إجعلوا من العودة إلى المدراس تجربةً إيجابية ممتعة
مع قرب انتهاء فصل الصيف، ها هي أجواء الإثارة تخيّم على الأجواء: فالأطفال في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة يستعدون للعودة إلى المدارس، للمباشرة بعامٍ دراسي جديد ومثير. وسط هذه الأجواء، وإلى جانب هموم تأمين الزيّ الرسمي واللوازم المدرسية، تبرز مشكلة جديدة يواجهونها.
فبعد شهريْ إجازة طويلين أمضوهما باللعب والسهر والسفر، سيتوجب على الأطفال تغيير روتينهم اليومي، وتعديل مواعيد نومهم، والتعود على الاستيقاظ باكراً.. وسيكون عليهم أيضاً تنشيط ذهنهم، وتزويده بكل المعلومات التي يحتاجون إليها مع بدء عام أكاديمي جديد. وثمة كذلك القلق الذي يترافق مع ضرورة أن يعتادوا على فصلٍ مدرسي جديد، وطلابٍ جدد، وأساتذةٍ جدد.. كما سيواجه الأطفال الصغار صعوبةً في الابتعاد عن والديهم مجدداً، وقد تظهر عليهم ما يُعرف بـ "أعراض قلق الانفصال".
بإمكان الوالدين العمل على مساعدة أطفالهم في التعامل مع هذه المشاكل، باعتماد بعض الإجراءات البسيطة. فالبدء بالاعتياد على الروتين المدرسي، بعد نهاية فصل العطلات، إلى جانب مراجعة بعض المواد الدراسية، أمورٌ ستساعد الأطفال على ضبط إيقاع نومهم. كما أن مشاركتهم في شراء اللوازم المدرسية للعام الجديد، ستمنحهم بعض الحماسة، وتخفف ببالتالي من قلقهم.
يرى الخبراء أنّ ما يُعرف بقلق الانفصال، يمثل مشكلةً للوالدين أكثر منها مشكلة للأطفال. وفي هذا السياق، يقول الدكتور بادي الأتاسي، استشاري طب الأطفال في "فاليانت كلينيك": "في العادة نتحدّث إلى أولياء أمور الأطفال حول هذه المسألة، ونؤكد لهم أنها جزءٌ من مرحلة نمو أبنائهم، وأن الطفل سيكون على ما يرام لاحقاً، ثم نساعدهم على طمأنة طفلهم بأن والديه موجودان دائماً إلى جانبه، عندما يحتاج إليهما، وأنه من الطبيعي أن يشعر بالقلق". ويضيف: "يمكن للأنشطة التوجيهية، مثل زيارة المدرسة وتكوين صداقاتٍ مسبقة، أن تساعد في التخفيف من شعور الأطفال بالقلق".
مع عودة الناس من إجازاتهم التي أمضوها في مختلف أنحاء العالم، ومع تغيّر المناخ وانتقاله من حار إلى معتدل، من الطبيعي أن تنتشر أمراض مرتبطة بهذه المرحلة من السنة، مثل نزلات البرد والإنفلونزا والحمى القلاعية والتهاب اللوزتين. ومن المهم جداً تلقين الأطفال أصول الحفاظ على النظافة والممارسات الجيدة المرتبطة بها، وتناول الطعام بشكلٍ صحيح، وإجراء التلقيح لهم، إذا دعت الحاجة.
ويضيف الدكتور الأتاسي: "المشكلة في عدوى الإنفلونزا ليست في تسببها بمرضٍ شديد وطويل الأمد فحسب، بل أيضاً في المضاعفات التي يمكن أن تنجم عنها، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الكلى، أو مضاعفات في الكبد، وغير ذلك من الحالات التي يمكن أن تؤدي بالمريض إلى وحدة العناية الطبية المركزة، أو يمكنها حتى التسبب بالموت (تم الإبلاغ عن 129 حالة وفاة بإنفلونزا الأطفال في الولايات المتحدة الأميركية، في الموسم الماضي).
ويمكن أن تنتج عن اللقاحات بعض الآثار الجانبية الخفيفة، مثل الشعور بالألم، الاحمرار أو التورم، الصداع، الحمى، وفي حالاتٍ نادرة الإغماء، وألم شديد في الذراع. وفي جميع أنحاء العالم نوعان من لقاحات الإنفلونزا: اللقاح الحي واللقاح الميت. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فيتم استخدام اللقاح الميت فقط، ما يعني انعدام خطر الإصابة بالعدوى من اللقاح نفسه. يمكن البدء بتلقيح الأطفال منذ الشهر السادس من عمرهم، وينبغي الاستمرار باعتماد التلقيح كل عام، حتى سن الثامنة عشرة.
اقرئي أيضاً:
الحقيبة المدرسية نصائح عند شرائها لطفلك
أضف تعليقا