكان من بين أخباره أنه قد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهورية رقم 329 لسنة 2022 بالعفو عن عدد من الصادر ضدهم أحكام قضائية نهائية، وبدأ قارئ النشرة في إذاعة الأسماء لكن لم يذكر اسم طارق حتي جاء اسمه الأخير بكشف المعفو عنهم.
ما رأيك في معرفة المزيد حول نزار الفارس يكذب حورية فرغلي: عرضت عليكِ الجواز على الهواء وأنتِ وافقت (فيديو)
قال طارق النهاري إنه شعر أنها لحظة ميلاد جديد له، وأن الحياة قد أعطته فرصة جديدة من أجل أن يعيشها، فتلك اللحظة هي الأكثر فرحة على الإطلاق في حياته، ومن قوة الفرحة ظل يطرق ويركل باب الزنانة بيديه وبكل قوته حتى سقط أرضًا فاقدًا الوعي، ليتم نقله إلى مستشفى السجن، وعندما فتح عينيه وجد قيادات السجن حول السرير الذي يرقد عليه داخل المستشفى، وعندما سألهم عما حدث، أجابه الطبيب المعالج أنه مات وعاد إلى الحياة، حيث إن قلبه توقف مرتين، واضطر إلى استخدام الصدمات الكهربائية حتى يعيده إلى الحياة.
وأوضح طارق النهري أنه بالرغم من كل ذلك لم يبالِ بما حدث له، حتى إنه أزال الأجهزة التي وضعها الأطباء على صدره وبطنه، وطلب منهم أن يستحم بماء بارد وأنه سوف يكون بخير، وبالفعل سمحوا له بذلك، ليستعيد بالفعل نشاطه ويقضي ليلة داخل المستشفى، لكنه طلب من مأمور السجن أن يسمح له أن يتمشى داخل حديقة المستشفى وأن يرى الشمس لحين وصول قرار العفو مختومًا من رئاسة الجمهورية، ليسمح له بذلك، حيث قضى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي برفقة الأطباء والممرضين بحديقة المستشفى وهو يستمتع بالشمس وبضوء النهار، خاصة أنه كان يسمح له بساعة ونصف فقط من التريض وباقي اليوم يقضيه داخل الزنزانة.
مع دقات الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا أخبره أحد الضباط أن قرار العفو قد وصل إلى السجن ومن الممكن أن يخرج بعد ساعة من الآن ليبدأ حياة جديدة، وبالفعل خرج طارق النهري إلى الحياة من جديد لكن واجهته مشكلة كبرى، وهي أنه قد خسر شقته وسيارته وكل أمواله خلال الفترة التي قضاها داخل السجن، حتى إنه لم يعد يمتلك سوى ملابسه التي يرتديها، وليس لديه ملابس بديلة، لكنه في كل الأحوال هو راضٍ بما هو فيه.
يكمل طارق النهري أنه قد توجه إلى أحد أقاربه وقضى يومين هناك حتى تلقى اتصالًا هاتفيًّا من أحد الشخصيات يطلب منه أن يحضر حقيبة ملابسه ويحضر إلى مكتبة فورًا، فضحك طارق قائلًا: "دا أنا لسه خارج ما كملتش يومين" ليطمئنه هذا الشخص قائلًا: "احنا هنطمن على حالتك الصحية مش أكتر يا أستاذ طارق"، وليجد طارق نفسه ذاهبًا إلى أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة وأجرى كافة الفحوصات الطبية التي طمأنته على صحته، وبعدها تلقى اتصالًا آخر من أحد البرامج التليفزيونية الشهيرة التي تطلب من استضافته في حلقة خاصة به، وعندما قام بتسجيل الحلقة وجد إدارة الإنتاج تمنحة مبلغًا ضخمًا، حتى إنه ظن أن هناك خطأ ما في ذلك المبلغ، لكنهم أكدوا له أن هذا أجره نظير ظهوره في البرنامج، لتبدأ الحياة تضيء له أنوارها من جديد، فقام بشراء سيارة صغيرة وانتقل إلى منزل والده ليقيم فيه خلال تلك الفترة، ولم يتوقع أنه سوف يكون له دور واحد بالدراما الرمضانية، لكن يبدو أن مفاجأة الحياة السارة لم تنتهِ بعد، فقد رشحته إحدى شركات الإنتاج إلى المشاركة في بطولة مسلسل "جعفر العمدة" ليذهب بعدها لمقابلة المخرج محمد سامي.
واقرئي أيضاً محمد هنيدي يقدم الجزء الثاني من مسلسل "أرض النفاق" في عشر حلقات
من هناك واجه طارق النهري أزمة جديدة وهي أن المخرج محمد سامي استقبله استقبالًا جافًّا، ويبدو أنه لم يكن مقتنعًا به، حتى إنه حدثه بطريقة حادة قائلًا له: "ها احكيلي بقى وكلمني عنك.. أنت مين وعملت إيه قبل كدا؟"، ليجيب طارق النهري بهدوء: "أنا يا أستاذ اسمي طارق النهري وقدمت أعمال كذا وكذا"، ليفاجأة طارق النهري بوقوف محمد سامي واحتضانه بقوة قائلًا: “أنت أستاذ كبير وأنا حبيتك وأنت نجم من نجوم رمضان هذ العام”.
بعدها تفاجأ طارق النهري بترشحيه لأحد الأدوار بمسلسل "ضرب نار" مع الفنان أحمد العوضي وياسمين عبد العزيز، وبعدها رشحه أمير كرارة للمشاركة في مسلسل "سوق الكانتو"، ليشعر وقتها طارق النهري أنه في حلم كبير لكنه حلم بل إنه حقيقة واضحة للجميع.
ومع عرض مسلسل "جعفر العمدة" وجد طارق النهري أنه ولد فنيًّا من جديد، فقد شهدت الحياة ولادته منذ عدة أشهر عندما خرج من السجن، لكن هذه المرة قد شهدت الحياة أنه قد ولد فنيًّا من جديد، فيقول طارق النهري: إنه في الأسبوع الثاني من شهر رمضان لم يستطع أن يمشي في الشارع، من تزاحم المعجبين الذين يحاولون التقاط صورة تذكارية معه، فشخصية حمادة فتح الله في مسلسل جعفر العمدة أصبحت تريندًا بالشارع المصري، وقد اكتملت الفرحة بنجاح مسلسل ضرب نار ليحمد الله على ما قد آتاه من نعم.. واختتم طارق النهري حديثه مع فيتو قائلًا: "لقد اعتدت أن أحمد الله على نعمة الحياة ونعمة العمل ونعمة المنزل ونعمة الصحة ونحن في نعم لا تُحصى".
إذا أعجبكِ هذا الموضوع يمكنكِ الإطلاع على شيرين عبد الوهاب باكية: مصر أكبر من أن يكون لها صوت واحد وأنا بحمل أسم بلدي (فيديو)
أضف تعليقا