ليلة العمر بين العادات والجهل
ترتبط "ليلة الدخلة"، أو ليلة "الأحلام"، بعادات وتقاليد اجتماعيّة تؤثّر بنسبة عالية على الشباب، لتحمل عنواناً رئيساً وهدفاً واحداً "ليلة فضّ العذريّة"، إلى درجة باتت مجتمعاتنا تمارس فيها دور حراسة الشرف، حيث يلعب الرجال دور البطولة... لتتحوّل هذه الليلة التي ينتظرها كلّ عروسين بشوق وتحلم بها كلّ فتاة، إلى كابوس مرعب قد يمتدّ أثره إلى سنوات طويلة.
التقت "الجميلة" بالدكتور وائل عواد، استشاريّ النساء والتوليد في مستشفى الحرس الوطني في جدّة، ليطلعنا على مفهوم الشباب لـ"ليلة الدخلة"، وأهمّ النصائح الطبّية لهذه الليلة.
يوضح الدكتور عواد كيف أنّ أغلب العرسان يدخلان هذه الليلة، التي يتمّ فيها أوّل لقاء حميم، بمفاهيم متوارثة، بعضها إيجابي ومعظمها سلبي. فالرجل في حالة توتّر، وعليه ضغوط عائليّة لـ"اقتحام وتمزيق" غشاء بكارة فتاة بالكاد يعرفها. أمّا المرأة، فمستسلمة، ترفع الراية البيضاء لرجل سمعت أنّ رغبته ستحوّله إلى وحش مفترس. ما يجعلها تخاف بالطبع من النزيف والألم، وتعتقد أنّها مجرّد وعاء أو مستقبِل لرغباته، وبأنّ منتهى نجاح العمليّة هو أن يكون زوجها راضياً عن هذه العلاقة.
في هذه الحال، يكون الزوجان ضحيّتا الجهل الجنسي المستشري في مجتمعاتنا، وتوقّعات وتصوّرات وهميّة ليس لها أيّ وجود.
ليلة زفاف سعيدة
لكنْ كيف يتوصّل العروسان إلى ليلة زفاف سعيدة وناجحة، والتخلّص من التوتّر وممارسة علاقة حميمة سليمة لا يكون فيها غالب ومغلوب؟
أوّلاً: يجدر الإتّفاق على أنّ مفهوم ليلة الدخلة مضخّم ومبالغ فيه. فهي ليلة عاديّة جدّاً يختلي فيها العروسان ببعضهما، وليست معركة مصيريّة، أو علاقة بين الأجساد فقط.
ثانياً: يجب أن نتّفق على أنّ الإقبال على أيّ مرحلة جديدة لا بدّ وأن يثير بعض القلق. وما يزيد الخوف والتوتّر لدى العروسين هو جهل كلٍّ منهما بتفاصيل جسده وجسد الطرف الآخر. فلا الزوج قد يعرف المكان الصحيح للجماع، ولا الزوجة التي ترى رجلاً عارياً وأعضاء تناسليّة ذكريّة لأوّل مرّة، تعرف ما هو الانتصاب والقذف، حيث لا تعرف بأيّ شكل من الأشكال كيف ستتمّ العمليّة الجنسيّة.
ثالثاً: من المهمّ التخلّص من ثقافة العيب والتركيز على التثقّف جنسيّاً من مصادر علميّة وطبّية موثوقة، في مرحلة ما قبل الزفاف.
معلومات طبّية
- النزيف
يجب أن يفهم العروسان أنّ النزيف قد لا يحدث عند اللقاء الأوّل بالشكل المعروف في ثقافة مجتمعاتنا، وذلك كي يزول توتّر الزوجة ولا تثور شكوك الزوج. فليس شرطاً أن يتمزّق غشاء البكارة من أوّل اتّصال، كما أنّ الدم الناتج عن تمزّق غشاء البكارة لا ينهمر بغزارة، إنّما يكون على شكل بضعة قطرات أو بقعة صغيرة من الإفرازات الورديّة، التي قد يجد الزوج صعوبة في رؤيتها. وفي بعض الأحيان، لا يُرى أيّ نزف عند تمزّق الغشاء.
- الألم
ليس من الضروري أن يكون الاتّصال الجنسي الأوّل مؤلماً. فغشاء البكارة رقيق، لا توجد فيه نهايات عصبيّة، وغالباً ما يتمزّق من دون أيّ ألم. في معظم الأحيان، تشعر الزوجة بالألم عند دخول العضو الذكري في المهبل بسبب ضيقه أحياناً، وأحياناً كثيرة بسبب مقاومتها وأعصابها المشدودة، الناتجة عن المخاوف المتراكمة في عقلها، وليس نتيجة لتمزّق الغشاء أو عدم تمزّقه.
أضف تعليقا