مكسيم خليل
مكسيم خليل يروي موقفا جمعه بالمخرج حاتم علي
روى الفنان مكسيم خليل، موقفا جمعه مع المخرج حاتم علي في كواليس تصوير مسلسل "خماسية مطر أيلول"، تزامنا مع ذكرى رحيله التي كانت يوم 29 ديسمبر.
ونشر مكسيم، صورة من الكواليس جمعته مع الراحل، عبر حسابه على إنستغرام، وعلق: "قصة قصيرة.. في آخر يوم تصوير من مسلسل (خماسية مطر أيلول)، وفي آخر مشهد من ذلك اليوم، وبعد 15 يوم من التصوير المتواصل المتعب، وصلنا أنا ونادين لهذا المشهد الذي سينهي تصوير هذه الخماسية".
وتابع: "قلت لها مشهد مطر، قليل من الضحك والتأمل وسينتهي الأمر، وبكل الاحوال لا يمكن إعادة المشهد، سيأخذ الكثير من الوقت لإعادة التحضير".
واستكمل: "صورنا المشهد بهذا المزاج، كأننا نسينا أننا مع مخرج يحمل من وجهات النظر وإحترام المهنة ما هو أوسع من فكرة أن تقول (مشهد وبيمرق)".
اضاف: "جاء حاتم أو بالأحرى ما يحق له فعلاً أن تناديه دوماً أستاذ حاتم.. ليقول: لا.. (مو هيك.. هذا المشهد له معنى آخر).. وشرح لنا لماذا وكيف ومتى.. ببساطة العارف وثقة المتمكن.. وأضاف عائدا إلى المونيتور (يالله سنعيد المشهد).. قلت لنادين حينها ضاحكاً.. نسيت قلك انه المسلسل إخراج حاتم علي (المشاهد التي لا تعاد يمكن أن تعاد من غامض علمه)".
وتابع: "رحل حاتم وترك في داخلي وحتماً في دواخل الكثيرين ما هو أهم من فكرة النجومية التي أصبحت صيداً سهلاً.. ترك في داخلنا معنى كلمة (الممثل) معنى فكرة أن (الفن رسالة) التي أصبحت في هذا الزمن (نكتة) أو محط سخرية".
واستكمل: "رحل وتركنا نكمل الصراع مع مفهوم (الجمهور عاوز كدة) فهو يدرك أن هذه الجملة ما هي إلا تقليل من شأن ذائقة الجمهور الحقيقية.. ترك داخلنا تلك الأسئلة الدائمة: لماذا وكيف ومتى.. حاتم وأكثر من مخرج من هذا الصنف العالي كان يعرف ماذا يريد من المشهد.. كان يقول لي أريد ردة فعلك على هذه الكلمة.. لا يهمني ما قبل وما بعد".
وأوضح: "أريدها هنا.. لا تكرار وإعادات بدون فهم.. يخرج المشهد بعد التصوير إلى المونتير جاهزًا للمونتاج باللقطات المعتمدة وزمنها وتزمينها.. حاتم يروي الحكاية ولا تعنيه تفاصيل الزينة.. حاتم يقترب بالممثل نحو الشارع ولا يترفع عنه.. حاتم علي ثقافة معرفية حقيقية من زمن القراءة والمعرفة وليست فقط معرفة بصرية لا يحسن استخدامها.. نحن دائماً بحاجة لحماية هذا الإرث".
وأضاف: "الزمن يتطور.. لكن نحن بحاجة إلى التطور من أساسات صحيحة.. يوجد فيها الحد الأدنى من المهنية والمعرفة والاحترام لتجارب الآخرين.. الحد الأدنى من الموهبة الفطرية.. وعشق تقديم وجهة النظر.. هذا الإرث الذي نرثه من حاتم علي وهيثم حقي وشوقي الماجري وهشام شربتجي وأسماء كثيرة.. هو الأساس الصحيح".
واختتم: "لا شك في أنه لا مشكلة في التجريب والمحاولات والمغامرة.. فهذه المهنة تحيا وتتطور منها، لكن المهم هو الفصل بين ما هو فعلاً محاولة وبين الجهل والادعاء.. لطالما كان في حياة المجتمعات عابرون كُثُر.. لكن حتماً قليلون من يعبرون عبور (حاتم علي)".
أضف تعليقا