الحنّاء زينة العروس السعودية

في السعوديّة لا تكتمل زينة العروس من دون الحنّاء، فهي عادة متوارثة تحرص عليها النساء السعوديّات، كما الخليجيّات، والهنديَّات، والسودانيَّات، وغيرهنّ... وتحتفل السعوديّات بتزيين العروس، بتخصيص ليلة كاملة قبل الزفاف تسمّى (الغُمرة، أو ليلة الحشنة)، لتتزيّن هي وصديقاتها وقريباتها بالحنّاء‫، وعادة تكون ليلة الحنّاء قبل ليلة الزفاف بيوم أو يومين، حيث ترافق طقوس الحنّة والنقوش استعراض الملابس والهدايا والأكلات الشعبيّة والمحليّة، وبها تسترجع المسنّات من نساء العائلة أيام زمان وذكرياته الجميلة...

وجرت العادة على التزيين بالحنّاء قديماً في السعوديَّة، بوضع نقطة في الوسط، ثم تغلق اليد حتى تعطي أثراً جميلاً، وتسمّى هذه الطريقة بالقبضة، حيث تقبض المرأة على الحنّاء بيدها. وما زال لهذه الطريقة شعبيّة واسعة، خاصّة عند الكبيرات بالسن في السعوديّة والسودان والعراق واليمن، إضافة إلى استخدام عود رفيع للنقش بالحناء. وعادة يتمّ النّقش بالحناء في المنازل، أو تُستدعى "الحنّاية"، كما يُطلق عليها في السعوديَّة، و"الحنّانة" في السودان و"النقّاشة" في المغرب. ويُسمح للفتاة فقط بالنقش على الأصابع، حتى يتسنّى للجميع معرفة العازبة من المتزوّجة...
وأوضحت خبيرة نقوش الحنّاء شاهين، أنَّ من أهمّ معالم الزواج وتزيين العروس السعوديَّة في القدم، هو تزيين يديْها وقدميْها بنقوش الحناء‫، وقالت: "كنت أذهب لبيت العروس في ليلة الحناء لأزيّنها هي وصديقاتها، وكانت الحنّاء مهمّة في ذلك الحين، أما الآن فأذهب في ليلة الحنّاء، ولا ترضى العروس بنقش يديْها وقدميْها، معلّلة بأنّه تقليد قديم، ولا يواكب عصرنا الحالي. مضيفة أنه قديماً كانت النساء تستخدم الحناء الحمراء، أما الآن فأصبحن يخلطنها بالصبغة السوداء، لتكون أشبه بالوشم".

وللعروس طقوس ونقوش خاصة بها تستلزم العمل ليوم كامل من الحناّنات المحترفات، لما تتطلّبه من دقة وإتقان كبيرين. وتصل نقوش العروس إلى نصف الساق، وفي اليد تصل إلى نصف الساعد، كما يضعن نقوشاً صغيرة على البطن والكتفين. وحناء العروس تصل تكلفتها، عند بعض الحنّانات المحترفات الشهيرات، إلى 200 دولار. وبعد الزواج تستمرّ العروس في وضع نقوش الحناء، لكن بأشكال صغيرة نسبياً لفترة تقارب العام بعد زواجها‫.
‎وتوصي الأمّهات بناتهنّ بالتخضّب بالحناء، سواء لتزيين الكفين والرجلين، أو لصبغ الشعر وتلوينه، لاعتقادهنّ السائد بأنّها بركة، كما يفتخرن ويتباهين بها، خاصة عندما يزداد لونها القاني أو عندما يميل إلى السواد، اعتقاداً بالمتعارف في الأوساط النسائيَّة بأنَّ "التي تصبغ بها الحناء يحبّها زوجها، والتي لا تصبغ بها الحناء لا يحبّها زوجها"...

استبيان:

أين تفضّل المرأة السعودية نقش الحنة؟

سألت "الجميلة" حوالي 100 سيّدة سعوديّة عن المكان المفضّل لهنّ لنقش الحنّاء، وأوضح الإستبيان أنّ:

40 % من السيّدات السعوديّات يفضّلن منطقة أسفل الظهر.

38% اخترن أماكن مختلفة في الجسم، وأهمّها الرقبة.

10 % اخترن القدم و الساق.

10 % على يديها.

2 % في قبضة اليد.