رواج الأقمشة الراقية بين مصممات الأزياء السعوديّات

بعد أن أصبحت المرأة السعوديّة مطلعة على كافة خطوط الموضة العالمية وتسعى إلى اختيار التصاميم الملائة لها منها، زاد حرص مصمّمات الأزياء السعوديّات على اختيار الأقمشة الراقية بتوقيع المصممين العالميين حتى تتميّز تصاميمنّ عن غيرها، وتتوافق مع ذوق المرأة السعوديّة، إلّا أنّه قد يكون من الصعب عليهنّ السفر في جميع المواسم إلى الخارج للاختيار بين تشكيلات متنوّعة من الأقمشة بتوقيع أشهر مصممي الأزياء ومن الماركات العالميّة الرائدة، لتبدأ الآن صيحة جديدة في المملكة وهي غاليري خاص ببيع الأقمشة الراقيّة التي تتناسب مع الخياطة الراقية haute couture.

“الجميلة” التقت رجل الأعمال السعودي عمر محمد السقَاف وعضو لجنة الأقمشة والملابس بالغرفة التجارية والصناعية بجدة ومدير مجموعة السقاف للتجارة الدولية قطاع الأقمشة، ليكون لنا معه الحوار التالي:

ما رأيك في مصمّمي الأزياء السعوديّين من حكم تعاملك معهم؟
ظَهَرت أسماء في الساحة مبدعة من مصممي الخياطة الراقية haute couture، وقد تميّزوا سواء في تصميم العباءات أو الأثواب النسائية، وكذلك أثواب الرجال، لكن ينقص البعض منهم العلم والثقافة بمراحل تصميم وتصنيع الأقمشة، وتواريخ عرضها في الأسواق، لذلك افتتحنا غاليري السقاف لأقمشة الموضة (fashion fabric) حيث تقام هذه الفكرة لأول مرة في الشرق الأوسط لإلهام كل مصمم أزياء وتحفيزه على الإبداع ، وهي فكرة مطوَّرة لفكرة المعارض المخصصة لمصممي الأزياء في نيويورك، باريس، ميلانو، وسيدني.

من أين جاءت فكرة تأسيس غاليري للأقمشة الراقية fashion fabric في السعوديّة؟
الفكرة جاءت من وحي احتياج مصمّمين ومصمّمات الأزياء المحلّيين، حتى تساعد مصمم أو مصممة الأزياء على اختيار الخامات من الأقمشة المعروضة، وأن يبتكر منها تصاميم أزياء الخياطة الراقية haute couture أو مجموعته الخاصة من الملابس الجاهزة الراقية، وفساتين الأعراس، وفستان السهرة، والعباءات العصرية، والتييرات والأطقم النسائية التي تتناسب مع ثقافتنا المحلية.

ومن أين استوحيت فكرة تصميم الغاليري؟
الغاليري مستلهم من غاليري آخر في فيينا، حيث تشد الزائر الأرضية من الحجر الرمادي الداكن وعليها مراكن زرع استبدلت بالأقمشة التي تحمل توقيع أشهر مصممي الأزياء مثل دوتشي اند غابانا، وفالنتينو، وانجارو ، وارماني وغيرهم من مصممي الأزياء ممن تسطع شهرتهم في عواصم الموضة العالمية، الجاليري شبيه بالحديقة المليئة بالورود الملونة والمتنوعة، فزائر الحديقة يختار الورود المناسبة لفكرة تصميم باقته.

متى كانت بداية غاليري السقاف للأقمشة fashion fabric؟
كانت بداية مجموعة السقاف للأقمشة منذ أكثر من 75 عام على يد الجد عمر السقاف (الأول)، فيما تم افتتاح غاليري السقاف للأقمشة fashion fabric يوم ١٦ ابريل في مدينة جدّة لتوفير خامات مبتكرة لم يتم استخدامها من قِبَل أي مصمّم من قبل، وبالطبع هي أقمشة عالمية تنتظر المصمّم السعودي ليضع افكاره ولمساته عليها، ويصمّم مجموعته الخاصة من الملابس التي تحمل توقيعه.

وكيف تواكب بين الموضة العالميّة وتراثنا وعاداتنا؟
أحرص دائماً على التزامن مع المواسم في السعودية والخليج، وفي هذه الفترة أقوم بعرض الخامات المناسبة لتصاميم أثواب رمضان والعباءات السعوديّة، ثم خامات أزياء العيد، تليها الأقمشة المخصصة لتصاميم الأزياء الراقية haute couture والملابس الجاهزة، وجميعها من الأقمشة الراقية fashion fabrics.

وماذا فيما يختص بتصاميم أثواب الرجال؟
لقد راجت ظاهرة ثياب الرجال الجاهزة، حيث اتجه الكثير من الشباب إلى شراء الأقمشة ذات النوعية الجيدة والطبيعية، وكذلك الإهتمام بالحياكة الإبداعية في أقمشة الثوب التي تتناسب مع طبيعة ومناخ الخليج، وقد ظهرت أسماء سعودية رائدة في تصميم الثياب مثل (لومار)، ولكن مازالت هناك فئة تشتري الثوب الجاهز ولم يؤثر ذلك على شراء الاقمشة الجيدة للثوب والخياطة الراقية haute couture.

هل دور مواقع التواصل الإجتماعي في الترويج للأقمشة الراقية إيجابي أم سلبي، ولماذا؟
سلبياته أكثر من إيجابيّاته، حيث كثرت في الآونة الأخيرة ظهور مجلات وحسابات على الانستغرام والفيسبوك تدّعي توفير أقمشة أشهر مصممي الأزياء العالميين، وهي في الحقيقة نسخ مقلدة ومصنعة في مصانع غير نظامية، حيث يقومون ببيع خامات رديئة للغاية يطبعون عليها تصاميم الأقمشة الأوروبية الراقية وغيرها من تصاميم المبدعين العالميين والمحليين في هذا المجال، وللأسف هناك من تبحث عن التقليد ولا تبحث عن الجودة والتميز، وتهتم فقط بالشكل بغض النظر عن رداءة الخامة.


أخيراً.. كيف تصف سوق بيع الأقمشة الراقية المخصّصة لمصمّمات الأزياء في السعوديّة بشكل عام؟
بلغت صادرات الأنسجة والأقمشة في السوق السعودي وفقاً لأخر احصائية صادرة من غرفة التجارية والصناعية بجدة لنهاية عام 2014 -2015 ، 2239 مليون ريال، و 20292 مليون ريال من قيمة الواردات، وبلغ عدد المصانع المرخصة في منطقة مكة المكرمة 199 مصنع 2014-2015م. حيث يؤكد رجال الأعمال في هذا القطاع بأن سوق الأقمشة في السنوات الخمس الأخيرة في حال من الركود مقارنةً بالسنوات السابقة.