ابداعات الخياطة الراقية من Balenciaga على مر الزمان
إسبانيّ حتّى الجذور، أرستقراطيّ حتّى أطراف الأنامل، دخل كريستوبال بالنسياغا Cristóbal Balenciaga عقر دار الخياطة الراقية، بختمها الفرنسيّ، فلم يكن عليها بالدخيل، إنّما بـ"السيّد"، باعتراف كبار مصمّميها من معاصريه: هو "قائد الأوركسترا"، يقول عنه كريستيان ديور Christian Dior، ورفيق حفلات كوكو شانيل Coco Chanel، التي يصعب إرضاؤها.
وإن اقترنت تصاميمه بأرستقراطيّة شهيرة من بلاده، تُدعى سونسوليس دي إيكازا Sonsoles de Icaza*، إلّا أنّ مصادر إلهامه تعدّدت حدّ الاختلاف فالإبداع: من هرّه الذي خصّه بأوّل معطف من توقيعه لمّا كان يبلغ من العمر فقط 6 سنوات، والذي، على حدّ قول محرّر الموضة الإنكليزيّ هاميش بولز، أوحى له بالحركة في كلّ تصميمٍ ابتكره، في كلّ مرّةٍ كان يحاول الفرار من قبضته السحريّة. فماذا عن الكاب الأيقونيّ Le Chou Noir، وترجمته "الملفوفة السوداء"، الذي يحتضن القوام الأنثويّ من الخصر حتّى أعلى الرأس، مؤطراً الهامة بتموّجٍ وفير من حرير الغازار، فوق فستانٍ من حرير الكريب ينساب وانحناءات أسفل القامة... تناقضٌ هندسيّ ميّز توقيع بالنسياغا، وبراءة اختراع إنّما مستوحاةٌ حركته في هذا الزيّ من لوحةٍ للرسّام التشيكيلي الإسباني غويا Goya عنوانها La Duquesa da Alba.
إبداعه يكمن في قَصّته، المستمدّة من صرامته الإسبانيّة المنشأ... فساتين الـRobes Sac أو الـRobes Ballon، الياقات العالية التي تمشق العنق إلى المعاطف الإمبراطوريّة بأكمام واسعة من وحي زيّ الكيمونو، مروراً طبعاً بكشاكش تنانيره على غرار فساتين الفلامينكو. أمّا قماشه المفضّل، فحرير الغازار Gazaar، بشفافيّته، إنّما أيضاً بجمود خامته، محاكياً بالتالي متطلّبات تصاميمه الهندسيّة.
*رفض في أوّل لقاء لهما معاً أن يعدّل في أحد تصاميمه تلبيةً لـ"وضع حملها"؛ عبارةٌ ما لبثت أن أثارت ضحكه حتّى صارت تلك السيّدة الأنيقة ملهمته.
إقرئي ايضاً:
أضف تعليقا