فاتن حمامة
فاتن حمامة لم تكن الوحيدة..نجمات رُشحن لدور "فتاة جيمس بوند" ولم يتحقق حلمهن
في بداية الستينيات كان قطاع السينما في مصر مُهتماً بجذب السينما العالمية للتصوير في مصر وفي حفل عشاء أقيم للتعارف حضره عدد من نجوم السينما المصرية وشخصيات سينمائية عالمية ويومها لفتت "فاتن حمامة" نظر المخرج العالمي "تيرنس يونج" فقد تم تقديمها له على أنها من أشهر نجمات مصر والوطن العربي والأهم أنها زوجة النجم العالمي الصاعد بقوة "عمر شريف"، وكان "تيرينس" مُعجباً به وأخرج له لاحقاً عدة أفلامتيرنس يونج" كان قد حقق نجاحاً مُدوياً بعد إخراجه فيلم "دكتور نو" أول أفلام سلسلة "جيمس بوند" السينمائية وكان يستعد لإخراج فيلمه التالي "من روسيا مع حُبي" From Russia with Love، وكان يبحث عن ممثلة تتحدث الإنجليزية بلكنة ثقيلة؛ لتجسد شخصية "تاتيانا رومانوفا"، الجاسوسة الروسية الحسناء التي ستُشارك الممثل "شون كونري" بطولة الفيلم، وبدت مواصفات "فاتن حمامة" مُلائمة للشخصية، ولكنها رفضت الدور، وذلك حسب رواية المؤرخ الراحل "عبد النور خليل" في كتابه عن "فاتن حمامة"، ولم يكن سبب الرفض واضحاً؛ فقد ذكر في الكتاب أنها لم ترغب في أن تكون واحدة من فتيات "جيمس بوند"، ولكن أغلب الظن أن الرفض جاء على خلفية مساحة الإغراء الكبيرة في الفيلم، والتي لا تُناسب شخصية "فاتن حمامة" المتحفظة، وربما يكون السبب أيضاً عدم توفيقها في فيلمها الإنجليزي "ظل الخيانة" Shadow of Treason الذي عُرض قبل هذا اللقاء بشهور، والفيلم كان يدور في أجواء جاسوسية وغموض، وكان يحتوي بعض مشاهد الأكشن والإغراء.
دور الجاسوسة الروسية "تاتيانا رومانوفا" ذهب إلى الممثلة الإيطالية "دانييلا بيانكي"، ومن الطريف أن قبل تصوير الفيلم بسنوات كانت "جريس كيلي" هى المرشحة الأولى للدور، وكان "كاري جرانت" سيقوم بدور جيمس بوند، وكانت تلك ترشيحات "ألفريد هيتشكوك" الذي كان سيُخرج الفيلم، ولكن الشركة المُنتجة تراجعت عن التعاون مع "هيتشكوك" بعد فشل فيلمه Vertigo "دوار" في تحقيق إيرادات جيدة في شباك التذاكر.
الممثلة "جولي كريستي" كانت المرشحة لتجسيد شخصية هني رايدر بطلة فيلم "دكتور نو"، وهو أول أفلام سلسلة مغامرات جيمس بوند، ولكن فريق الإنتاج رفضها؛ بسبب عدم اقتناعهم بملائمة مظهرها للشخصية، وذهب الدور إلى الممثلة السويسرية "أورسولا أندروز".
رُشحت "جين فوندا" لتجسيد دور تيفاني كيس في فيلم Diamonds Are Forever "ماسات للأبد"، وهى أول فتاة بوند أمريكية في السلسلة، ولكن فريق الإنتاج استقر على اسم "جيل جونز" لتجسيد الدور، وربما كان ذلك من حُسن طالع "جين فوندا"؛ فقد جسدت واحد من أهم أدوارها في فيلم الغموض والإثارة Klute "كلوت"، من إخراج "ألان جيه باكولا"، وحصلت على أول أوسكار في حياتها عن دورها في الفيلم.
في عام 1997 قامت "مونيكا بيلوتشي" بتجربة أداء من أجل فيلم Tomorrow Never Dies، على شخصية باريس كارفر وهى حبيبة سابقة لجيمس بوند، الذي كان يجسده وقتها "بروس بروسنان"، وكانت عمر "مونيكا" وقتها 33 عاماً، وضغط "بريس بروسنان" على شركة الإنتاج لإختيارها لتلعب الشخصية، ولكن الدور ذهب إلى "تيري هاتشر"، وبعد هذا الموقف بسنوات، نجحت "مونيكا" في الوقوف أمام جيمس بوند الذي كان يجسده "دانيال كريج"، في فيلمSpectre، وكانت وقتها في الخمسين تقريباً، وهى بذلك كانت أكثر فتيات بوند عمراً.
كان عمر "شارون ستون" تجاوز الأربعين، حينما تم ترشيحها لدور إلكترا كينج، وهى وريثة ثرية يُخطط أحد الإرهابيين لقتلها، وتم تكليف جيمس بوند بحمايتها، وذلك في فيلم The World Is Not Enough، ولكن نافستها في الترشيحات الممثلة "فيرا فارميجا"، وفي النهاية حصلت "صوفي مارسو" على الدور، بعد أن شاهدت منتجة سلسلة أفلام بوند "باربارا بروكيلي" أدائها المتميز في الفيلم الرومانسي Firelight.
في النسخة الأولى من سيناريو فيلم Live and Let Die كانت شخصية سوليتير سوداء، ورُشحت المغنية "ديانا روس" لأداء الدور، ولكن تم تعديل السيناريو، وأصبحت الشخصية بيضاء، ورُشح لها عدد من الممثلات من بينهن "كاثرين دي نيف"، و"جولدي هون" و"هيلين ميرين"، ولكن الدور ذهب إلى الممثلة "جين سيمور". كانت حجة فريق الإنتاج وقتها أن العلاقة الرومانسية بين رجل أبيض وامرأة سمراء قد تؤثر على تسويق الفيلم في بعض البلدان وقتها، مثل اليابان وجنوب أفريقيا.
شخصية جينيكس جونسون في فيلم Die Another Day "مت في يوم أخر" (2002) كانت عميلة سمراء من وكالة الأمن القومي الأمريكي، وكانت الترشيحات لتجسيد الدور تتأرجح بين "سلمى حايك" و"ويتني هيوستن"، ووقع الاختيار في النهاية على الممثلة "هال بيري".
ربما كان صعباً ذات يوم أن تحصل ممثلة سمراء على قلب جيمس بوند، ولكن الأمور تغيرت كثيراً في هوليوود والعالم، وأصبح من الممكن أن تجسد ممثلة سمراء شخصية بوند في الأعمال القادمة، وبالفعل اسم الممثلة السمراء "لاشانا لينش" مُرشحاً لتصنع التاريخ، وتُصبح أول بوند أنثي.
أضف تعليقا