خيارات ترميم الثدي تُعيد الثقة للمصابات بسرطان الثدي
خيارات ترميم الثدي تُعيد الثقة للمصابات بسرطان الثدي
يحتفل العالم في أكتوبر من كل عام بالشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، والذي يشهد إطلاق العديد من المبادرات التوعوية على مستوى العالم، باعتبار سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطانات التي تصيب النساء شيوعاً.
ومع مضاعفات هذا المرض التي قد تفرض على المصابات ضرورة الخضوع لعملية استئصال الثدي، لا بد أن نكون مدركين ومقدرين لقيمة هذا العضو لكل امرأة بشكل خاص وما يمثله من أهمية في تحديد هويتها واعتزازها بنفسها وأنوثتها، فنحن لا نتحدث عن وظيفة حيوية سوف تتعطل أو خلل قد يتطلب تغييراً طفيفاً في نمط الحياة، بل هو تبدل عميق يؤثر على المرأة على المستويين النفسي والبدني، وقد لا تتعافى منه بسهولة لذا ينصح الأطباء بإجراء جراحة سريعة لإعادة ترميم الثدي. وحول ذلك، تحدثنا في هذا المقال مع الدكتور ماهر الأحدب، من "عيادة ميد آرت دبي" حول جراحة ترميم الثدي.
وقال الدكتور ماهر الأحدب، تنطوي عملية ترميم الثدي على استخدام أنسجة مأخوذة من إحدى مناطق الجسم، ونقلها لتشكيل الثدي الجديد.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعد سرطان الثدي هو النوع الأكثر شيوعًا من السرطان بين النساء حول العالم. ويتم تشخيص مليون امرأة على الأقل بسرطان الثدي سنويًا. وتؤكد الإحصائيات على الحاجة الملحة للتوعية والتشجيع على الكشف المبكر واتخاذ التدابير الوقائية.
في عام 2020، شُخصت إصابة 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي وسُجلت 685 ألف حالة وفاة بسببه على مستوى العالم. وفي نهاية عام 2020، كان هناك 7.8 مليون امرأة على قيد الحياة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس الماضية، مما يجعله أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم. ويحدث سرطان الثدي في كل بلد من بلدان العالم بين النساء من كل الأعمار بعد سن البلوغ ولكن بمعدلات متزايدة في مراحل متأخرة من الحياة.
وأشار الدكتور الأحدب إلى وجود خيارات عديدة لترميم الثدي بعد استئصاله بسبب سرطان الثدي. وتتضمن الخيارات استخدام الأنسجة الحية أو حشوات السيليكون التي تتميز ببساطة عملية الترميم الا انها تشترط عدم إزالة الجلد أثناء عملية استئصال سرطان الثدي. ويُمكن أن يعود استخدام الحشوات السيليكون بشكل أسرع، ولكن يتطلب الحفاظ على الجلد بعد الاستئصال. أما استخدام الأنسجة الحية، فيتيح هذا الخيار استعادة الثدي بشكل طبيعي ودائم. وأكد أن عملية ترميم الثدي تعتبر خطوة هامة في تحسين نوعية حياة المريضة بعد انتهاء العلاج. وتساعد في استعادة الثقة بالنفس وتحسين العلاقات الشخصية والاجتماعية. وتكملها جلسات التأهيل والدعم النفسي التي تساعد في التكيف مع التغييرات الجديدة والتعامل مع التحديات الناتجة عن العملية.
وحول العوامل التي يجب أن تأخذ في الاعتبار عند اختيار خيار الترميم قال الدكتور الأحدب: "عند اختيار خيار الترميم، يجب مراعاة العوامل الفردية للمريضة مثل هيكل الجسم، وتفضيلاتها الشخصية، ومدى تأثر الثدي بالاستئصال. ويجب أن يشارك الجراح والمريضة في اتخاذ القرار بناءً على النتائج المتوقعة والتوقعات الشخصية. وإذا كانت العملية فقط استبدال الأنسجة المفرغه بحشوات السيلكون تتم العملية بساعه واحدة في نفس جلسة الاستئصال ومدة التعافي تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين. أما في حاله ترميم الثدي بالأنسجة الحية فعادة نفضل أن نقوم بهذا بعد خضوع المريضه للعلاج الكيماوي والشعاعي والتعافي بشكل كامل. والعملية تتم خلال ٤ ساعات ونستخدم التخدير الكامل على أن تبقى المريضة في المستشفى لمدة يوم أو يومين بعد العملية وتبلغ فترة التعافي نحو أسبوعين".
وأوضح الدكتور الأحدب أنه من الاشتراطات أن تكون المريضة قد تعافت من السرطان وأن يتم إزالة الورم بشكل كامل ونفضل أن تكون قد خضعت للعلاج الكيماوي والإشعاعي. ويوجد مدرسة أخرى تقوم بعملية الترميم بشكل مباشر يعني أنه يمكن القيام بعملية الترميم والاستئصال في نفس الجلسة ومن بعدها تخضع المريضة للعلاج الكيماوي والإشعاعي، ولكن ممكن أن تعرض هذه الطريقة العملية لنسبه عالية من المضاعفات بالتالي ممكن ان تتأثر الأنسجة التي نقلناها سلباً.
وحول التوقعات العلاجية أضاف الدكتور الأحدب: "الهدف من عملية الترميم هو تعويض الأنسجة المفقودة وإعطاء المريضة إحساسًا بالتعافي واستعادة المظهر الطبيعي. وتتضمن النتائج العلاجية التئام الجروح واستعادة الثدي بشكل طبيعي. وقد تتضمن المضاعفات الجانبية نقص التروية الدموية مما يؤدي إلى تأخر التئام الجروح بالإضافة إلى الالتهابات والنزيف وتجمع السوائل وغيرها، ولكن تلك نادرة وتتم متابعتها بعناية".
واختتم الدكتور الأحدب مؤكداً على وجود خيارات إضافية بعد ترميم الثدي، حيث يمكن اتخاذ قرارات بتكبير أو تصغير الثدي الآخر لتحقيق التوازن والتناسق. ويتم اتخاذ هذه القرارات بناءً على هيكل الجسم وتفضيلات المريضة. وتتم مناقشة الخيارات بشكل شامل مع المريضة لاتخاذ القرار المناسب بناءً على احتياجاتها وتفضيلاتها.
أضف تعليقا