إعادة نحت القوام بتقنيّة نقل الدهون
الدهون هي بمثابة عدوّ لا تنفكّ النساء يبحثن عن طرق للتخلّص منه، إمّا من خلال الأنظمة الغذائيّة أو أيّ وسيلة أخرى قد تكون جذريّة، مثل شفط الدهون. ووفق منهج متّبع حاليّاً في الجراحة التجميليّة، يتمّ التخلّص من الدهون في مناطق معيّنة من الجسم، ثمّ تُستخدم لاحقاً لزيادة حجم الثديين أو الردفين أو لتحسين نوعيّة الجلد، كذلك لمحو الدوائر السوداء تحت العينين أو لتكبير تفّاحتَيّ الخدّين.
كيف يتمّ إجراء هذا التدخّل الجراحي؟
بعد التخدير، يزيل الجرّاح الدهون باستخدام أنابيب صغيرة؛ على أنّ تأثير إزالة الدهون هذه أقلّ عدوانيّة على الجسم من جراحة شفط الدهون، ولكنْ لا تزال هناك احتماليّة حدوث مضاعفات. وقد تمّ تحسين شروط إزالة الدهون (مثل حجم وقطر الأنبوب وقوّة الشفط...) من أجل الحصول على أفضل نتيجة في مجال الحفاظ على الدهون بعد إعادة حقنها.
اقرئي أيضاً من دون جراحة تخلّصي من الذقن المزدوجة
كيف يتمّ علاج الدهون؟
ينطوي علاج الدهون على عزل الخلايا من خلال جهاز الطرد المركزي أو الترشيح. والهدف هو عزل الخلايا الشحمية الناضجة والخلايا الجذعية فقط، عن الخلايا الأخرى الفاسدة والمواد السامّة التي يتمّ إطلاقها عند إزالة الدهون... التي تقلّل كمّية الدهون المستأصلة. بعد معالجة الدهون، توزَّع على 3 أجزاء بأبعاد مختلفة من أجل إيجاد الحجم المطلوب، وذلك من خلال فتح شقّين أو ثلاثة بعرض بضع ملّمترات في شكل شبكة. وتقوم الخلايا الجذعيّة، إلى جانب دورها في تجديد الخلايا، بتنشيط عمل الأوعية الدمويّة، ما يحسّن استئصال الغرسات. وبهذه الطريقة، تصبح نسبة امتصاص الدهون 30 % تقريباً.
بالتالي، يجب تصحيح ما لا يقلّ عن 30 % ممّا تمّ استئصاله، في غالبيّة الحالات، إلا على مستوى الوجه، الذي يحتوي على الكثير من الأوعية الدموية، ما يحدّ من نسبة الامتصاص. لذا، يُتوقَّع أن يتقلّص الحجم مع مرور الوقت، حيث تستقرّ النتيجة بعد 3 أشهر.
هل يمكن أن نزيد مخزون الدهون؟
غالباً ما تعتقد المريضات أنّ عليهنّ "صنع الدهون"، إلا أنّ هذا اعتقاد خاطئ. ففي الواقع، يولد المرء بمخزون معيّن من الخلايا الدهنية يختلف عددها قليلاً، باستثناء حالات السمنة الزائدة أو فقدان الشهيّة العصبية Anorexia. في حالة زيادة الوزن، تحصل الخلايا الدهنية على تغذية زائدة، ويعمل هذا النظام الغذائي على "إفراغها" من الأحماض الدهنية.
ولكنْ إذا تمّ علاج مريضة تعاني من زيادة الوزن، ستذوب الغرسة إلى حدّ كبير حين تعود إلى وزنها الطبيعي. لذا لا بدّ من إجراء هذا التدخّل حين تكون المريضة في وزنها الطبيعي، وزيادة الحجم عن طريق زيادة عدد الفصيصات الدهنية التي يُعاد حقنها. من جهة أخرى، إذا حدثت زيادة في الوزن، سيزداد معها حجم الغرسة.
اقرئي أيضاً ما يجب معرفته عن عمليّة شدّ الفخذين
هل يمكن الجمع بين شفط الدهون وتكبير الثديين؟
نعم، وتكون النتائج طبيعية، لا تتطلّب إجراء شقوق كبيرة. وفي ما يتعلّق بالثديين، فإنّ تكبير حجمهما باستخدام تقنيّة الحَقن بالدهون الذاتية هو جزء من أسلحة جرّاح التجميل. ولكنْ لتقييم الوضع، لا بدّ من الخضوع لفحص وصورة شعاعيّة للثدي "ماموغرافي"، أو تخطيط أو تصوير بالرنين المغناطيسي "MRI". ذلك أنّ امتصاص الدهون يؤدّي أحياناً إلى تشوّهات، مثل التكلّسات الصغيرة التي قد تتداخل مع قراءة نتائج الماموغرام، والتي يجب مراقبتها عن كثب وبدقّة.
يمكن الحصول على نتائج ممتازة، ولكنْ بسبب الامتصاص، من الضروري إجراء عدّة جلسات. وميزة الملء بالدهون أنّها تعطي نتيجة طبيعيّة، تدوم فترة طويلة، من دون الاضطرار إلى تغيير غرسات الثدي في حالة تكبير الثديين جراحيّاً، أو التعرّض لخطر تشقّق الغرسات... وبهذه الطريقة، يتمّ فقط إحداث 3 شقوق، يبلغ طول كلٍّ منها 2-3 ملم، في هالة حلمة الثدي وفي الثنية تحت الثدي. ومع ذلك، لا يمكن الحصول على تغيير جذري لشكل الثديين باستخدام هذه التقنيّة.
أضف تعليقا