تغلبوا على حرّ الصيف مع الدكتورة فيونا ريني
في منطقةٍ تميل درجات الحرارة فيها إلى الارتفاع، وخصوصاً خلال أشهر الصيف، يمكن لصحتنا أن تتعرض للخطر، إذ بيّنت الأبحاث أنه- حتى في أجواء تتجاوز فيها الحرارة 35 درجة- تزداد عوامل الخطر.
لا شك في أنّ الأشخاص المقيمين في المنطقة هم أكثر قدرةً من السياح والوافدين على التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة، ذلك لأنهم تكيّفوا مع الظروف المناخية، وباتوا قادرين على ضبط حرارة أجسادهم، عن طريق التعرق. ومع ذلك، يمكن للجسم أن يتأثر بأمراضٍ مرتبطة بالحرارة، عند استخدام موانع التعرق.
تشكل التقلبات في درجة حرارة الجو أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على فاعلية التعرق؛ أما العوامل الأخرى فتشمل:
• الرطوبة: كلما ارتفعت نسبة الرطوبة في الهواء، خفّت القدرة على امتصاص الرطوبة من الجسم.
• مستوى حركة الهواء (في الداخل)، أو سرعة الرياح (في الهواء الطلق).
• طبيعة الملابس التي نرتديها.
• العمر واللياقة الجسدية.
الآثار السلبية لضربة الشمس
قد يتسبب تعرض الجسم للحرارة الشديدة بإصابته بالإنهاك، ما قد يؤدي إلى الشعور بالدوار والغثيان والتعرق الشديد، وارتفاعٍ حادّ في درجة حرارة الجسم، والإصابة بما يُعرف بضربة الشمس (حيث تترافق حرارة الجسم المرتفعة مع تسارع في ضربات القلب، وصداع، ونوبات برودة وحرارة، وجفاف البشرة أو التعرق الشديد). وفي حين أنه يمكن بسهولةٍ نسبية التخفيف من أعراض الحالات المذكورة، إلا أنّ ضربة الشمس قد تكون قاتلة، ما لم تتم معالجة الحالة. الأشخاص المتقدّمون في السن، والأطفال، والنساء الحوامل هم الأكثر عرضةً للإصابة بضربة الشمس، وكذلك أولئك الذين يعانون من أمراضٍ مزمنة.
إذا بلغت حرارة الجسم 39 إلى 40 درجة مئوية، عندها يبدأ الشعور بالتعب.
مع بلوغ الحرارة 40 إلى 41 درجة مئوية، من المحتمل الإصابة بالإنهاك نتيجة ارتفاع الحرارة- أما مع تجاوز الحرارة 41 درجة مئوية، فيبدأ الخطر على الجسم.
في هذه المرحلة لا يعود الجسم قادراً على التعرق، نتيجة توقف تدفق الدم إلى الجلد، ما يجعل المرء يشعر بالبرد والقشعريرة. وفي حال غياب العناية الطبية الفورية، يمكن للأعضاء الحيوية أن تصاب بضررٍ دائم، وحتى الوفاة.
ما الذي يمكن فعله
• تجنّبوا الخروج من البيت، إذا بلغت الحرارة 50 درجة مئوية.
• إذا كنتم مضطرين للخروج، تجنبّوا ذلك قبل 3 ساعات وبعد 3 ساعات من وقت الظهيرة.
• ضعوا دائماً الواقي الشمسي بدرجة 30+.
• ارتدوا ملابس ذات ألوان خفيفة، واسعة، وتتيح حركة الهواء.
• إبقوا في الظل، متى استطعتم ذلك.
• أكثروا من شرب الماء.
• إحصلوا على قسطٍ وافر من الراحة والنوم.
• تجنّبوا المشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو الكحول، أو نسبة مرتفعة من السكر.
• أجروا فحوصات دورية، للتأكد من عدم إصابتكم بأعراض ضربة الشمس.
من الضروري أن يحافظ جسم الإنسان على حرارته عند 37 درجة مئوية، وأن تتراوح حرارة الهواء المثلى بين 18 و 24 درجة مئوية؛ فكلما زادت المعدلات عن ذلك، ارتفعت نسبة المخاطر.
الملفت للاهتمام هو أنّ إنتاجية المرء ترتبط بدرجة حرارة الهواء.. فلقد أظهرت الدراسات أن إنتاجية العمل المكتبي تكون في أفضل حالاتها، وسط أجواء تتراوح حرارتها تتراوح بين 22 و 25 درجة مئوية، وأنّ معدلات الخطأ تزداد عندما ترتفع الحرارة أو تنخفض عن هذا المعدّل.
إذاً، حافظوا على جسمكم رطباً ومنتعشاً وصحياً في هذا الصيف.
اقرئي أيضاً:
6 علاجات طبيعية لتخفيف أعراض دوار الحركة
أضف تعليقا