تجميل الأنف.. حاجة أم ترف؟
تعتبر عمليّات تجميل الأنف من العمليّات المألوفة عالميّاً، تزداد بشكل لافت للرغبة بالظهور بشكل جميل أو أكثر جمالاً. هي إعادة قولبة هيكل الأنف العظميّ والغضروفيّ بما يتناسب وشكل الوجه، انتشرت في الآونة الأخيرة لتصبح موضة العصر كذلك مع كثرة الأطبّاء الذين جنحوا إلى التخصّص في التجميل سواء بكفاءة أو بعدمها ما أدى لحدوث مشاكل أو أقرب إلى كوارث تجميليّة ونفسيّة كذلك.
تتعدّد أنواع عمليّات تجميل الأنف منها :
تجميل الأنف التعديليّCorrective Rhinoplasty
تجميل الأنف الكامل
تجميل مقدّمة الأنف أو غضاريف الأنف الأماميّة
تجميل الأنف العظميّ مثل حدبة الأنف العظميّة أو انحراف الأنف يميناً أو شمالاً
إعادة تشكيل تركيب الأنف الناتج عن الحوادث أو حالات مرضيّة خاصّة
زراعة الأنف مع الوجه Facial Implant
ماهي الأمور التي يتوجّب على المريض مناقشتها قبل الإقبال على هكذا عمليّة دقيقة؟
يفترض من المريض مناقشة درجة تقبّله للأنف الجديد، والذي قد يغيّر من شكل الوجه كليّاً، وربّما شخصيّته ونفسيّته أيضاَ سواء كان امرأة أو رجلاً. مع ضرورة تفهّمه لهذه العمليّة بأنّها تجميليّة، حيث يكون شكل الأنف الجديد متناسقاً مع الشكل العام للوجه.
كذلك، قد لا يكون شكل الأنف الجديد منسجماً تماماً مع توقّعات المريض حيث أنّ تفاعل أنسجة الأنف وخصوصاً الغضاريف الأنفيّة (Nasal cartilages) أو الأنسجة الأخرى تكون غير مضمونة التفاعل تماماً وتختلف من مريض لآخر.
وربّما عدم الحاجة إلى العمليّة، خاصّة وأن بعض المرضى يصرّون على إجرائها بالرغم من أنّ شكل الأنف طبيعيّ جدّاً ولا يحتاج إلى أيّ تصويب.
ولأنّ شكل الأنف الجديد عرضة للتغيّر بعد ستة أشهر أو سنة، فلا ينصح بإجراء أيّ عمليّة أخرى إلّا بعد مرور ستة أشهر على العمليّة الأولى.
كيف تتمّ عمليّة تجميل الأنف؟
يمكن إجراء عمليّة الأنف بطريقتين، إمّا عن طريق:
جراحة تجميل الأنف المغلقة
حيث لا توجد ضرورة لاستكشاف مكوّنات الأنف الداخليّة، ويكتفي الجرّاح باجراء كسر للمنطقة المراد تعديلها باستخدام أدوات خاصّة بذلك. ثمّ يقوم بإعادة بناء الأنف من جديد بما يتلاءم مع الوضع المراد تحقيقه، في حين قد تستدعي الحالة إجراء تعديل للحاجز الأنفيّ عن طريق جراحة تجميليّة داخليّة محدودة، إذا ما كان هناك انحراف بسيط في الحاجز الأنفيّ.
أو جراحة تجميل الأنف المفتوحة
وهي من العمليّات الدقيقة التي تحتاج إلى مهارات عالية وخبرة طويلة في مثل هذه العمليّات. وغالباً هذا النوع من العمليّات قد تطول لأكثر من أربع ساعات أحياناً لدقّتها وضيق المكان وحساسيّته، وغالباً ما تكون مصحوبة بعمليّة تعديل للحاجز الأنفيّ.
كما أنّ نتائج هذا النوع من العمليّات تحكمها عدّة أمور، نذكر منها حجم الانحراف الناتج عن الإصابة والفترة التي تلتها حتى تاريخ إجراء الجراحة. وفي بعض حالات التشوّهات الخلقية قد لا تكون النتائج بالقدر الذي يتوقعه المريض من العمليّة، لكن يجب أن يعي أنّها ضروريّة، وأحياناً قد يلجأ الطبيب إلى إجراء العمليّة على مراحل للحصول على أفضل النتائج.
لا بدّ من الإشارة إلى أنّه هناك حالات فشل للعمليّة ليس للطبيب علاقة بها، خاصّة مع وجود سماكة كبيرة في الجلد بحيث أنّه يصعب تعديل حجم الأنف وقولبته حسب المطلوب.
ما هو مقياس نجاح عمليّة تجميل الأنف؟
النجاح التامّ في العمليّة يكون بأنف جميل ذي مظهر طبيعيّ متناسب مع بقيّة عناصر الوجه، دون أن يكتشف المحيطون بالمريض أنّ هذا الشخص قد خضع لعمليّة تجميل في أنفه.
ومن المفارقات أنّ مريض التجميل يصعب إرضاؤه، فأحياناً تكون العمليّة ناجحة، ولكنّ المريضة تشعر بعدم الرضى ظنّاً منها أنّها ستصبح بعد العمليّة ملكة جمال العالم، متناسية أنّ الأنف في الوجه هو جزء وليس الكلّ، والجمال مرتبط بكامل الوجه وتفاصيله وليس بالأنف لوحده.
كيف يتمّ اختيار الطبيب لإجراء العمليّة؟
هذا سؤال مهمّ لأنّ الضرر الناتج عن نقص الخبرة كبير ومخيب، وقد يكون غير قابل للإصلاح. لذلك، فإنّ انتقاء الطبيب لهذه العمليّة مهمّ جدّاً ويجب أن يكون صاحب خبرة كبيرة في هذا المضمار ومشهوداً له بخبرته وبالنتائج التي يتوصل إليها.
تبقى عمليّة تجميل الأنف عمليّة دقيقة جدّاً، ولها تأثير كبير على شكل الوجه والناحية الجماليّة، لأنّه يحتل منتصف الوجه، ونتائجه باهرة على المستوى النفسيّ والاجتماعيّ. إلا أنّه لا يمكن أبداً ضمان النتائج بشكل كامل مهما بلغت الجراحة من تطوّر. ستبقى عمليّة تجميل الأنف شائعة جدّاً ومن العمليّات المطلوبة من قبل النساء والرجال،كما من المتوقّع أن تشهد السنون القادمة تطوّراً جديداً في علم النانوتكنولوجي (Nanotecnology) والتي من شأنها أن تغيّر وتحرز تقدّماً لافتاً في جراحة التجميلً.
أضف تعليقا