كشف المشرف العام لجمعية رحمة للرفق بالحيوان في السعودية عن تفاصيل فكرة إنشاء الجمعية الخيرية حيث قال دائما أنه ما نرى استجابة الكثير من أصحاب القلوب الرحيمة إلى نداءات الحيوانات الأليفة الضعيفة، التي تعاني من إعاقات دائمة أو كسور وهي ملقاة على الشوارع أو تحت الجسور، فيبادرون إلى علاجها، وما إن تتحسن حالتها حتى تعود مرة أخرى إلى الشوارع دون اهتمام وعناية يومية، حتى يأتي اليوم الذي تلقى مصيرها من الموت بعد معاناة طويلة من المرض.
جمعية متخصصة
"العربية.نت" التقت المشرف العام لجمعية رحمة للرفق بالحيوان في السعودية بدر الطريف، ليلخص فكرة إنشاء الجمعية الخيرية التي تهدف إلى العناية بالحيوانات الأليفة من الاحتياجات الخاصة، حيث أكد قائلا: "لا يوجد ظاهرة الإساءة للحيوانات في السعودية، ولكن يوجد ظاهرة سوء التبني، والتي من خلالها جاءت فكرة إنشاء جمعية الرفق بالحيوان الواقعة في مدينة الرياض، لتحل هذه المشكلة وتعمل على تجديد مفهوم الرفق بالحيوان بنظرة إسلامية وبصوت رسمي وبعمل مؤسسي لتتحول الجهود الفردية إلى جهود مؤسسية".
وأضاف: "الجمعية تعد ملجأ للحيوانات الأليفة من القطط والكلاب التي يتم استقبالها من الشوارع بناء على بلاغات إنقاذ وردتنا من مواطنين ومواطنات، بعدما رأوا معاناتها بسبب إعاقات دائمة مثل البتر في اليدين، أو الشلل، أو الكسر وغيرها من الإعاقات التي تمنعها من العيش في حال لم توفر لها العناية اللازمة، بحيث نقوم بالاهتمام بها وفق برنامج علاجي يكفل لها العيش براحة واستقرار".
جمعية رسمية
وقال: "جمعية رحمة للرفق بالحيوان هي جمعية ناشئة وغير ربحية مرخصة رسمياً، قامت بالعديد من المبادرات التي تحقق أهدافها الرئيسية والفرعية، والتي من ضمنها نشر الوعي المجتمعي تجاه حماية الحيوان والرفق به، فضلاً عن تقديم المساعدة للحيوانات المحتاجة، إضافة إلى تأهيل وتدريب شباب وشابات المجتمع واكتسابهم الخبرة في التعامل مع الحيوان، وإيجاد منازل دائمة للحيوانات المنقذة".
ولفت إلى أن "الجمعية تعمل على إطلاق فعاليات بشكل دوري للأطفال والكبار وكل فئات المجتمع، وذلك لنشر الوعي التثقيفي بضرورة أهمية التبني للحيوانات والاهتمام والإحسان لها، حيث نفذت الجمعية خلال العام الماضي، الذي يعد عامها الأول منذ إنشائها، ما يقارب 70 فعالية ميدانية وتنموية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية".
بلاغات إنقاذ
وأوضح الطريف، أن "الجمعية تتلقى نحو 250 بلاغ إنقاذ أسبوعيا، وفي فترة الشتاء يرتفع حجم البلاغات إلى ما يقارب 1000 بلاغ أسبوعي، إذ يقوم الفريق الطبي الخاص بالجمعية بعد البلاغ الذي يرد بمباشرة الحالة ومن ثم نقله إلى الجمعية، لافتاً إلى أن الجمعية تتحمل نفقة علاج الحيوان مهما كان مرضه أو الإعاقة التي يعاني منها، وذلك من خلال الدعم الذي يصلنا من التبرعات التي تتم عن طريق المنصات الحكومية الرسمية مثل منصة إحسان، ومن ثم نعرضها للتبني، كما أن البعض يأتي بالحيوانات ويعرضها للتبني".
حوالات يومية
وقال المشرف العام لجمعية رحمة للرفق بالحيوان في السعودية: "عالم القطط عالم لطيف وبحكم اطلاعي على حسابات التبرع الخاصة بالجمعية كوني مديرا عاما، تصل إلينا حوالات مالية بمبلغ ريال واحد، وبعض الأيام بالهلالات، من أسماء تتكرر علينا يومياً لم نعرف أصحابها ولم نلتق بهم، مما يفهم أنهم أطفال وفي أعمار صغيرة يستقطعون جزءا من مصاريفهم اليومية والتي لا تتجاوز الريالات بحيث يودعونه في حسابات الجمعية بدافع حبهم وشغفهم بالحيوانات وحرصهم على استدامة أعمالنا التي نقدمها لهم".
إخصاء الحيوانات
وأوضح "نقوم بإخصاء الحيوانات عندما نستقبلها بشكل مباشر، والهدف من ذلك تقليل أعدادها الكبير الذي لا فائدة منه، خاصة أن العمل هو عمل جائز، بناء على الفتوى الشرعية للشيخ ابن عثيمين، والتي توضح أن إخصاء الحيوانات أولى من تكاثرها من خلال التجاوز ولا يعتنى بها، ومن ثم ترمى في الشوارع دون اهتمام حتى تلقى مصيرها من الحوادث، أو الدعس الذي يؤدي إلى موتها".
هوية للحيوان الأليف
وكشف الطريف "أن جميع القطط التي تذهب للتبني هي قطط مطعمة، ومعقمة، ومرقمة، حيث يتم تركيب شريحة إلكترونية تعريفية تعد بمثابة هوية للحيوان الأليف، خاصة أنها تتضمن جميع البيانات الخاصة بالحيوان، مثل عمره وفصيلته والتطعيمات التي أجريت له، واسم مالكه، بهدف متابعة الحيوان أثناء عيشه مع المتبني سواء في منزله أو مزرعته والتأكد من أنه يعيش باستقرار، وفي حال تم إهماله من المتبني، يجري فورا البحث حول الموضوع وإذا ثبت ذلك يتم الرفع به للجهات المعنية ليتم التطبيق عليه قانون الرفق بالحيوان لدول مجلس التعاون ومجلس الدول العربية المقر من مجلس الوزراء والتي تطبقها وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع النيابة العامة.
الفئة الأكثر تبنيا
وكشف "من خلال عملنا في الجمعية، وجدنا أن أكثر فئة للتبني للحيوانات الأليفة من القطط، أو الكلاب، أو الببغاوات هم فئة النساء، والسبب وراء ذلك لأنهن أكثر حنية وعطفا على الحيوانات من الرجال، فضلاً عن امتلاكهن حس المسؤولية العالي تجاهها، من ناحية الأكل والشرب وإجراء التطعيمات الدورية التي تكفل سلامته دون أمراض معدية، وهو الأمر الذي يسعدنا ويطمئننا من أن الحيوان الذي تم تبنيه يعيش في مأمن".
شروط التبني في الجمعية
وأكد بدر الطريف خلال حديثه "أن الجمعية تعمل على تسهيل شروط تبني الحيوانات، ولكننا في الوقت ذاته لابد أن نضمن مستقبل هذا الحيوان بعد تبنيه، ومن خلال هذا المفهوم وضعنا الشروط التي من ضمنها، موافقة أفراد العائلة والمقيمين في المنزل على تبني وتربية الحيوان، وإجراء مقابلة شخصية مع المتبني سواء كانوا عائلة أو أفرادا، والتوقيع على تعهد يعطي الملجأ الحق في زيارة المنزل ومتابعة حالة الحيوان، واسترداده متى ما رأى المصلحة في ذلك، والتعهد بعدم القيام برمي الحيوان أو عدم الاهتمام به أو التصرف فيه، والالتزام بإعادته إلى الجمعية اذا رغب المتبني بالتخلي عنه.
المصدر: موقع العربية
أضف تعليقا