إستطاع الفنان الحرفي جاسم محمد من تحويل المواقع التاريخية بطريقة "فن المصغرات"، ويشكلها بجودة مبهرة، حيث يجسّدها بحجم أصغر مما هي عليه، ويحاكي الواقع ناقلاً تفاصيلها ومحتوياتها.
وخلال حديثه لـ "العربية.نت" بيّن الفنان السعودي أنه يصمم أعماله مستوحيها من إلهامه، أو من المعالم الأثرية والبيوت الشعبية، ومن أبرز المواقع التي نفذها، هي مواقع تراثية في الأحساء وهي سوق القيصرية التاريخية، وقصر إبراهيم الأثرية، ودروازة العليمي، والمدرسة الأميرية.
وينجذب إلى جمال المعلم وزخارفه ومنحوتاته وتاريخه، ويسعى إلى تصوير التفاصيل الصغيرة مثل الأواني المنزلية والشخصيات والقطع القديمة، وتتراوح أسعار أعماله بين 500 ريال حتى خمس آلاف ريال، موعزاً سبب سعرها الباهظ إلى جمالية العمل، وتقاربه من الواقع ودقته ومؤثراته، ومستوى الإبداع، وثراء شكله بالعناصر التاريخية.
ويبدأ "جاسم" عمله بتجهيز الأدوات المطلوبة للمجسم، وحفظ الصورة التي سينفذها، ومن ثم يأخذ المقاسات، ولكل مجسم وقت معين، بحسب حجمه وأبعاده، حيث ينتهي من بعضها خلال ساعتين، والبعض من 24 ساعة إلى 3 أيام.
ولفت إلى أن أدوات هذا الفن تتمثل في الخشب والفلين المضغوط، وقطع قماش الخيش والأغصان والبلاستيك، والجبس والاسمنت والطين وألوان الأكريليك، ويعتقد أن "فن المصغرات" يتطلب إلى الخبرة التي يكتسبها الراغب بالممارسة من خلال تصميم المجسمات يومياً، وبمرور الوقت تبرز مهاراته وتصقل موهبته.
وقد لاحظ هوايته منذ صغره، تحديداً في المرحلة الدراسية الابتدائية إذ أحب مادة الرسم، وكان يصنع آنذاك المجسمات باستخدام العجينة، وأنتج خلال تلك الفترة عدة أشكال، ومن ثم استطاع تطوير وسبر أغوار موهبته.
وكان دافع الفنان السعودي هو عشقه للتراث والمعالم التراثية، والبيوت الطين القديمة، مما جعله يتحفز وينطلق نحو تصميمها وتجسيدها وإحيائها، ليحافظ على التراث السعودي كما أوضح، بواسطة تصميم المجسمات الفنية.
المصدر: موقع العربية
أضف تعليقا