بدأ اللواء عبدالله السعدون حياته محلقاً في السماء بطائرات مقاتلة عسكرية، حتى تدرج في المناصب ليتقاعد لواء طيار ركن من القوات الجوية السعودية، ويكمل مسيرته في القطاعين الثقافي والعلمي وقد عضوا سابقا في مجلس الشورى والبرلمان العربي، وصدر له كتابان (عشت سعيداً، والعضّة)، بالإضافة إلى عمله ككاتب رأي في صحيفة الرياض السعودية.
وعاش السعدون، الذي وُلد ودرس المرحلة الابتدائية في الغاط، يتيماً في ربيعه الثاني، إذ تولت والدته تربيته والعناية به، وعاش في فترة زمنية لم تتوفر فيها فيها الكهرباء والمياه في البيوت كما هي اليوم، وكبر الوطن وكبر معه، فعاش بدايات التعليم وتأسيس الدول الحديثة.
وروى في حوار مع "العربية.نت" عن طفولته وحياته وتجربته العسكرية والثقافية، وقال إنه انتقل إلى الرياض بعد المرحلة الابتدائية، حيث لا يوجد متوسطة في الغاط، مشيراً إلى أنه درس في متوسطة ابن خلدون واليمامة الثانوية.
والتحق بعدها بكلية الملك فيصل الجوية وحصل على البكالوريوس في العلوم الجوية مع مرتبة الشرف الأولى، حيث قاد حينها الطائرة قبل السيارة، وحصل على دورات في الطيران والقيادة داخل السعودية وخارجها، خاصة في أميركا حيث توجد أفضل المدارس.
كما، حصل على الماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان في المملكة.
- كيف تلخص تجربتك العسكرية؟
وأوضح السعدون أن "تجربته غنية بكل ما تعنيه الكلمة، حيث أتاحت لي القوات الجوية أفضل الفرص لقيادة الطائرات والرجال، إذ عملت طياراً مقاتلاً، ومدرس طيار، ثم قائد سرب مقاتل في أكثر من قاعدة، وعملت كذلك مدرس طيار في صنعاء في اليمن".
كما بيّن أنه كان مديراً لإدارة الحرب الإلكترونية في قيادة القوات الجوية، وانتقل بعدها إلى قيادة قوات التحالف لتحرير الكويت، وبعد التحرير عين قائداً لقاعدة الرياض الجوية، وانتقل بعدها رئيساً لهيئة أمن واستخبارات القوات الجوية.
وأما آخر المناصب فقد أصبح قائدا لكلية الملك فيصل الجوية، وعنها قال "وجدت نفسي وعشقي، فالكلية فيها للتعليم والتدريب والطيران والطلبة، وهذا هو ميداني المفضل، وبعدها تقاعدت من القوات الجوية في عام 2007 بعد 35 سنة من العمل".
- ما أهم الدروس التي استفدتها من خبرتك العسكرية؟
وأوضح أن أهم الدروس التي استفاد مها خلال العمل العسكري تتمثل "بالانضباط والمحافظة على الوقت، وإعطاء المهمة ما تستحقه من جهد، المحافظة على الصحة ومنها المحافظة على الوزن المثالي حيث يخضع الطيار المقاتل لكشف طبي سنوي، اتباع أنظمة السلامة وتعليماتها، والتي كتبت بدماء من سبقونا (إعقلها وتوكل)"، وأضاف "أتاح لي التنقل بين القواعد الجوية والمهام الكثيرة التي كلفت بها أهمية الوطن وأمنه وقوته".
- ما علاقة اللواء طيار ركن عبدالله السعدون بالقراءة؟
بدأ تعلقي بالقراءة منذ المرحلة الابتدائية، ومنذ ذلك الوقت لازمتني وشغلت وقت فراغي، وأسهمت القراءة في تفوقي في مختلف مراحل الدراسة والعمل، فالقراءة هي التي جعلت مني كاتباً ومؤلفاً، فلولا القراءة لما كتبت كتابي: (عشت سعيداً) من الدراجة إلى الطائرة. وكتاب العضّة. ومقال أسبوعي ينشر كل سبت في جريدة للرياض.
فقد وسعت القراءة أفقي وجعلتني متسامحاً ومحباً للعالم، قد أختلف مع الآخر ولكن لا أكرهه، أقبل الرأي الآخر بعد تمحيص وبحث وزوال الشك، من أراد التفوق وشغل الفراغ بما يفيد فعليه أن يقرأ، وفي مواضيع مختلفة أحب قراءة كتب السير الذاتية، وكتب تطوير الذات.
ما أثر الرياضة عليك شخصياً؟
الرياضة أعطتني الصحة والصحبة الحسنة، وهي بالنسبة لي رديفة القراءة، وجارتها. يتزاحمان على شغل وقت فراغي. أمارسها مع أولادي ومنها المشي والسباحة والهايكنج والغوص والدراجة الهوائية.
- كيف يمكن لشخص أن يكون متوازناً في حياته؟
وضع الأولويات وحفظ الوقت مهم، والانضباط مهم أيضا، الصحة والأسرة والعمل من أهم أولوياتي، فمن حافظ على صحته وجدها، الصحة تؤثر على كل ما بعدها. لذا أحذر دائماً من كل ما يؤثر سلباً على الصحة كالتدخين والسمنة والكسل والسهر.
- ما أهمية الأسرة بالنسبة لك؟
تأتي الأسرة في مقدمة الاهتمامات، وبعد الصحة مباشرة. في محاضراتي وتغريداتي أنصح الشباب من الجنسين بالزواج وتكوين أسرة، وتأتي التربية من ضمن أولويات ومهام الأسرة.
- هل بالإمكان أن تحكي لنا عن عائلتك الخاصة؟
وعن عائلته كشف السعدون أن "لديه سبعة أبناء (ثلاثة بنين وأربع بنات) كلهم ناجحون ومتفوقون، لدي زوجة أحبها وتحبني، أحترمها وتحترمني، معاً قمنا بمهمة التربية والتوجيه، والقدوة للأولاد وهي الأهم".
- من الذي كان يدعمك من الأهل في عزّ شبابك؟
كنت محظوظاً بوجود والدتي فقد كانت هي الأم والأب والأخ، كانت هي الداعم والمحفز.
- ما سرّ اهتمامك بالمجال البيئي؟
ثقافة تعلمتها في الغرب وخاصة في أميركا، ثم تعززت بالقراءة والممارسة. البيئة هي مجالنا الحيوي، والأشجار هي الرئة والظل والجمال.
وعن خطة المملكة الاستراتيجية لزراعة الأشجار في مدينة الرياض، قال "الحمد لله كنت أتمنى ذلك، وأنادي به في أكثر من مقال وتغريدة، وفي مجلس الشورى، واليوم ولله الحمد تؤسس قيادة المملكة لدولة حديثة ومتقدمة مع التركيز على جودة الحياة ومنها نظافة الهواء".
- عندما كنت عضواً في مجلس الشورى، ما هي نوعية التوصيات التي قدمتها؟
تتركز معظم توصياتي في مجال التعليم وتطويره، والرعاية الصحية، والبيئة، ومنها إنشاء الشرطة البيئية. وتحديد مهام رجل هيئة الأمر بالمعروف في مجال عمله، إضافة إلى توصيات أخرى كثيرة.
- هل جميع التوصيات تؤخذ في الاعتبار؟
جميع التوصيات تقدم إلا إذا وافق العضو مقدم التوصية على سحبها أو تأجيلها. وبعد عرضها على أعضاء المجلس ومناقشتها يصوت عليها وإذا فازت تصبح قراراً وترفع لمجلس الوزراء .
وكل القرارات تدرس في مجلس الوزراء، ومع الوزارة المعنية وبعضها يؤخذ به، والبعض الآخر يكتفى بدراستها لأسباب مالية أو أنه يوجد بدائل أفضل وهكذا.
- ما هي نوعية التحديات التي تواجه مجلس الشورى؟
إذا وجدت الإرادة تذللت الصعاب، إذا أحسن اختيار الرئيس والأعضاء لا يوجد تحديات إلا ما يضعه العضو أمامه، ومن التحديات نقص الوعي بدور وأهمية مجلس الشورى كسلطة تشريعية وليست تنفيذية. والشورى بحاجة إلى تواصل قوي مع الجمهور.
- كيف يمكن للإنسان أن يستثمر تقاعده ويصبح سعيداً؟
استثمار التقاعد والاستعداد له يبدأ مبكراً وقبل التقاعد بسنوات كثيرة، وكلما كان الاستعداد مبكراً كانت النتائج أفضل، من المهم المحافظة على الصحة في فترة الشباب وما بعدها، ومن المهم تكوين أسرة لتكون خير سند ومصدر سعادة، وتوفير ما يكفي من المال واستثماره في قنوات آمنة، عليه أن يملأ وقت التقاعد بالنشاط فيستمر بالعمل، الذي يحبه ويمارس الرياضة والهوايات الأخرى. ويشارك في أعمال تطوعية.
- ما هي الحياة بالنسبة لعبدالله السعدون؟
الحياة جميلة إذا رأيناها كذلك، النظرة الإيجابية مهمة، والتفاؤل خير زاد للتغلب على الصعاب.
- هل لديك نشاط في منصات التواصل؟
لدي حساب في تويتر والكثير من المتابعين، وأسعد بذلك. ومعظم رسائلي تتركز على بث الإيجابية والحب والتسامح والاحترام، أنقل بعض خبراتي في الحياة للمتابعين من خلالها. أبتعد ما استطعت عن الدخول في جدل أو نقاش غير مجدي خاصة في السياسة والدين والتعصب الرياضي.
المصدر: موقع العربية
أضف تعليقا