كيف تتخطّى المرأة أعراض الطلاق؟

بعد الطلاق كيف يمكن للمرأة أن تستعيد قواها وتقاوم هذه المرحلة الصعبة في حياتها، من أين تستمدّ قواها لتواجه أصعب المواقف وأقسى المشاعر؟ كيف تعزل نفسها عن ماضٍ جارح لتبدأ حاضراً يعدها بمستقبل مشرق؟ استفسارات وهواجس كثيرة أجابت عنها الإختصاصيّة في علم النفس، الدكتورة غادة فرنسيس بطيش.

 

 

هل تستطيعين المقاومة؟

كيف يمكن للمرأة أن تمنع نفسها من الغرق في الذكريات بعد الإنفصال؟

عليها أن تستبدل الشعور بالأسى والشوق برغبة في الإنتفاض ورفض الظلم. فهي كائن معطاء وعاطفي، قدّمت الكثير للشريك، ولم تنتظر أن يقابلها بالطلاق وعدم الإكتراث لمشاعرها. لذا عليها أن تمنع نفسها من تجسيد دور الضحيّة وأن تبحث عن وسيلة تجعلها الأقوى.

وكيف يمكنها تحقيق ذلك؟

من خلال عقد العزم على بدء حياة جديدة. فتملأ أوقاتها بالعمل وممارسة الرياضة والقيام ببعض النشاطات الاجتماعيّة ومتابعة البرامج التلفزيونيّة الثقافيّة... كما عليها الاهتمام بشكلها الخارجي، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على نفسيّتها وثقتها بنفسها ورغبتها في الظهور والاختلاط بالمجتمع من جديد. كل هذه الخطوات تنقذها من الغرق في الذكريات واستعراض الماضي في قالب مأسوي.

هل تساعدها الصداقات في تجاوز هذه المحنة؟

عندما تكون المرأة محاطة بأصدقاء أوفياء، يسهرون على راحتها ويحزنون لحزنها، يساعدها هذا كثيراً في التخلّص من الوحدة ويمنحها شعوراً بالطمأنينة. شرط أن لا يتمّ تناول المواضيع المتعلقة بمشكلتها العاطفيّة، وأن تدور الأحاديث والنقاشات حول مواضيع اجتماعيّة عامة.

كيف تساعد الرياضة البدنيّة في تحسين مزاج المرأة؟

لقد أثبتت أحدث الدراسات في الولايات المتحدة الأميركيّة، أنّ دور الرياضة في تحسين المزاج يوازي، من حيث النتيجة، دور العلاج الطبي الذي يستدعي تناول العقاقير. فقد اختيرت مجموعتان من الأشخاص الذين يعانون حالة نفسيّة صعبة، خضعت الأولى لعلاج بواسطة الأدوية في حين اعتمدت المجموعة الثانية على النشاطات الرياضيّة. فكانت النتيجة أن أحرزت المجموعتان التقدّم نفسه. والسبب في ذلك يعود إلى أنّ الجهد البدني يؤدّي الى إفراز هورمون الأندورفين، الذي يساعد في تحسين المزاج.

 

 

   عِبَر ما بعد التجربة

كيف يمكن تحويل هذه التجربة إلى دروس وعبر؟

في البداية على المرأة أن تنظر إلى الطرف الآخر بالعين المجرّدة، وأن تستعرض مراحل علاقتها به لتتوصل إلى تقويمها وتحديد الثغرات فيها، عندها تستطيع أن تحكّم عقلها وتتقّبل الواقع.

بالإضافة إلى الخطوات التي سبق أن ذكرتها، كالرياضة والاهتمام بالنفس وغيرها من الأمور التي من شأنها أن تخرج المرأة من دوّامة التفكير والندم، وتضعها على سكة جديدة مليئة بالعِبَر المستمدّة من تجربتها، وتقودها إلى اتخاذ قرارات صائبة.

 

 

أضف تعليقا