ميريام فارس: هذه هي أهم لحظة عشتها في حياتي!
تصوير:Mseif
ميريام فارس، الأم تحكي بشغف وحب عن الأمومة في حياتها وطريقة تربيتها لابنها جايدن. كما تحكي وبتأثّر عن تجربة الخطر على حياتها وابنها إثر تعرضهما للتسمم، وخبرتها بالتعاطي مع الأمومة دار هذا الحوار الذي تركز أكثر على جانب الأم في حياتها:
• ماذا غيّرت فيك الأمومة؟
كل شيء، خاصة طريقة عيشي التي تغيّرت بأكملها. كنت في السابق أتحكّم بالوقت كما أريد، أما حالياً فالوقت يتحكّم بي. صار كل شيء بوقته ومقيّدة بالساعة. كل ما أريد أن أفعله بحسب جايدن ووقته. صحيح أنني محاطة بأشخاص يساعدونني وهناك المربية، ولكنني أحب أن أفعل كل شيء بنفسي فكيف بالحري إذا كان الموضوع يتعلق بابني؟ من غير الممكن أن أتكل على أحد بهذه الأمور التي هي بالنسبة إليّ أساسية جداً.
• هل عانيت في بداية ولادتك لا سيما أنه الولد الأول الذي تنجبينه؟ هل خفت أم كنت قوية؟
كان وضعي صعباً جداً ولا سيما أنني تعرضت لتسمم حاد في الشهر الثامن من حملي إثر إصابتي بجرثومة السالمونيلا للسنة الثانية على التوالي، إذ أن جسمي لم يكن قد تعافى بعد من أول إصابة بالتسمم من هذه الجرثومة.
• هل كان الطعام الذي تناولته من المطعم ذاته في الحادثتين؟
صحيح، وهو أشهر محل لبيع الدجاج في لبنان.
• كيف تجرأت على الذهاب إليه مرة أخرى بعد إصابتك بالتسمم من تناول الطعام فيه المرة الأولى؟
لم أقصده إنما طلبت من عنده الدجاج إلى المنزل. وبسبب ما تعرّضت إليه، ألغيت تناول الدجاج ومشتقاته من وجباتي بشكل نهائي. وكنت قد أكلت من الفروج المشوي. وأتساءل كم مضى عليه من الوقت مشوياً في ذلك المتجر ثم باعنا إياه، علماً أن المأكولات المشوية لا تسمم. مكثت تحت المراقبة عشرة أيام عشنا خلالها جنيني وأنا على المصل. وكانت حالتنا في غاية الخطر.
• هل أعطاك الأطباء مدة معينة للتعافي؟
لم ينته علاجي بعد. لدي شهران لإنجازه. أتمنى بعدها عندما أجري فحوصاتي أن أكون أفضل.
• هل صرت تخافين كثيراً؟
نعم. لم أعد أصدق الحملات التحذيرية لسلامة الغذاء. ووجهت رسائل علنية مباشرة للناس عبر نشرات الأخبار للانتباه على صحتهم. لا أدري إن كانوا يعلمون كفاية في لبنان أم عليهم العمل أكثر لأن بعض المتاجر لم ترتدع لجهة سلامة الغذاء. ولم يتغير شيء وأكبر دليل على ذلك إصابات التسمم الكثيرة التي نشهدها.
• ألا تفكرين بإنشاء حديقة قرب منزلك لزراعة الخضار والفواكه؟
هذا ما أحضّر له. قريباً جداً سيجهز منزلي نهائياً. بتّ الآن أشتري كل حاجياتي من القرى حتى البيض أقصد المزارع لشرائها، لأنني لم أعد أؤمن أن أشتري من السوبر ماركت بيضاً مكتوباً عليه أنه طازج ويومي حيث لا رقابة. فنحن نشتري من أهم السوبر ماركات والمتاجر ولكن لا رقابة. أدعو الناس إذا كان بإمكانهم أن يقصدوا القرى ويشتروا مؤنهم منها ليتأكدوا مما يشترون.
• هل سنراك تزرعين في المرحلة القادمة؟
أكيد. وهذا الأمر سأعوّد ابني عليه أيضاً. أقلّه يمكننا تناول مأكولات نظيفة 100% ولم تدخل إليها المبيدات وغير مغشوشة.
• كيف كان أول لقاء لك مع جايدن؟
أهم لحظة في حياتي عندما سمعت صوت جايدن. أحلى شعور في حياتي. لا أستطيع أن أصفه فقد كنت أسمع عنه من الأمهات. وكنت أعتبره شعوراً جميلاً لكنه بالفعل شعور لا يوصف. وكل يوم نعيشه مع طفلنا نتعلق به ونحبه أكثر خاصة عندما تكون الأم تتدخل في كل تفاصيله وليس أن تتركه للمربية أو الخادمة، فيصبح الأمر على الشكل التالي: هما تهتمان به ونحن نلاعبه فقط. عندما تتدخل الأم في كل شاردة وواردة بطفلها، تصبح تعرف ماذا يريد من نظرته وبكائه إذا كان بكاء جوع أو نعاس أو وجع. تصبح حياة الأم بأكملها متعلقة به.
• هل أنت من نوع الأمهات اللواتي يخشين كثيراً على أولادهنّ؟
لست "موسوسة" ولكن أقلق ومنظّمة جداً. فجايدن يتناول طعامه بالوقت المحدد وكذلك بالنسبة لنومه. لكل أم طريقتها الخاصة بالتربية. بعض الأمهات يرددن نطعمه عندما نشعر أنه جائع وندعه ينام عندما يريد النوم. أنا أحب أن ينشأ ابني منظمّاً مثلي. فأحاول قدر المستطاع أن أجعله يعيش بطريقة نظامية. لست "موسوسة" أتركه يمسّ الأشياء. وأستعمل المطهرات لكل غرض. وهذا مفروض كي يكتسب المناعة.
هل تهتمين به بنفسك؟
نعم. لدي أشخاص يساعدونني ولكن أنا أهتم بكل تفاصيله. وحالياً، بدأ يأكل الطعام. أنا بكل المراحل معه. في وقت سفري للعمل لا يكون معي. أغيب 24 أو 48 ساعة إلى أن أعود. ولكن، عندما أكون معه أبقى بجانبه طيلة الوقت. أنا لست موظفة وأتفهم كثيراً الموظفات اللواتي يتركن أولادهنّ عند أمهاتهنّ أو حمواتهنّ. هذه طريقة حياة ليست خاطئة، لأن الطفل بحاجة أن يعتاد على أشخاص آخرين غير والديه والمربية. عليه أن يعتاد على كل الناس لينشأ شخصاً اجتماعياً. وجايدن يقوم بكل ذلك ويكون برفقتي. نذهب إلى والدتي ووالدة داني ولا أحاصره إنما أكون معه عندما نزورهما لأنني قادرة أن أكون معه طيلة الوقت.
• هل قرأت كتباً عن التربية أم تعتمدين على حسّ الأمومة بداخلك؟
قرأت الكثير من الكتب خصوصاً عندما كنت حاملاً ولكن وجدت أن الكثير من الأشياء أقوم بها من تلقاء نفسي دون أن أشعر. يقولون لنا في الكتب كيف نلاعبه بطريقة تجعله يكبر منفتحاً أكثر أو يتعرف على القصص بطريقة سهلة. أشعر أنني أطبق كل هذا معه بطريقة لا شعورية، ولكن هناك الكثير من المعلومات التي آخذها من الكتب وأطبقها. كتّاب هذه الكتب هنّ أمهات فآخذ من تجربتهنّ بالإضافة للتجربة التي أكتسبها ممن هنّ حولي.
• هل تحبين أن يكون لديك كتاب مثل تجربة هؤلاء الأمهات؟
لمَ لا؟ لأن حمل كل امرأة يختلف عن الأخرى. حتى أن أكثر من طبيب قال لي إن الحمل الأول مختلف عن الحمل الثاني والكتب أيضاً تقول ذلك. هذا يشير أن حمل كل سيدة يختلف عن الأخرى. وبالتالي، لكل امرأة تجربتها الخاصة. وإذا كنت قادرة على كتابة تجربتي فسأفعل؛ لأنها كانت تجربة حقيقية من أول يوم علمت به أنني حامل لغاية هذه اللحظة. وأستطيع جمعها في كتاب. ولكن أحتاج للوقت. خطرت لي الفكرة أثناء حملي لأنني صادفت الكثير من الأمور. ولكن كنت منشغلة بحملي. والكتاب يحتاج للتركيز والتفرّغ.
اقرئي أيضاً
عمرو دياب في موسوعة غينيس والسبب...
شريهان تعود إلى الفن بعد غياب 15 عاماً
ماذا قال فاروق الفيشاوي على أزمة نجله أحمد الفيشاوي مع ابنة فريد شوقي؟
أضف تعليقا