عمليات التجميل... مخاطر ومحاذير
تفرض عليك الحاجة أو الضرورة أحياناً إجراء عملية، فقد تكون الضرورة أو الحاجة إلى إجراء عملية تجميل هي الحل، سواء لعلاج آثار الحروق أو ندبات أو تصبّغ في أماكن ذات أهمية لجمال الشكل، لكن إذا تعدّى الطلب الحدود الطبيعيّة، فإن الأمر قد يعكس لدى البعض اضطراباً نفسياً خطيراً، قد يذهب ببعضهم الى حد التعرّض لمضاعفات خطيرة على الصحة العامة، وكل ذلك في سبيل إجراء تعديلات على الشكل.
"الجميلة" زارت عيادة الدكتور ممدوح عشي، واطلعت مخاطر عمليات التجميل وأهم النصائح وكيفية التعامل مع المرضى، نفسياً وجسدياً.
ما هو الدور النفسي الذي يلعبه الطبيب تجاه المرأة ؟
ـ الطبيب بصفة عامة، خاصة طبيب التجميل، تقع عليه مسؤولية كبرى تجاه مرضاه، خاصة من الناحية النفسية، فهي السبب الرئيسي لنجاح أي عملية، حيث لا بد للطبيب من أن يعامل المريضة أو المريض بحسب حالته النفسية والظروف التي دفعته لارتياد العيادة واتخاذ قرار إجراء العملية وتحمّل الألم وتغيير المظهر، فالكثير من مراجعي عيادات التجميل يعانون من مرض نفسي اسمه هوس التشوّه الجسدي، وهنا يجب على الطبيب التأكد من حالة هذا المرض النفسي قبل العملية، حيث يتوجّب علاج المريض نفسياً قبل العملية. وفي المقابل، هنالك حالات كثيرة تعتبر الجراحة التجميلية هي العلاج النفسي للمريض، خصوصاً في حال وجود تشوّه فعلي يزول بالجراحة.د
إقرئي أيضا 12 خطأً شائعاً في تجميل البشرة
ما أكثر ما يقلقكم في التصبّغات الجلدية وهوس التبييض؟
بالفعل انتشرت في الفترة الأخيرة إبر التبييض التي تستخدم لتفتيح لون البشرة وإزالة التصبّغات، لكن يجب الحذر عند استخدامها، فقد تحتوي على مواد غير آمنة يمكن أن تضرّ بالجسم، لأنّ عدد الإبر المعترف بها طبّياً، ومسجّلة لدى هيئة الدواء والغذاء الأميركية، ويمكن أن تؤدّي إلى نتائج آمنه وفعالة، قليل جداً، لذلك لا بد من الحذر وعدم الركض وراء الدعايات الكاذبة للكريمات، والتأكد من مصدرها وتركيبتها قبل استخدامها، فهناك العديد من الكريمات التي تحتوي على مادة الزئبق، التي يمكن أن تؤدّي في حال استخدامها بجرعات عالية إلى تسمّم وتليّف في الكبد.
إقرئي أيضا علاجات تجميليّة سريعة لبشرة مشرقة
هنالك الكثير من النساء السعوديات يلجأن إلى إجراء مثل هذه العمليات خارج المملكة، هل هو الخوف من المجتمع أم عدم ثقة بالجراحين في المملكة؟
أنا شخصياً لا أرى غضاضة في ذلك، فكما تأتينا نساء من خارج السعودية، لا مانع من ذهاب سعوديات إلى خارج المملكة لإجراء عمليات التجميل، سواء في لبنان أو مصر أو غيرهما...
واعتقد أنّ السبب يعود إلى رخص العمليات الجراحية في لبنان ومصر وسورية مقارنة بالسعودية، لكن للأسف هناك الكثير من الأطباء في الخارج يستغلون المريضة السعودية، وما أحبّ أن أؤكده هنا أنَّ في المملكة أطباء وجرّاحي تجميل على مستوى عال من المهنية والثقة.
ولا أخفيكم سراً، فأنا شخصياً، وللأسف، أقوم وبسرية تامة باستقبال حالات صعبة جرّاء مضاعفات وأخطاء طبية لعمليات تجميل أجريت لسيدات سعوديات خارج المملكة. لذلك نقولها ونكرّر دائماً أن عامل الخبرة في إجراء عمليات التجميل مهمّ وضروري، كما يجب ألا يكون رخص تكلفة العملية هو الدافع لإجرائها في الخارج.
ما الفرق بين المضاعفات والأخطاء وأي نوع من مخاطر جراحة التجميل، لا بدّ من التنبّه إليه؟
سؤال مهم وضروري جداً أن يتم التفريق بين المضاعفات، التي يمكن أن تنتج عن أي جراحة، ولا يتحمّل الطبيب المسؤولية عنها، وبين الخطأ الطبي الذي يعاقب عليه الطبيب، فحدوث نزيف مثلاً أو إلتهاب لا يعتبر خطأ طبياً، بل مضاعفات متوقّع حدوثها ولا يمكن التنبّؤ بها، أو ضمان عدم حدوثها، أو حتى معرفة قابلية الجسم وردّة فعله مسبقاً. أما نسيان مشرط أو شاش أو إعطاء جرعة دواء غير مناسبة، أو حتى إهمال في الرعاية والعناية ما بعد العملية، وإغفال المتابعة للحالات وكأنها صفقة وانتهت، فيعتبر ذلك خطأ طبّياً يُحاسَب عليه الطبيب، بل لا بد من محاسبته والتشهير به أيضاً.
لذلك لا بد للمريض من الالتزام بتعليمات الطبيب والتقيّد بكل المحاذير والممنوعات التي يمليها عليه، قبل وبعد العملية، كالحركة والأكل والشرب والتدخين والتعرّض لأشعة الشمس أو استخدام مساحيق معينة أو القيام بعملية مباشرة بعد العملية التجميلية.
أضف تعليقا