الابتلال المهبلي يسهّل العلاقة الزوجية والإنجاب

 

الابتلال المهبلي هو استجابة فسيولوجيّة تحدث خلال مرحلة الإثارة لدى النساء، تحضيراً لإتمام العلاقة الزوجيّة. ويأتي هذا السائل الصافي، الذي يشكّل غلافاً لزجاً على الغشاء المخاطي المهبلي، من داخل المهبل، ويتمّ إفرازه خلال الاحتقان الوعائي، حيث تحتقن العديد من الأوعيّة في الأنسجة الدمويّة في منطقة الحوض. وعندما يكون هذا الابتلال وفيراً، يسهّل دخول العضو الذكري، وبشكل غير مؤلم، لحظة الايلاج، حيث يتهيّج الغشاء المخاطي الجافّ أو غير المبتلّ بشكل كافٍ من خلال الإحتكاك.

ويحتوي الابتلال المهبلي على سوائل مختلفة؛ سواءً كانت الإفرازات التي يتمّ إنتاجها من قبل غدّتَي البارثولين الواقعتين على كلٍّ من جانبَي المهبل، أو مخاط عنق الرحم، إلى جانب "تعرّق" الأوعية الدمويّة.

 

 

ظاهرة طبيعية

حين لا تكون هناك أيّ إثارة، تكون الجدران الداخلية والخارجيّة للمهبل مضمومة على بعضها، إلا أنّ هناك طبقة رقيقة جدّاً من السائل تمنعها من الإلتصاق، وتسمح لها بالانفصال عن بعضها بسهولة. ويتكوّن هذا السائل من بلازما الدم، الذي يتدفّق في الغشاء المخاطي للمهبل و"يرشح" منه جزء صغير داخل المهبل. وتظلّ كمّية هذا السائل قليلة بسبب تنظيمه بفعل عمليّة إعادة الامتصاص، بحيث يكون المهبل رطباً، ولكنْ ليس بما يكفي للسماح بالإيلاج بسهولة ومن دون ألم. والهدف من الإثارة الجنسيّة زيادة كمّية هذا السائل، بحيث يرطّب الأعضاء التناسليّة على نحو فعّال.

 

 

ابتلال مزدوج

إنّ ابتلال الأعضاء التناسليّة الأنثويّة يكون مزدوجاً وعلى مرحلتين:

1- يتمّ تشحيم المنطقة الخارجيّة من المهبل بواسطة إفرازات الغدد الدهليزيّة ومجرى البول، وأشهرها الغدد الدهليزيّة الرئيسيّة، التي كانت تسمّى سابقاً "غدّتَي البارثولين": كناية عن غدّتين صغيرتين متناظرتان، تقعان على جانبَي فتحة المهبل، في الجزء السفلي من الشفرين الصغيرين. في مرحلة الإثارة، تتقلّص هذه الغدد وينبعث منها بضع قطرات من المخاط، الذي يساهم في تشحيم الفرج: إلا أنّ هذه الكمّية من المخاط قليلة جدّاً، بحيث ليس لها دور فعلي. وتأتي أغلبيّة السائل الذي يشحم المهبل من الغدد الدهنيّة وغدد الأوعية الدمويّة للشفرين الكبيرين والصغيرين، التي تنتج مخاطاً وفيراً خلال الإثارة.

2- يختلف الابتلال في منطقة داخل المهبل، حيث تؤدّي الإثارة إلى تدفّق الدم داخل الجزء السفلي من البطن، ما يسبّب بسرعة احتقاناً وريدياًّ. وتؤدّي زيادة الضغط الدموي في أوردة جدار المهبل إلى رشح المزيد من البلازما داخله: يبدأ هذا السائل بالنزول بشكل خفيف، ثمّ يتدفّق بشكل وفير بعض الشيء، بحيث يفوق القدرة الاعتياديّة على إعادة الامتصاص. ويصنَّف هذا السائل طبّياً بأنّه "سلس"، أي يعطي الانطباع بأنه زيتيّ بشكل خفيف جدّاً عند اللمس.

 

 

ما دوره؟

يسهّل الابتلال المهبلي الإنجاب، عن طريق زيادة قلويّة المهبل الذي يميل عموماً إلى الحموضة. في الواقع، لا يُعَدّ المهبل منطقة مضيافة جدّاً للمنيّ. وبالتالي تعدّل هذه المادّة حموضة المهبل لتعزيز بقاء الحيوانات المنويّة وتحفيز حركتها نحو البويضة.

ويساهم هذا السائل الفسيولوجي أيضاً في زيادة المتعة اللمسيّة والشهوة الجنسيّة. وعن طريق تبطين جدار المهبل، يسمح الابتلال بالإيلاج بشكل أكثر راحة، عن طريق تعزيز الانزلاق والحدّ من الاحتكاك خلال الحركة ذهاباً وإياباً.

على العكس من ذلك، قد يؤدّي الابتلال المهبلي غير الكافي إلى إيلاج مؤلم ومزعج، بالنسبة للرجل والمرأة على حدّ سواء. وفي بعض الحالات، يمكن أن يسبّب الجفاف المهبلي تهيّجات وتمزّقات في الأنسجة المهبليّة.

 

 

كمّية إنتاج الإبتلال الطبيعية

يختلف الوقت اللازم لـ"إحداث" الإثارة بشكل كبير من شخص لآخر، وكمّية السوائل المهبليّة ليست بالضرورة مؤشّراً على مستوى الإثارة. بالتالي، ليست هناك كمّية "معياريّة"، باستثناء ما يمكن أن يسمح بالإيلاج بشكل سهل ومن دون ألم.

ولكنْ أحياناً، حتّى ولو كانت الرغبة قويّة جدّاً، قد يكون السائل غير كافٍ. وفي الحالة التي يكون فيها الإيلاج غير مريح، من الممكن معالجة الوضع عن طريق استخدام سائل تزييت مناسب لاحتياجاتك. وينطبق هذا أيضاً على ما إذا كان الإيلاج يستغرق وقتاً طويلاً. فلا يجب التردّد في وضع سائل تزييت للواقي الذكري، والذي يتوفّر على شكل ماء أو سيليكون. ولكنْ لا تستخدمي أبداً الموادّ الدهنيّة، لأنّها تجعل الواقي الذكري مساميّاً وهشّاً، وبالتالي يبطل مفعوله الواقي.

مع ذلك، اسألي نفسك في وقت العلاقة الزوجيّة الحميمة: هل الوقت ملائم؟ وهل التحفيز كافٍ ومناسب؟ اعرفي أنّ السائل لا يحلّ أبداً محلّ الوقت اللازم لإثارة الرغبة.

 

أضف تعليقا