مصمّمة العطور ندى عباس: ما من عطور مخصّصة للرجال أو للنساء فقط
بفضل موهبتها الفطريّة تمكّنت من جذب كلّ مَن يهوى عبق الماضي الممزوج بعبير المستقبل. وفي عبوات بسيطة التصميم، ولكن أنيقة للغاية، قدّمت أفكاراً وأساليب استثنائيّة تربّعت على إمبراطوريّة تصميم العطور... تلك هي ندى عباس، مصمّمة العطور التي جعلت لكلّ عطر اسماً يحمل معنى خاصّ.
"الجميلة" التقتها لنتعرّف عليها عن قرب.
عرّفي قارئات مجلّة "الجميلة" بنفسك.
ندى عباس، خرّيجة جامعة دار الحكمة في تخصّص بنوك وماليّة، عملت في شركة يابانيّة محلّلة ماليّة، ولديّ شغف وطموح وحبّ لعملي بدرجة كبيرة. إلى ذلك، أعشق كلّ شي متعلّق بالروائح، مثل رائحة القهوة ورائحة التوابل، حتّى أنّني أركّز كثيراً في الروائح، وهذا الشيء كان أحد أسباب حبّي للعطور.
كيف دخلت عالم العطور؟
أرى أنّه يجب على كلّ شخص وضع "الكولونيا"، وأن تكون رائحته دائماً جميلة. فمنذ صغري وأنا أهتمّ بالروائح والعطور، وتعلّقي بها بدأ يظهر منذ عمر 8 سنوات، منذ تعرّفي إلى عطر ديور Dior الأيقوني Poison، وقد كنت أحبّه بسبب رائحته التي من الصعب على الشخص أن يميّز مكوّناتها. وعندما كبرت، لم أستخدم غيره، حتى أنّه كان سبب دخولي مجال تصميم العطور، لأبحث عن كيفيّة صناعتها. ومن هنا علمت أنّه ليس من الضروري أن تكون للعطر رائحة واحدة فقط، بل من الممكن أن تكون مجموعة مكوّنات دُمجت سوياً وأصبحت رائحة جديدة. هذا الاكتشاف زاد من شغفي بمعرفة أسرار العطور، فالتحقت بدورات أونلاين ورحت أقرأ أكثر في المجال، إلى أن أصبحت أجرّب وأصنع العطور بنفسي. ولأنّني لم أكن أعلم من أين أُحضِر المكوّنات، حيث كنت أستخدم الموجود عندي في المنزل، بدأت بتحضير العطور الجامدة Solid Perfumes، ثم العطور الزيتيّة، مثل دهن العود. ولأنّني كنت خجولة ومتخوّفة من عدم نجاحي، كنت أجرّب العطور التي أصنعها على نفسي. وفي أحد الأيّام، سمعت أكثر من تعليق إيجابي على نفس العطر، وأيقنت أنّني وصلت إلى النتيجة التي كنت أبتغيها، وأنّه يجب عليّ أن أكمل في هذه الطريق.
بماذا تتميّز العطور التي تصنعينها؟
لا أؤمن بوجود عطور رجاليّة ونسائيّة! لأنّني أحسّ بكلّ مكوّن وبكلّ رائحة في الحياة، سواء من التوابل أو الأخشاب أو أيّ رائحة تناسب الجنسين، لأنّها من الطبيعة. شخصيّاً أستخدم عطوراً يقال عنها أنّها رجاليّة، وأيضاً عطوراً مخصّصة للجنسين معاً Unisex، أكثر من العطور النسائيّة. والعطور التي أصمّمها كلّها هي Unisex، وهي تأتي كلّها في صيغة ماء العطر Eau de Parfum، وهي مصنوعة من زيوت طبيعية، علماً أنّني لا أكرّر في أيّ مكوّن منها، فلكلّ رائحة شخصيّتها الخاصّة.
من هو صانع العطور الذي تأثّرت به؟
من الصعب أن أحدّد صانع عطور معيّناً تأثّرت به، ولكن أستطيع القول إنّ هناك مجموعة عطور أثّرت بي خلطاتها، مثل:
- مجموعة عطور ليزابسولو دوريان Les Absolus d’Orient من جيرلان Guerlain، وهي من ابتكار صانع العطور تييري فاسّير Thierry Wasser.
- عطر سليك سويد Sleek Suede من إيف سان لوران Yves Saint Laurent، لصانعة العطور ماتيلد بيجاوي Mathilde Bijaoui.
- عطور دار توم فورد Tom Ford.
- بالإضافة إلى ديور بوازون Dior Poison، من ابتكار إدوار فليشييه Edouard Fléchier، وهو العطر الذي بسببه دخلت هذا المجال.
ما العطر الذي تطلّب إنجازه وقتاً أطول من غيره؟ وما هي مكوّناتك المفضّلة أو تركيبة العطر المفضّلة لديك؟
أوّل عطر صنعته وتطلّب منّي وقتاً هو Inspiration، وهو مكوّن من الباتشولي والأخشاب.
بعده يأتي عطر Puff، الذي صنعته بناءً على رغبة الزبائن الذين كانوا يسألونني عن عطر يكون مبودراً. ولكنّني لم أكن من الناس الذين يحبّون رائحة البودرة، إلا أنّه كان عليّ كمصمّمة عطور أن أعمل ما يناسب كلّ الأذواق، فأخذت قرار صنع كولونيا البودرة كتحدٍّ لي، ما استغرق منّي وقتاً طويلاً لكي أصل للتركيبة التي جعلت Puff حاليّاً الأعلى مبيعاً.
هناك مواصفات خاصّة بالعطور التي يفضّلها أهالي منطقة الخليج، ما هي؟
الزبائن في العادة يطلبون عطورات شرقيّة، من العود والعنبر أو المسك أو البودرة، وهي أكثر الروائح طلباً في منطقتنا.
كيف كان تفاعل الزبائن مع هذه العطور؟
الإقبال على العطور يختلف قليلاً من موسم لموسم، مثلاً في شهر رمضان ترى الناس يبحثون عن العطور الشرقيّة، بينما في العيد يزيد الطلب على المسك البودرة، وأحياناً على الزهور. ولكن على وجه العموم، هناك طلب كبير على العطور الشرقيّة والبودرة والمسك خلال أشهر السنة عموماً.
لماذا رائحة العطر نفسه تختلف من شخص لآخر؟
لأنّ العطر يتفاعل مع كيمياء الجسم والزيوت التي يخرجها، وطبعاً كيمياء الجسم والزيوت الناتجة عنه تختلف من شخص لآخر، لذا تكون النتيجة رائحة كولونيا مختلفة على كلّ شخص، وهذا يعطي بصمة أو Signature خاصّة بالشخص.
كم مرّة تغيّرين عطرك؟
توجد لديّ عطور ثابتة، لكنّني أستخدم إلى جانب هذه العطور في كلّ شهر عطوراً أخرى مختلفة.
كيف يمكن للعطر أن يثبت فترة أطول دون تغيّر رائحته، خصوصاً مع الحرّ والشمس، وإذا كان من عائلة العطور الشرقيّة والعود؟
- من المهمّ المحافظة على العطر في المكان الصحيح، إذ يجب ألّا نضعه في مكان حارّ، مثل السيّارة.
- إنّ نوع العطر يدلّك أيضاً على فترة ثبات رائحته، فرائحة العطر Perfume هي الأعلى ثباتاً؛ ورائحة ماء العطر Eau de Parfum تعتبر ذات ثبات عالٍ، وذلك لعلوّ نسبة الزيت فيه.
- وطبعاً هناك عامل وضع العطر في أماكن النبض، وعدم فركه على البشرة، لأنّ فركه يؤدّي إلى تفكيك ذرّاته، وبالتالي يفقده ثباته وخصائصه.
ما هي مصادر سعادتك؟
أحسّ بالسعادة عندما يكون معي فنجان من القهوة وأجلس في مكان رائحته جميلة، كرائحة عطر ما، أو رائحة مكان جلسات التدليك بالزيوت العطريّة Aromatherapy.
إلى أين يتّجه عالم العطور برأيك؟
معظم الماركات العالميّة تتّجه إلى العطور الشرقيّة والخشبيّة، والعطور التي تحتوي على بخّور، ولكنْ تختلف عن أدهان العود والعنبر التي اعتدنا عليها في دول الخليج. هذا يعني أنّ اللمسة الغربيّة واضحة، وهذا بحدّ ذاته اختلاف.
في جملة واحدة كيف تصفين اسم De Nada؟
كلّ علامة عطر تعبّر عن شخصيّة صاحبها، وبراند De Nada تعبّر عنّي. هذا بالإضافة إلى أنّ شخصيّة صاحب العلامة يجب أن تكون حاضرة في كلّ منتجاته، وهذا ما يعطيه تميّزاً عن غيره.
هل تعتقدين أنّ بمقدور أيّ شخص أن يمتهن صناعة العطور؟
على صانع العطور أن يعرف كيف يُميّز الروائح، وأيضاً أن يعرف الروائح التي يمكن أن تندمج مع بعضها البعض. من هنا من الضروري أن يكون لدى هذا الشخص شغف بالعطور والروائح عموماً، يضاف إليه اطّلاعه على علم العطور والممارسة. وبرأيي أعتقد أنّه ليس بمقدور أيّ شخص أن يكون صانع عطور.
ما هي أسس اختيار العطر المناسب؟
اختيار العطر يكون بالتروّي أوّلاً، وتجربة العطر ثانياً وتركه فترة على يدك لكي تلاحظي تفاعله عليك، من حيث الرائحة والثبات.
إلى ماذا تطمح ندى عباس؟
إلى إنشاء شركة عطور عالميّة، وليس فقط محلات لبيع عطور.
كيف يمكن الحصول على عطورك؟
عطوري معروضة في محلّ كريت في جدّة، وعلى موقع كريت الإلكترونيّ، إضافةً إلى حسابي على إنستغرام.
أضف تعليقا