تطوّر الكاب مع العصور
في البداية كان الكاب قطعة قماش مستديرة تلتصق بياقة الزيّ، ومع تقدّم الوقت صارت تُفصَّل وتطرَّز وتزيَّن حسب مكانة الشخص ورتبته.
في العهد الفيكتوري، حمل الكاب معنىً مختلفاً، وصار رمزاً لأناقة النساء؛ ففي القرن الـ18 كان من المعتاد رؤية النساء يتبخترن بكابات بلون أحمر فاقع، كانت تُعرف بالكابات القرمزيّة، لدرجة أنّه صار يندر أن تخرج امرأة ذات مكانة اجتماعية عالية في ذلك الوقت من دون هذا الكاب الأحمر. وبلغت أهمّية الكاب مكانة كبيرة حتّى أنّ بعض النساء كنّ يرتدينه في حفلات زفافهنّ.
والكابات في تلك الأيّام كانت مصنوعة من خامات عديدة. فكان يُصنع الكاب البسيط من قماش منسوج من الصوف أو القطن؛ أمّا الكابات الفاخرة، فكانت تُصنع من المخمل أو الساتان أو الحرير، وتطرَّز بتطريز مزدوج وتؤطَر بالفرو لطلّة فخمة.
لا تزال الكابات تُحدِث تأثيراً كبيراً في عالم الموضة، حتّى ولو لم تَعُد تشكّل علامة المجتمع الراقي أو الأسلوب، إلّا أنّها لا تزال تحتلّ مكانة كبيرة في المجتمع العصري.
قد يظنّ البعض أنّ الكاب جزء من ملابس الأبطال الخارقين أو ملابس تنكّرية، لكنّها أهمّ من ذلك، فيما يعتمد العديد من الجيوش حول العالم الكابات كجزء من زيّ الجنديّات. كما أنّ العديد من وحدات الشرطة حول العالم يسمح للنساء والرجال بارتداء الكابات لحمايتهم من البرد والمطر.
إقرئي ايضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك
الكاب في الموضة المعاصرة
Capes in Contemporary Fashion
في العام 1910، بدأ الكاب يظهر كنوع يُحتفى به في عالم الأزياء، وكان المصمّم بول بواريه Paul Poiret من أوّل الخيّاطين المسؤولين عن تطوّر هذا التصميم، بخاصّةٍ بعد أن تلاعب بشكله وبأحجامه. وفي العام 1911، ابتكر كاباً من المخمل مع تصاميم ملوّنة وأنماط حلزونيّة بألوان تلك الفترة، وزيّنه بالفرو عند الياقة والحوافّ.
يمكن أن نستشفّ شهرة الكاب في عشرينيّات القرن الماضي من صورة للممثّلة إستيل وينوود Estelle Winwood، وفيها ترتدي فستاناً من الشيفون وفوقه كاباً من القماش نفسه تابعاً له من تصميم هاري كولينز Harry Collins.
من المصمّمين المبدعين في تصميم الكابات، نذكر أيضاً جان لانفان Jeanne Lanvin، التي ابتكرت عام 1926 كاباً منتفخاً على شكل بيضة، من المخمل الأسود، ومزيّناً بالفرو الأبيض ومطرّزاً بخرز زهريّ وفضّي. وظلّت لانفان تطوّر في تصاميمها حتّى قدّمت عام 1935 كاباً متعدّد الطبقات من قطع الأورغنزا، وعام 1937 كاباً طويلاً يصل إلى الأرض مع تطريز وشكّ هندسيّ عند الظهر.
في الخمسينيّات، تحوّل الكاب إلى قطعة رومانسيّة، وعام 1955 ابتكر جاك فاثJacques Fath كاباً أبيض مزيّناً بالكسرات ومكوّناً من 3 طبقات، ليزيّن فساتين السهرة.
في الستّينيّات، تطوّر الكاب وصار يتمتّع بتصاميم لعوبة ومرحة وشابّة، لنرى عام 1965 كابات قدّمها إميليو بوتشي Emilio Pucci بتصاميم ضخمة وملوّنة، مزيّنة بأنماطه وقلنسواته المعهودة.
عام 1967، ابتكر إيف سان لوران Yves Saint Laurent كاباً من المخمل الأسود مع قميص مكشكش، وفي العام 1970، قرّر أن يتّجه إلى المغرب بحثاً عن الإلهام، فابتكر كابات بقلنسوات مزركشة.
وفي العام نفسه، صمّم بيير كاردان Pierre Cardin كابات من جيرسيه التويد، يغلّف الرأس ويكشف عن الوجه بفتحة بيضاويّة الشكل.
في بداية الثمانينيّات، ظلّت الكابات متواجدة، ولكنْ فقط في مجموعات لمصمّمين يابانيّين، مثل راي راواكوبو Rei Kawakubo لدار كوم دي غارسون Comme des Garçons، أو يوجي ياماموتو Yohji Yamamoto.
وفي التسعينيّات، بدأ ظهورها ينحسر بحيث رأيناها عند مصمّمين قلائل، نذكر منهم جورجيو أرماني Giorgio Armani، الذي صنع كابات من المخمل والحرير للسهرات، وجون غاليانو John Galliano وجان-بول غوتييه Jean-Paul Gaultier، اللذين صمّما كابات لمجموعات الخياطة الراقية.
واليوم تعود الكابات بتصاميم مختلفة وخامات متعدّدة وأطوال متفاوتة، لتناسب جميع الأذواق وتمدّ الأزياء بنفحات من زمن الرومانسيّة الماضي.
إقرئي ايضاً:
موديلات الكاب الطويل موضة ما قبل خريف 2019 بحسب الطول
أضف تعليقا