كيف تتعافين بعد الانفصال؟
التعافي من علاقة عاطفية مع الشريك ليس سهلاً. ويقارن بعض المعالجين النفسيين مراحل التعافي منها بمراحل الحداد. قبل أن يتمكّن المرء من نسيان هذه العلاقة تماماً، يمرّ بمراحل مختلفة تتراوح ما بين المعاناة الشديدة والتعبير عن مشاعره بالغضب. وبالطبع لا تحدث هذه المراحل بنفس الطريقة لدى الجميع.
المرحلة الأولى: الإعلان المدمّر
الصدمة الأولى حين يخبر أحد الزوجين الآخر أنّه سيتركه، فهذه الضربة تكون أصعب لاحتمالها وتفهّمها، حين لا يكون هناك علامات سابقة تحذيرية. وهي حالة الصدمة، فأنت تشعرين بالدمار والتمزيق وتشعرين أنّك لن تتمكّني أبداً من التخلّص من هذه المعاناة الشديدة التي تسيطر عليك اليوم. فقد جاءك الخبر بكلّ قسوة بحيث يبدو لك الأمر غير واقعيّ تقريباً. "هل أنا في كابوس؟ هل سأستيقظ منه قريباً؟" ردّ الفعل هذا طبيعي تماماً. فجسمك يستجيب عن طريق إفراز عدّة هرمونات تسمح لك بتهدئة معاناتك عن طريق غمر نفسك في ما يشبه شرنقة التخدير.
المرحلة الثانية: الفطام
مرّت عدّة أيام منذ أن هجرك زوجك. حان الوقت الآن لتعلّم العيش بدونه، ونسيان وجوده إلى جانبك. فهذه الخطوة هي خطوة فعل كلّ الأشياء للمرّة الأولى "بدونه". يجب أن يفطم دماغك وجسمك نفسيهما عنه، أيّ كسر الاعتماد العاطفي والجسدي الذي أوجدته الحياة المشتركة. وتشبه هذه العمليّة نوعاً ما مرحلة التعافي من الإدمان على شيء ما. وفي هذه المرحلة يحاول العديد من الناس إعادة التواصل مع أزواجهم السابقين لتخفيف هذا النقص. وعلى العكس من ذلك، يرمي البعض الآخر نفسه بطريقة متهوّرة في علاقة جديدة لملء هذا الفراغ الناجم عن رحيل الحبيب.
إقرئي أيضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك
المرحلة الثالثة: الاستبطان
تنطوي هذه الخطوة على اتّهام نفسك بكلّ الصفات السيّئة وعزو الخطأ بأكمله إلى نفسك فيما حدث. وبدلاً من توجيه غضبك نحو زوجك السابق، تتلقّين كلّ اللوم بل وحتى ترسمين صورة مثالية له بحيث يصبح زوجك بنظرك فجأة خالياً من كلّ العيوب. فقطع العلاقة الذي تعرّضت له وجّه ضربة قاضية لثقتك بنفسك. ولا تشعرين بالرغبة في الخروج ورؤية الآخرين. ثمّ تعزلين نفسك وتفكّرين دون توقّف في الأشياء نفسها. ولا تتكلّمين إلا عن هذا الموضوع وتتّصلين بأقرب المقرّبين إليك للتحدّث عنه ساعات طويلة. في هذه المرحلة من الحداد العاطفي، يبدو لك إنعاش قصّة الحبّ من جديد أمراً يمكن تصوّره.
المرحلة الرابعة: الغضب
بعد الشعور بالإحباط ولوم الذات، تركّزين على شعورك بالغضب. هذا الغضب الداخلي الذي تشعرين به هو الدليل على أنّك بدأت بالنسيان والشفاء. وتستعيدين قواك وطاقتك. ويسمح التعبير عن الشعور بالمرارة والاستياء على الشفاء. وفي هذه المرحلة أيضاً تشعرين بحاجة كبيرة للتغيير. فقد تشترين ملابس جديدة أو تغيّرين تسريحة شعرك أو تمارسين هوايات جديدة... وتقومين بحملة تنظيف للماضي لكي تتمكّني من التقدّم. أنت في مرحلة البناء الإيجابي التي تتطلّب التخلّص من كلّ ما يمنعك من المضي قدماً. ولأجل هذا، من الضروري تقبّل حقيقة ما حدث لك. لقد تمّ هجرانك، بالتأكيد، ولكنّ الحياة لا تتوقّف لأجل هذا. أنت مستعدّة الآن للاستماع لهذا الكلام، وهو ما لم تكوني قادرة على تصوّره قبل بضعة أشهر. وهذا يعني أنّك على طريق النسيان.
إقرئي أيضاً: علامات للإنفصال... تجنّبيها
إقرئي أيضاً: 5 خطوات لتجاوز الإنفصال
إقرئي أيضاً: بعد الإنفصال: مكياج ناعم لمقاومة الإكتئاب
أضف تعليقا