متابعة من عالم الطب: 3 لقاحات جديدة واعدة تقضي على الكورونا

مع انتشار فيروس كورونا، كثرت التساؤلات حول تطور العلاجات لإيجاد اللقاح لهذا الوباء المتفشي حول العالم. وفي هذا الإطار، "الجميلة" تستعرض آخر التطورات حول العلاجات الجديدة لفيروس كورونا والتي أشارت إليها الباحثة في العلوم السرطانية الدكتورة أصالة نعمة المقيمة في فرنسا عبر موقعها الخاص على تويتر، وفق الآتي:

 

 3 لقاحات جديدة واعدة تقضي على الكورونا

كورونا

نشرت الدكتورة أصالة في تغريدات لها عبر موقعها الخاص على التويتر، قائلة: "لكثرة الأسئلة عن اللقاحات وهذا طبيعي، سأقوم بجردة صغيرة على آخر التطورات. السباق على ايجاد لقاح في أوجه، حوالي ٤٠ لقاح في السباق، وثلاثة على الأقل دخلوا في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، ماذا نعرف عنهم؟ وكم يجب ان ننتظر قبل أن يصبح اللقاح متوفراً؟

اولاً لنحدد الفرق بين اللقاح والعلاج. العلاج هو ما يتلقاه شخص مريض لمحاربة مرض ما. أما اللقاح، فهو ما يستخدم للتلقيح أي للوقاية من مرض ما عند شخص سليم.

سوف نقوم اذاً بإعطاء الشخص أجزاء من الفيروس أو الباكتيريا مثلاً، حية أو معطلة، انما مخففة بجميع الحالات، بهدف تحفيز الجهاز المناعي، لمحاربته، وخلق ذاكرة مناعية ضده، بحيث تشغل دفاعات الجسم بفعالية اكبر وأسرع اذا قابل هذا المرض مرة أخرى.

لماذا تتحرك كل الجهات لايجاد اللقاح بأسرع وقت؟ أي خلال شهور (١٢-١٨ شهر) في حين أن كل اللقاحات تحتاج غالباً الى سنوات لتثبت فعاليتها، وبسنوات أقصد حوالي ١٠-١٥ سنة!

بعكس العلاج الذي يمكن ان يحتوي الوباء الحالي، اللقاح هو أملنا الوحيد لمنع تفشي الفيروس مرة أخرى. حتى وان انحسر، كل شيء يشير أن هذا الفيروس لن يختفي. حين يتم تلقيح عدد كافي من الناس على مستوى العالم، يتشكل نوع من المناعة الجماعية التي تحد من انتشاره من جديد.

الدكتورة اصالة نعمة

لماذا نحتاج الى ١٠ سنوات على الأقل لتطوير لقاح؟

علينا ان نعرف انه بعد تصميمه، يخضع اللقاح للمراحل نفسها التي يمر بها اي دواء:

  • دراسات ما قبل السريرية،essais précliniques  على الحيوان، للتأكد من سلامة اللقاح قبل تجربته على البشر.
  •  الدراسات السريريةphase I:
  • بدء التجارب على مجموعة صغيرة من الناس للتأكّد من الفعالية والسلامة
  • phase II
  • وهدفها تحديد تفاصيل إعطاء اللقاح مثلاً أية كمية نحتاج لنرى النتيجة المرجوة.
  • phase III
  • تجربة اللقاح على الآلاف من الأشخاص لتأكيد نتائج الـphase III  وطرح اللقاح في الأسواق.

علينا أن نعرف أنه في حال تفشي الوباء عالمياًpandémie ، تعدل هذه البروتوكولات adaptative trial design بهدف تقليص وقت هذه المراحل والتعامل بسلاسة أكثر مع التجارب الجارية (إيقاف تجربة لقاح تبين أنه غير فعّال أو بالعكس. البدء بمرحلة أخرى من التجارب اذا تبين ان اللقاح يعطي نتائجاً جيدة)

منذ منتصف شهر يناير، نشر العلماء الصينيين التسلسل الجيني للفيروس المسبب للكورونا، معلومات أساسية لتصميم لقاح ضد هذا الفيروس. في ٢٧ مارس، أعلن مدير الاتحاد العام للقاحات والمناعة (GAVI) أن ٤٤ لقاح هم في طور الدراسة.

معظم هذه اللقاحات لا تزال في مراحل التجارب ما قبل السريرية, إنما هناك ثلاثة لقاحات دخلت الـ  Phase I، وهي:

1-لقاح ARN- اميركي-شركة مودرنا
2-لقاح ADN - اميركي ايضاًInovio
3-لقاح vecteur viral- صيني

كورونا

ما الفرق بين هذه اللقاحات؟

لنفهم هذا، علينا أن نرى أولاً كيف يعمل الفيروس المسبّب لفيروس كورونا، وكيف يدخل الى الخلايا الرئوية بشكل اساسي، ينتج هذا الفيروس بروتين اسمه spike ويحمله على سطحه. هذا البروتين يتصل بمتلقيات موجودة على سطح الخلايا الرئوية اسمها ACE2 ما يمكنه من إصابة الخلية والدخول إليها.

الفكرة اذاً في تطوير لقاح الكورونا هي تفعيل انتاج الأجسام المضادة anticorps ضد البروتين spike ما يشل قدرته على الاتصال بالـACE2 ، وبالتالي يمنع الفيروس من الدخول الى الخلايا. وليتم انتاج مضادات حيوية ضد هذا البروتين، يجب على اللقاح اذاً ان يعرّض الخلايا لهذا البروتين تحديداً.

الفرق بين انواع اللقاحات:

كورونا

لقاح الـARN   يحوي اللقاح الحمض النووي الريبوزي، الذي تحوله الخلية لبروتين بعد ذلك بروتينspike ، ما يمكّنه من تحفيز المناعة. التقنية تعد جديدة, لا نعرف فعاليتها حقاً، وتطرح مشاكل تتعلق بالسلامة.

لقاح الـADN

يحوي الحمض النووي الذي ستحوله الخلية بعدها الى حمض ريبوزي ثم الى بروتين. طورت لقاحات من هذا النوع عند الحيوان، لكن أي من التجارب لم تسمح بتطويره عند البشر. المشكلة الاساسية بكيفية توصيل ADN التي تتطلب تقنيات عالية.

لقاح (vecteur viral):

أي اننا سنستخدم فيروس آخر غير مؤذي بعد برمجته جينياً، لكي يقوم بإنتاج البروتين الذي نريد تحفيز المناعة ضده. اللقاح الصيني يستخدم مثلاً adenovirus

لقاح بروتيني:

أياً منها لم يصل الى التجارب السريرية حتى الآن، وهي أن نحقن البروتين مباشرة. التحدي أن نستطيع الحفاظ على "هيكل" البروتين بشكله الصحيح الذي يضمن عمله، وايضاً بالقدرة على انتاج هذه اللقاحات من ناحية الكمية.

بالاضافة الى اللقاحات الثلاثة المذكورة آنفاً، هناك لقاحات عديدة واعدة، يقترض ان تبدأ مرحلة الدراسات السريرية قريباً، منها لقاح ARN الماني تطوره شركة cureVac ولقاح vecteur viral  تطوره Pasteur الفرنسية.

والجدير بالذكر، نشرت دراسة اظهرت للمرة الاولى فعالية لقاح الكورونا لدى الحيوان، اي انتاج مضادات حيوية لدى الفئران بعد اسبوعين من حقنها باللقاح، وهو لقاح روسي اسمه PittCoVacc بستخدم تقنية جديدة تسمح باعطاء اللقاح عبر الجلد، وتقدم الفريق بطلب من الـFDA  لبدء الدراسات السريرية.

اذا كان هناك هذا العدد الكبير من اللقاحات، فذلك لأن الأبحاث لم تبدأ من الصفر بل استندت على ما بدأ على فيروسات اخرى من نفس العائلة (SARS1, MERS). انما من المنطقي ايضاً أن نتنبه أن لم نجد أي لقاح لفيروسات من هذه العائلة وهذا لأسباب كثيرة قد تعيق لقاح الكورونا الجديد ايضاً.

هذه الأسباب تشمل مثلاً ان الأجسام المضادة المنتجة ممكن أن تعمل أحياناً بعكس المرجو منها فتتصل بخلايا الدم البيضاء التي يجب ان تحارب الفيروس، وتسمح بدخول الفيروس اليها، وتزيد من حدة الاصابة، وهذا ما حصل مع بعض لقاحات SARS1 عند تجربتها عند القرود.

اذاً حين نسمع في الاعلام ان اللقاح سيكون متوفراً الشهر القادم علينا ألا نصدق ذلك. لأن مدة الـ ١٢-١٨ شهراً وهي اصلاً مدة بالكاد تصدق! لا نمضي ١٠ سنوات بتطوير لقاح لو كان الأمر سهلاً. تطوير اللقاح أمر شائك وطويل ومعقد، واذا أخفقنا، يمكن ليس فقط أن ننتج لقاحاً غير فعال، بل ايضاً خطيراً.

المشكلة اليوم اننا امام فيروس تفشى في كل العالم بطريقة غير مسبوقة، وعالم الأبحاث، كالدول والمنظمات، يضافرون جهودهم لإيجاد اللقاح بأقصر مدة. التحدي ألا يتم هذا على حساب التأكد من سلامته وفعاليته. ومن هنا يأتي استخدام تقنيات مختلفة تحاول جمع معيارين: نوعية اللقاح وسرعة تطويره وانتاجه.

أخيراً للاجابة بوضوح على اكثر سؤال يتردّد اينما كان، متى اذاً؟ العلماء يتحدثون عن لقاحات في الخريف للتجربة على نطاق واسع، وفي حال نجاحها، عن طرح لقاح في الأسواق بعد سنة من الآن او في بداية ٢٠٢١ في أحسن الأحوال.

اقرئي أيضاً:

فيروس كورونا و10 نصائح لمواجهة الخوف والقلق

فيروس كورونا المستجد وأعراض نادرة جداً

أعراض كورونا الخطيرة.. وهؤلاء ليس لديهم أعراض

 

 

سمات :
أضف تعليقا
المزيد من نصائح صحية