أبناء منصور الرحباني يحذرون من السرقات المتعمدة لإرث الأخوين رحباني

حذَّر أبناء منصور الرحباني (مروان وغدي وأسامة) من السرقات المتعمَّدة لإرث الأخوين رحباني. وقال بيان صادر منهم إنه "تَدرُجُ بين الحين والآخر أخبار عن الأَخوين رحباني، وأقاويلُ وافتراضاتٌ عن فيروز، لا تستند إلى وقائع أو إثباتات أو أرقام أو تواريخ، يتناقلها روَّادُ وسائل التواصل الاجتماعي من موقع إلى آخر، وتَصدُر أحياناً في صحُف عريقة تتداول هذه الأَخبار وتتناولها من دون التدقيق فيها حتّـى لَيشعر القرَّاء بأنّـها أخبار صحيحة".

بيان أبناء منصور الرحباني 

وجاء في البيان أنه من بين المُتداوَل، مثلاً، ادعاءٌ ليس له سندٌ مُثبَت، جاء فيه أنّ عاصي الرّحباني كان هو وفيروز في زيارة الشّاعر الشّعبي زين شعيب في النّبطيّة، وضاق المكان بالحضور، فبادر شعيب إلى القول: "سـمرا يا ام عيون وْسَاع..."، وأُعجب عاصي بالمطلع فبادرَ إلـى تلحين الـمقطوعة منسوبةً إلـى شعيب.

والحقيقة، كما يشير أبناء منصور،"أَنّنا، بين كثير مما سمعناه شخصيّاً من عاصي ومنصور عن تفاصيل مهنية في حياتهما، لم نسمع من أيٍّ منهُما، ولا على حياة الشاعر القدير زين شعيب، أنّ تلك الزّيارة حصلت، بل في مـحفوظاتنا أن القصيدة هي للأَخوين عاصي ومنصور شعراً ولحناً، كما هي مُوثّقة كذلك لدى جـمعيّة المؤلّفين والمُلحّنين (الساسيم) في بيـروت وباريس".

وذكر البيان أنه من المُتداوَل أيضاً أنَّ قصيدة "سنرجع يوماً إلـى حيِّنا» هي للفلسطينـيّ هارون هاشم رشيد (1927 - 2020) الذي، حين كان عاصي ومنصور في مصر (1955) لحَّنا له قصيدة «غرباء» باسـمه الصريح. ومع أنه أَصدر تسعة دواوين شعريّة، لـم يُورِد هذه القصيدة في أيّ ديوان إلَّا سنة 2009 في ديوانه الأخير «الصّوت والصّدى».
وأشار البيان عن الباحث فارس يواكيم، نقلاً عن الباحث المُدقّق محمود زيباوي، إلى أنّ القصيدة لا علاقة لها بفلسطين، بل هي أُغنيةُ حنينٍ لبنانيةٌ إلى الأَرض الأُم، غنّتْها فيروز في عيد الاستقلال سنة 1956، وسط تساؤل «أَين كان الرّشيد بين صدور الأُغنية (1956) وصدور كتابه (2009)، ولم يصرِّح بأَن هذه القصيدة له».

 

ومن الـمُتداوَل كذلك، كما ذكر البيان، أنّ قصيدة «لـمْلَمتُ ذكرى لقاء الأَمس» هي للشّيخ العاملي علي محمد جواد بدر الدّين (1949 - 1980)، وأنّ عاصي الرّحباني «اشتراها» منه، بشرط ألَّا يذكر أنّها للشّيخ الشّهيد. ولكن في الوقائع، عن أَرشيف مـحمود زيباوي، أَنّ فيروز غنّت هذه القصيدة سنة 1953 أَيّام «مـحطّة الشّرق الأَدنى»، ضمن لوحة غنائيّة رحبانيّة هي «حلوة الـمَوْطن». وهي موجودة في أُسطوانة 33 دورة، وعلى غلافها «شعر م. الرحباني... لحن ع. الرحباني»، فكيف يـمكن أَن تكون للشّيخ بدر الدين، وهو كان يومها ابن أَربع سنوات؟! وحمل البيان أنه من المتداوُل أيضاً وأيضاً أنَّ قصيدة «عصفورة الشّجن» هي للشّيخ بدر الدّين، فيما هي، وفْق وثائق زيباوي، مسجَّلة مع مجموعة أُغنيات في الإِذاعة الكويتيّة سنة 1965، فكيف تكون لبدر الدين وهو يومها في الخامسة عشرة؟! وهي صدَرت سنة 1995 على أُسطوانة «هـموم الحب»، وفيها مجموعة من قديم فيروز.

والقصيدتان (لـملمتُ ذكرى وعصفورة الشجن) منشورتان في ديوان «قصائد مغنَّاة»، الّذي نشرَه منصور من شعر الأَخوَين سنة 2007. وواضح في القصيدتين نسيجُهما الشعري المأْلوف لدى عبقريَّة الأَخوين الشعرية. وإِذا ذاك الشيخ، على ذمَّة من روَوا هذه الحادثة المغلوطة المختَلَقَة، كان صاحبَ «مجموعة قصائد»، فأَين هي قصائده حتّـى نتبيّن نسيجه الشعري الّذي حتماً لا يمكنه، ولا بحالٍ، أَن يطول الإِبداع الشّعري عند عاصي ومنصور؟! وجزم أبناء منصور الرحباني، في البيان الصادر، بـ«أنّ هذه الأَخبار مغلوطة ومختلَقَة عفواً أَو عمداً، ومن العيب حضاريّاً وإبداعيّاً، اتّهام عاصي ومنصور بــ(شراء) قصيدة من هنا أَو قصيدة من هناك. فمن السّذاجة حتّى السُّخْف أَن يستعير البحر الغامر ساقيةً ضئيلة من هنا أَو جدولاً صغيراً من هناك. وعندما لَحَّنَ عاصي ومنصور قصيدة لغيرهما، ذكَرا ذلك صراحة وباعتزاز، كما حالهما مع سعيد عقل والأَخطل الصغير ونزار قباني وميشال طراد ورفيق خوري وعبد الله غانم وسواهم».

وختم البيان بأن عاصي ومنصور الرحباني مملكة إِبداعية كبرى مَليكتُها الخالدة فيروز. وهذه المملَكَة جوهرةُ هذا العصر اللبناني، ولن يهزَّ أركانَها ادّعاءٌ كاذب أَو اختلاقُ خبَر أو اتّهامٌ رخيص. وطالب البيان بأن «يكفَّ هذا الهراء، ولنَدَعَ عاصي ومنصور الرحباني يتوِّجان بالإِبداع عصرنا اليوم وكلَّ عصر سيأْتي بعده».

وجدّد أبناء منصور الرحباني تحذيرهم، معتبرين هذا البيان التنبيه الأَخير، وأنهم سيعمدون بعده إلى القضاء العاجل لدَحض كلّ ادّعاء من هذا النّوع الذي وصفوه بـ«الخبيث».
 

إذا أعجبكِ هذا الموضوع اقرئي أيضًا في ذكرى ميلاده..زياد الرحباني ووالدته فيروز في لقطات

أضف تعليقا
المزيد من مشاهير العرب