حبوب منع الحمل بين الصح والخطأ
منذ ظهور أوّل نسخة من حبوب منع الحمل في الولايات المتحدة عام 1960، يُعتقد أن أكثر من 300 مليون امرأة في جميع أنحاء العالم استخدمنها في مرحلة ما من حياتهنّ. وتتناولها مائة مليون امرأة اليوم. ولكن ما هي الحقائق بشأنها وما هي الخرافات؟
بين الحقائق والخرافات
مضى نصف قرن منذ اختراع حبوب منع الحمل التي غيّرت حياة النساء بشكل جذري، ففي الستينيات من القرن الماضي، كان يبدو أنّ حبوب منع الحمل هي الحل الأمثل للأزواج الذين يرغبون بالتحكّم بعملية الإنجاب. أمّا الآن، فقد أصبح لها وظائف عديدة وهناك الكثير من النقاشات عن الآثار الجانبيّة لها، تتراوح من السرطان إلى العقم وغيرها.
حبوب منع الحمل... تؤدّي إلى السمنة
صح وخطأ. كانت حبوب منع الحمل القديمة تحتوي على جرعات أعلى بكثير من الهورمونات، وكان هذا يسبّب زيادة الوزن. ولحسن الحظ، حبوب منع الحمل الحاليّة منخفضة الجرعة وتعني أنّ عدد اللواتي يفقدن الوزن (20 % من اللواتي يستخدمن الحبوب) مساوي تقريباً لعدد اللواتي يكتسبن الوزن، ولا تعاني أغلبية النساء من اكتساب الوزن على الإطلاق. ومع ذلك، قد تؤدّي النسخ الجديدة من حبوب منع الحمل إلى احتباس السوائل أو زيادة الشهيّة لدى بعض الأشخاص. ولأنّ قرار تناول حبوب منع الحمل بالنسبة للكثير من النساء يتزامن مع تغييرات أخرى في أسلوب الحياة مثل الدخول في علاقة الزواج الطويلة، فمن الأفضل التحقّق من الأسباب الأخرى قبل الافتراض أن الحبوب هي السبب.
تصيب النساء بالعقم
خطأ. ترتبط هذه الخرافة بالحقيقة القائلة أنّ النساء اللواتي تناولن حبوب منع الحمل على مدى فترة طويلة من الزمن يحاولن غالباً إنجاب الأطفال في وقت متأخّر من حياتهنّ، من النساء اللواتي لم يستخدمن حبوب منع الحمل. وبالتالي يتم إلقاء اللوم على الحبوب بالتسبّب بمشاكل انعدام الخصوبة المتعلّقة بالتقدّم في العمر على الرغم من عدم وجود علاقة تبادليّة مثبتة علميّاً بين الاثنين. ولكن قد تخفي الحبوب العلامات التي تشير إلى مشكلة خصوبة لا علاقة لها بالحبوب، مثل عدم انتظام الدورة الشهريّة. علاوة على ذلك، بعد التوقّف عن تناول الحبوب، قد يستغرق الأمر 6 أشهر لدى بعض النساء لعودة الدورة الشهريّة إلى طبيعتها.
قد تسبّب السرطان
صح وخطأ. لقد ثبت فعلاً أن حبوب منع الحمل تقلّل خطر الإصابة بسرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم. وترتفع قليلاً احتماليّة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل. ولكن بعد التوقف عن تناولها، يقلّ هذا الخطر ويعود إلى مستوياته الطبيعيّة في غضون 10 سنوات. وبما أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يزيد مع التقدّم في العمر، يجب على النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل واللواتي لديهنّ تاريخ عائلي بالإصابة به، إجراء فحوصات منتظمة للتأكّد من عدم وجود شذوذ في الثدي.
لا يجب تفويت الدورات الشهريّة أثناء تناولها
خطأ. لم يكن ينصح باستخدام حبوب منع الحمل القديمة التي تحتوي على كمّيات كبيرة من الهورمونات لفترات طويلة، ولكن لا ينطبق هذا الآن على النسخ الحديثة من حبوب منع الحمل. وفي الواقع، ليس هناك ضرورة لأخذ فترة "راحة" من حبوب منع الحمل كل أربعة أسابيع، علماً أنه تم تغليف حبوب منع الحمل بهذه الطريقة فقط لأنه كان مفترضاً أنّ النزيف الشهري الذي يحفّز الدورة سيكون أكثر قبولاً بالنسبة للنساء من عدم حدوث دورة شهريّة على الإطلاق. ومن الآمن تناول حبوب منع الحمل لمدة شهرين أو ثلاثة، ولكن استشيري طبيبك إذا كنت تنوين فعل هذا بشكل منتظم - فقد تختلف طريقة تناول الحبوب اعتماداً على في ما إذا كانت تمنح جرعة ثابتة من الهورمونات على مدى دورتك أو تختلف في قوّتها من أسبوع لأسبوع
أضف تعليقا