تعاون مشترك بين فريق طبي من السعودية ودولة الكويت أدّى إلى إجراء أول عملية زراعة قلب لمواطنة كويتية في العقد السادس من العمر حيث كانت تعاني من فشل متقدم في القلب، ولم تعد تستجيب للعلاج.
تفاصيل العملية
وقد أجرى العملية البروفيسور رياض الطرزي، والسعودي الدكتور فراس خليل، والذي يشغل منصب رئيس جراحة القلب في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، والذي روى لـ"العربية.نت" تفاصيل العملية، قائلاً: مثل هذه العمليات تُجرى لمريض قلب من الدرجة الرابعة، وقد احتاج لدخول المستشفى عدة مرات لأخذ الأدوية عن طريق الوريد، والتخلص من السوائل الناتجة عن فشل القلب، وهي تساعد زيادة ضخ القلب للدم مؤقتاً.
كما تابع: "عندما يصل المريض للدرجة الرابعة والذي يتم تشخيصه من الأعراض ونتائج الأشعة السينية والمختبرات ونتائج ضغط الشريان الرئوي عن طريق القسطرة، مع متابعة توزيع الدم للجسم، ومع تراجع وظائف الكلى والكبد نتيجة فشل القلب، حينها يتم تصنيف المريض على الدرجة الرابعة ووجب التدخل الجراحي لزرع قلب طبيعي، ويوضع على لائحة زراعة القلب، وعند توفر قلب مناسب لمريض متوفى دماغياً، يتم فحص فئة الدم والتناسب من ناحية الطول والوزن والأجسام المضادة، إضافة إلى سلسة من التحاليل والأشعة الصوتية، للتأكد من عدم وجود أمراض في القلب لدى المتبرع أو أمراض في الصمامات أو الشرايين.
الشروط
وأكد الدكتور فراس ضرورة التناسب بين قلبَي المتبرع ومريض القلب المتلقي، وأخذ المريضين إلى غرفة العمليات في نفس الوقت لاستئصال أعضاء المتبرع، عبر فريق متقدم، ويتم عمل تناسق وقت استئصال القلب لتجهيز مريض زراعة القلب في ذات الوقت، لفتح الصدر للحالتين، ويتم التأكد من سلامة قلب المتبرع، وبعدها يوضع قلب المتبرع في محلول ملحي، مضاف إليه عدة عناصر لتخدير القلب وإيقافه مؤقتاً ووضعه بعد استئصاله في محلول بارد وصندوق ثلجي.
المرة الأولى
وحول التعاون الكويتي السعودي في هذا النوع من العمليات قال: إنها المرة الأولى التي تتم فيها زيارة الكويت للقيام بهذا النوع من العمليات، وبالنسبة لمتابعة مرضى القلب من الكويت فإن مستشفى الملك فيصل التخصصي يقوم بمتابعة بعض المرضى الذين يعانون من فشل في القلب ومن يحتاجون لمضخات صناعية أو قلب صناعي، وكذلك بعد إجراء عمليات الزراعة في أميركا الشمالية أو أوروبا، يحضر هؤلاء المرضى إلى مستشفى الملك فيصل، وتتم متابعتهم، والبعض يكون عن بعد مع تنظيم برامج طبية وتقنية متطورة.
5 ساعات
وحول أهم الصعوبات أشار الدكتور فراس إلى أن المريضة كانت تعتمد على مسيل الدم وعدم وجود دواء يعكس أداء المسيل وعدم توفر قلب مناسب في الوقت المناسب أو إجراءات تخص ميوعة الدم، وقد كانت المريضة معرضة لاحتمالية وجود نزيف، وهو من أهم الصعوبات التي واجهت فريق العمل، ولذلك تمت العملية خلال 5 ساعات، إضافة إلى ساعتين لاحتواء النزيف وإيقافه جراحياً وطبياً عن طريق نقل مشتقات الدم للمريضة.
تبادل الخبرات
وقال: إن تبادل الخبرات بين الدول أمر هام جداً، ويحصل بين عدة مراكز طبية متطورة وعلى رأسها مركز الملك فيصل التخصصي، و الذي يضم مركز أبحاث لديه خبرة كبيرة في زراعة القلب والمضخات الصناعية، ودائماً نسعى إلى التبادل العلمي والخبرات في الحالات التي تعرض والتي تتم رؤيتها مع المراكز الأخرى في الدول العربية والخليجية، أو أوربا أو أميركا.
وأشار إلى أن التخصصي اعتاد على هذه الشراكات، حيث تم فتح 4 مراكز في أميركا للجراحات القلبية بالربوتات، وهو نوع معقد من الجراحات، حيث ساهم التخصصي في نقل هذه الخبرات إلى جهات عالمية، وكيفية عمل الجراحات الروبوتات القلبية المعقدة، وهو موجود في شراكات عربية وعالمية.
المصدر: موقع العربية
أضف تعليقا