تصبغ البشرة... أسبابه

إن تجانس نسيج البشرة وخلوّها من الشوائب يسمح بجذب الضوء فينعكس نضارةً وإشراقا على الوجه. وأسباب انحسار الضوء عن البشرة عديدة الا أن أبرزها ظهور البقع الداكنة على أجزاء من الوجه، تصيب المرأة بنوع من الهوس بالشكل يصيب فتسعى للتخلص منها بشتى الطرق والوسائل.

 أصبح التهافت على شراء التركيبات المبيضّة ظاهرة إجتماعية واقتصادية تستحق الوقوف عندها مطولاً. وتشير الإحصائيات إلى أنّ فتيات الشرق الأقصى من اليابانيات والصينيات وسواهن هنّ الأكثر ولعاً بتبييض البشرة. ويشكل هذا الأمر امتداداً لثقافة جمالية ورثنها عن جدّاتهن الغيشا. فبياض البشرة في بلاد العرق الأصفر يرمز الى الجمال والتألق كما الى المكانة الإجتماعية الرفيعة التي يتمتّعن بها. فالميسورات منهن قادرات على البقاء في المنازل والإحتجاب عن الشمس، المسببة الأوّلى في اصطباغ البشرة. بينما تتعرّض بشرات المزارعات لأشعتها بشكل مباشر في حقول الأرز حيث يكدحن. 

إقرئي أيضا  8 كريمات لتبييض البشرة

عدوى التبييض هذه امتدت لتصيب العربيات، لكنهن في بعض البلدان يبقين أوفر حظاً من غيرهن، بسبب نمط عيشهن والتقاليد التي يتّبعنها كارتداء الحجاب أو العمل من المنزل، ما يساعد على حماية الجسم من التعديّات الخارجية المسبّبة لظهور البقع وعدم تساوي السحنة. لكن هذا الأمر لا ينسحب على جزء كبير من سيّدات المجتمع العربي اللواتي ركبن قطار العمل وخرجنا الى حيث الشمس والتوتر والتعب في كل من مصر والأردن ولبنان وغيرها من البلدان، مما فتح المجال بتعرّض بشرتهن لشتى أنواع مسبّبات اصطباغ البشرة.

هذا ما تؤكده الإختصاصيّة في الطب التجميلي، الدكتورة روز خليل، التي تقول أن نسبة النساء اللواتي يعانين من اصطباغ  في حالة ازدياد، لأسباب عديدة، منها التعرّض بشكل دائم الى أشعة الشمس المحفّزة لإنتاج الميلانين المسؤول عن البقع الداكنة؛ كما طبيعة الحياة المنهكة التي تزيد فيها نسبة التوتر،  كما أنّ تناول بعض الأدوية له تأثير أيضاً، كمدرّات البول وتلك التي تعالج ارتفاع ضغط الدم. وتشرح الطبيبة إن مهمّة الخلايا الميلانية هي بالأساس لحماية البشرة من أشعة الشمس، وما الإسمرار الذي يصيبها في فصل الصيف، إلا ردّة فعل طبيعيّة للجلد ليحمي نفسه الإحتراق. لكن هذه الخلايا قد يصيبها خلل يترجم بمضاعفة إنتاج الميلانين مما يسبّب بظهور بقع داكنة تبقى راسخة لفترة على الوجنتين وعلى الجبين وفوق الشفة العليا.

إقرئي أيضا  طرق طبيّة حديثة لتفتيح البشرة

وهنا يجب التفريق بين أنواع الإصطباغ فمنها مرتبط بالجينات كالنمش أو النقاط الصغيرة التي تظهر في سن المراهقة، خصوصاً عند ذوات البشرة البيضاء وتمتد على الخديّن وتتكاثر مع التقدّم في العمر لتكتسب لاحقاً إسم لطخ الشيخوخة وتظهر بشكل لافت على اليدين. أما الكلف أو قناع الحمل فيظهر على شكل بقع كبيرة داكنة بحدود غير منتظمة، ينتج عن التغيرات الهورمونيّة التي ترافق مرحلة الحمل أو تناول حبوب مانعة للحمل.