ما بين المسلسلات بانواعها المختلفة والبرامج الترفيهية تقضى الأسر العربية أوقاتها حتى السحور، واللافت أن الجهات الإنتاجية أصبحت تتنافس فى جذب المشاهد بعيدا عن جودة المحتوى، وتظل الحرب التنافسية مستعرة على أشدّها بين القنوات لكسب أكبر قاعدة لها من المتابعين، وعلى الرغم من المتعة التى يجدها المشاهد فى التنقل من مسلسل لمسلسل إلا أن خبراء علم الاجتماع والاستشاريين النفسيين لهم رأى آخر..
وفقًا لدراسة نُشرت في عام 2020 ، أجرتها جوانا مارتيز وستيفن مارتن من جامعة مريلاند، فإن الأشخاص غير الراضين عن حياتهم يقضون وقتًا أطول في مشاهدة التلفزيون بنسبة 40٪ مقارنة بالأشخاص الراضين. تم إجراء البحث على 30 ألف شخص خلال الفترة ما بين 2006 و2020. و استنادًا إلى للدراسة وجد مارتن أن التأثيرات الممتعة للتلفزيون يمكن تشبيهها بنشاط إدمانى ، ينتج عنه "متعة مؤقتة ولكن البؤس والندم على المدى الطويل".
وفى دراسة أخرى لعالم الأحياء التطورية جورج سي دبليو واستشارى الامراض النفسية هربرت كروجمان أن متابعة المسلسلات الطويلة بالتلفزيون وذات الأجزاء تثير العقد القاعدية من الدماغ وتجعلها نشطة مما يسبب إطلاق الدوباميين ، ويعتقد العلماء أن إطلاق كميات من الدوباميين بهذه الكيفية والكم يقلل من كمية الناقل العصبي المتاح للتحكم فى الحركة وإدراك الألم والسرور وتكوين المشاعر، ووفقا لدراسة كروجمان والتى نشرت فى إفرى داى هيلث Everyday Health أن في مشاهدي التلفزيون، يكون الجانب الأيمن من الدماغ ضعف نشاط الجانب الأيسر، مما يسبب حالة من التنويم المغناطيس.
ديزي فانكورت ، الأستاذة المساعدة في علم النفس وعلم الأوبئة في يونيفرسيتي كوليدج لندن التي شاركت في دراسة بالعام 2019 ربطت فيها بين مشاهدة التلفزيون بشكل مفرط بين كبار السن وزيادة فقدان الذاكرة. "وخلصت الدراسة أن مشاهدة التلفاز مرتبطة بالتدهور المعرفي وفقا لـ (لوس أنجلوس تايمز)
التأثير الاجتماعى للإفراط فى مشاهدة المسلسلات برمضان
يؤكد د. نبيل ياسين أستاذ علم الاجتماع جامعة بنى السويف أن حالة التنويم المغناطيسى التى تحدث للمشاهد هى التى تجعله كالمدمن يتابع الحلقات بنهم حتى أنه يضبط مواعيده على مواعيد المسلسلات.
يؤثر الإفراط فى مشاهدة المسلسلات برمضان فى أفراد الاسرة من حيث تقليل التفاعل وتكريس شعور الجزيرة المنعزلة، هذا على عكس ما يفترض حدوثه من تواصل اجتماعى وتفاعل سلوكى للأسرة فى رمضان، مما يتسبب في إضعاف فى العلاقات الشخصية والترابط الأسرى، ومع تعدد أجهزة التلفاز الموجودة في المنزل، يزداد انفصال الأسرة واختلالها
من الآثار الاجتماعية كذلك للإفراط فى مشاهدة المسلسلات زيادة العنف خاصة بين الشباب نتيجة لتقليد الممثلين والتأثر بسلوكياتهم العنيفة خلال الأحداث الدرامية.
كذلك يزداد شعور الحسد والحقد ورفض الواقع بسبب مقارنة الحياة الطبيعية وحياة الرفاهية أو الرومانسية التى يعيشها المشاهد مع الأبطال مما يزيد إحساسه برفض الواقع وإنكاره.
تقول د. نيفين صلاح الدين استشارى الطب النفسي وتعديل السلوك أن مشاهدة الأطفال التلفاز فترة الإفطار حتى السحور فترة طويلة جدا مما سيسبب لهم مشاكل فى اللغة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومشاكل التركيز وحتى انخفاض معدل الذكاء. وبالتالي، قد يواجه الأطفال الذين يشاهدون الكثير من التلفاز صعوبات في بدء الدراسة .
(ذكرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والجمعية الطبية الأمريكية، والجمعية الأمريكية لعلم النفس، والأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة، والأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين أن "المشاهدة المطولة للعنف في وسائل الإعلام يمكن أن تؤدي إلى التحسس العاطفي تجاه العنف في الحياة الواقعية")
ويؤكد د.نيفين أن من الآثار السيئة لنهم متابعة المسلسلات بعد الإفطار زيادة الشعور بالخمول البدني ويقلل من معدل الأيض خاصة بعد وجبة الإفطار والذي يقلل من رغبة الفرد فى ممارسة الرياضة أو حتى التحرك من أمام التلفاز كما يؤدى إلى الشعور بالجوع الكاذب ومن ثم نتناول مزيدا من الطعام ومن ثم السمنة.
يؤدى التركيز فى مشاهدة التلفاز إلى اضطراب فى أنشطة الجسم المستقرة مع زيادة خطر الاصابة بالنوبات القلبية.
أضف تعليقا