ميساء مغربي: يوسف الخال استغل الفرصة ومحمد منير فرصة لا تعوّض
مسلسل" سمرقند" الذي أحدث ضجة كبيرة، والذي شاركت فيه مجموعة كبيرة من نجوم الدراما العربية.. كان في مقدمتهم الفنانة ميساء مغربي التي جسدت شخصية الملكة توركان. ميساء وفي حوارها الآتي اعتبرت العمل ضرورة للمرحلة التي يعيشها العالم العربي بكل متغيراته.
كيف وجدت ردود الأفعال حول «سمرقند» حتى الآن؟
«سمرقند» حالة فنية سياسية أدبية مهمة جداً في وقتنا الحالي، لما يعيشه وطننا العربي من أحداث سياسية، وأعتبره صرخة ضد الإرهاب وفكره، وصرخة أدبية لأننا بحاجة لمثل هذه النصوص العميقة التي تحمل أطروحات مهمة.
هل تعتقدين بأن رسالة العمل وصلت للجمهور؟
بالتأكيد، وصلت قبل أن يبدأ عرضه، وكانت واضحة تماماً من خلال دور النجم الكبير عابد فهد، الذي يؤدي دور «حسن الصباح»، ويقوم بتضليل أشخاص يائسين معظمهم دون سن الرشد، من الشباب والمراهقين، ويغرر بهم عندما يعدهم بالجنة ليجرهم إلى قافلة الانتحاريين، هذا شيء مهم جداً لتوعية الجميع من مخاطر مثل هذه الشخصيات في واقعنا وبمختلف المجتمعات والأزمنة والعصور.
الكثير من النجوم شاركوا في هذا العمل، من منهم شعرت بأنه الأقرب إليك؟
استمتعت مع كل الذين وقفت أمامهم، وكان لدي مشاهد مشتركة معهم، مثل الفنانة أمل بشوشة والفنان رشيد ملحس، والفنان عاكف نجم، وأيضاً الفنان عابد فهد، الذي جمعني به مشهد واحد، ولكني أعتبره المشهد القائد في المسلسل، وأيضاً مع الفنان يوسف الخال، والفنانة راكين سعد، التي كانت بالفعل مفاجأة المسلسل، وكل الوجوه الجديدة الذين استحقوا الفرصة وكانوا فاكهة العمل، إلا أنني شعرت بحالة فنية خاصة جداً مع النجمة يارا صبري، فمن يرنا في المسلسل يشعر بحجم الكراهية بيننا، بينما نحن نحب بعضنا فعلاً، وأنا أحبها على المستوى الشخصي والفني، واستمتعت في كل كلمة في الحوار الذي جمعنا.
قيل إن الفنان يوسف الخال طلب أن يكون اسمه قبل اسمك في الشارة، هل هذا صحيح؟
حقيقة، لا أعرف ماذا أقول، فالموضوع مهم لأنه تقدير معنوي، وأكذب إن قلت غير ذلك، ولكن في النهاية، فإن المشهد الدرامي هو المؤثر في العمل، وليس ترتيب الأسماء، فهذا لن يقلب الموازين، ولكن لكل فنان الحق أن يحاول إثبات نفسه، وأسجل احترامي وحبي الشديد للفنان يوسف الخال وأهنئه على دوره.
ملابس وإكسسوارات الملكة «تركان» التي جسدت شخصيتها كانت لافتة، إلى أي حد كان لك خيار التدخل بها؟
أنا تدخلت في الألوان وتنسيق الإكسسوارات فقط، والأزياء كانت من اختيار المصمم العالمي المغربي فتاح، وهو الذي صمم ملابس فيلم «كلاديتر» Gladiator، وهو المصمم الرسمي للعمل، وجلس مع سلمى بن عمر وابتكرا خطاً جديداً يناسب المراجع التاريخية، ويناسب تركان، بما أنها خليط من السلاجقة والفرس، فهناك مزج غريب، فاختارا التصاميم، واستعانا بهويدا بريدي التي فصّلت لي ثلاثة فساتين، الملابس كانت من اختيار سلمى بن عمر وفتاح، والإكسسوارات من تركيا، حتى الماكياج والشعر تدخلا فيه، أرادا أن يظهراني بشكل أكبر من عمري، وركزا على العيون كي يضيفا الإحساس بالشر والقوة.
اللافت تجسيدك لشخصية الأم لفنانة قريبة من عمرك، ما إحساسك بهذا الدور؟
أحببت شخصيتي كأم، رغم أن الجميع استهجنوا أن صبية في العشرينات تأخذ دور ابنتي وليس هناك فرق كبير بيننا سوى ست أو سبع سنوات، ولكن خلال تجسيدي لدور الأم لم أشعر سوى أنها ابنتي، شعرت بشيء روحي.
كيف تصفين مشاركتك مع الفنان محمد منير في تجسيد قصة حياته في مسلسل «المغني»؟
هي قصة نجاح مطرب، وليست قصة حياته تماماً، هناك الكثير من الانتماءات الإنسانية والفنية، فبمجرد أن نقول محمد منير تتراءى لنا الكلمات العذبة، والصدق في الفن على مدى أربعين سنة تقريباً، محمد منير له معجبون على امتداد الوطن العربي، أنا أحبه ولي الشرف أن أقف أمامه، وأحترم كل فنان يحترم فنه وجمهوره، وعندما أقف أمام محمد منير يعني أني اختصرت الكثير، ودخلت بيت كل مصري وكل عربي يحب محمد منير، وأخذت فرصة أن يتابعني، من الممكن أن يحبني أو لا، أعجبه أو لا أعجبه، لكن هي بالنسبة لي فرصة لا تعوض.
هل أنت سعيدة أم حزينة، هل تعتبرين نفسك فاشلة في الحب؟
الحياة عبارة عن محطات، محطات الحزن لا تدوم ومحطات الفرح لا تدوم، ومحطات الحب لا تدوم، إلا بنسب متفاوتة وضئيلة، ومحطات الكره وجيزة ولا تدوم، هذا هو الإنسان، لا يوجد شيء يبقى على حاله، بالتالي الإنسان خليط من كل شيء، وشخصية نهال تشبهني إلى حد ما، كان هناك إخفاقات عاطفية في حياتي العاطفية، ويوجد نجاحات الآن، ومن الممكن أن يحدث فيما بعد إخفاقات، ومن الممكن أن يكون هناك نجاحات، هذه هي حياة الإنسان حتى يموت، لا شيء يدوم، خاصة في موضوع المشاعر.
هل الحب موجود الآن في حياتك؟
هناك ارتباط وانتهى نقطة على السطر، لنتحدث عن الفن.
بعيداً عن أجواء الفن وضغط العمل، كيف تصفين حياتك للجمهور وشغفك بموضوع الأمومة؟
بالنسبة لموضوع الأمومة، حاولت الإنجاب مرتين، ولكن للأسف لم أوفق، إنها مشيئة الله، والذي يكتبه رب العالمين أنا أرضى به، مرة حملت لمدة أربعة أشهر تقريباً ولم يشأ الله، الحمدلله على كل حال، وأتمنى من الله أن يرزقني الأولاد، لأنني أرى أن أسمى معاني الحياة والوجود هي أن تأتي بشخص إلى الحياة.
إذا تطلب موضوع الأمومة ابتعادك عن الفن، فهل ستقومين بذلك؟
أكيد سيبعدني فترة من الزمن، فليس من المعقول أن أترك ابني بعمر 6 أشهر وأذهب لأمثل.
هل أنت متصالحة مع نفسك؟
قد يرى البعض أنني أبالغ أحياناً، لكننا فقدنا أناساً بغمضة عين، لذلك الحياة قصيرة، ولا يعني هذا أنني متساهلة بحقي، لا أبداً، يجب أن أحافظ على حقي، لكن يجب أن أعلم أن الحياة قصيرة، والدنيا عبارة عن كذبة.. نكتة.. حلم قصير، عندما تكون متصالحاً مع نفسك فإن تعاملك مع الناس ومع نفسك يصبح أكثر راحة، وهذا أفضل من أن تخزن الأحقاد والضغائن والكراهية والضغوط والتخطيط لإيذاء الآخرين، هذه الأشياء تتعبك نفسياً ومهنياً وجسديّاً.
ما رأيك بالأعمال الخليجية التي كتبت بأقلام تركية؟
لا تهمني جنسية الكاتب، فأنا يجب أن أكون قادرة على تطويع أدواتي، كاللهجة، فإن كنت كاتباً تركياً وأكتب مسلسلاً خليجياً، يجب أن أعرف الخليج، وأعرف تفاصيل الرجل الخليجي والبيئة الخليجية، يجب أن أعيش في بيئة مشابهة، لكن أن يحكى لي وأكتب، أنا ضد هذا، أرضية العمل الفني هي التفاصيل الشخصية، وهي مهمة جداً للشخصية وللعمل والاحتياجات، وكذلك اللهجة وطريقة الكلام والمفردات، وهذا لا يفقهه إلا ابن البيئة.
ما رأيك بالأعمال العربية المشتركة وكيف ترينها، هل هي حالة صحية؟
هي حالة صحية تماماً لو لم تكن مقحمة، فأنا مغربية أعيش في الإمارات، السوري واللبناني والفلسطيني يعيش في السعودية، فهي بيئة مهيأة بشرط أن يكون البناء الدرامي محكماً ومكتوباً بفكر مناسب للبيئة الاجتماعية التي تتحدث عنها، أن لا يكون الكاتب يعيش في مصر ويكتب عن أحداث تجري في دبي، وهو لا يفقه أي شيء عن دبي، وقد جاءتني نصوص مثل هذه ورفضتها.
بما أنك منتجة، هل يجب على الفنان المنتج عدم فرض نفسه في أعمال من إنتاجه، كيف تتعاملين مع هذا الأمر؟
إن لم يستدع العمل وجودي حتى كضيفة شرف فلن أكون موجودة، وحصلت في أعمال كثيرة، لأكون صريحة عندما تكون في مجال الإنتاج فأنت بالتالي همك إنتاجي، أي الربح، لكن مع المحافظة على المستوى الفني، وليس يعني كونك منتجاً أن تفرض نفسك بأدوار لا تليق بك، فأنا أعمل كمنتجة في أعمالي وكممثلة مع منتج آخر.
اقرئي أيضاً:
مرسيدس كابرال... فلبينية نجمة رمضان 2016
"سمرقند" خفايا وأسرار... خلطة لبنانية جزائرية سورية
أضف تعليقا