هل يدوم الحب الحقيقي إلى الأبد؟
أنّ الأزواج الذين يختبرون شعور "الحبّ الرومانسيّ" على المدى البعيد، يشغلون عقولهم بالطريقة ذاتها كالأزواج الذين وقعوا لتوهّم في الحبّ، حسب ما أكدته الدراسة العصبية في جامعة "ستوني بروك"
يعرّف فريق الباحثين "الحبّ الرومانسي" بالحبّ القوي الذي يؤدّي إلى ارتباط الرجل والمرأة فيه ارتباطاً وثيقاً، وفيه اهتمام جنسي أيضاً. وارتبط نوع الحبّ هذا أيضاً بالرضى الزوجيّ والرفاهية والثقة بالنفس وطول العلاقة.
ويعني كلّ ذلك أنّ الأزواج الذين يحافظون على رابط قويّ شبيه بالشرارة الأولى، من دون الشعور بالتوتر (سمة مرتبطة بالحبّ الاستحواذي)، يمكنهم في الواقع المحافظة على هذه الشرارة والشعور بأنّهم في سعادة مطلقة. وبحسب الأطباء المشاركين في هذه الدراسة، يُمكن تحقيق هذا الهدف، إن سعى الزوج إلى العمل جاهداً على نجاح علاقتهما.
إذاً، إن كانت هذه هي الحالة، وكان "الحبّ الرومانسي" ـ فعلاً ـ هدفاً قابلاً للتحقّق، فما الذي يُعيق الأزواج ويحول دون تحقيقه؟ أعتقد أنّ الطريقة الأسهل التي يُمكن للأزواج اتّباعها والمحافظة على رابطهم تكمن في تجنّب "الرابط الوهميّ". هل تتساءلون عن ماهيّة "الرابط الوهمي"؟ في الواقع، إنّه توّهم وجود رابط يحلّ مكان الأعمال الفعليّة والعاطفة الحقيقيّة. ونعرف أنّه ثمّة رابط وهميّ، عندما يكون شكل العلاقة أهمّ من مضمونها، أي عندما ينسى الزوج السمات الفرديّة التي تميّز المرأة عن غيرها من النساء، والرجل عن غيره من الرجال، وينصهرا لكي يُصبحا كتلة واحدة.
لربما تكون الإشارة الأكثر وضوحاً إلى وجود رابط وهميّ هي عندما يتخلّى الفرد عن آرائه وأفكاره واهتماماته، لكي يُصبح جزءاً من كتلة أو وحدة. إنّها محاولة العثور على أمانٍ في وهم الانصهار مع شخص آخر، ما يؤدّي إلى خسارة الهويّة وتدمير الحبّ الرومانسيّ. عادةً، إنّ الانجذاب الأولي يرتكز على اهتمامات الشخص الآخر. وإن مزيج هذه العلاقة الفكرية والعاطفية والجسدية ضرورية لإحياء شرارة الحبّ. ولكننا نتخلى عن هذه الإثارة لمصلحة تدبير يُعطينا أماناً أكبر، وننظر إلى الشريك على أنّه ملحق لذاتنا، عوضاً عن تقدير السمات الخاصّة به، والتي تجعل منه شخصاً مستقلاً عنا.
ومن بين العلامات التي تشير إلى أنكما واقعان في رباط وهميّ:
• فقدان الاتصال بالعينين
• انقطاع طرق التواصل
• قلّة العاطفة
• فقدان الاستقلالية
• التكلّم وكأنّكما شخص واحد، والإفراط في استعمال "نحن"
• استخدام الروتين اليومي كطريقة للتقارب بدل التقارب العاطفي
• المشاركة في سلوكيّات تحدّد الأدوار، مثل الأب والزوجة والمعيل وصانع القرارات، عوضاً عن تطوير النفس، استناداً إلى أهدافكما واهتماماتكما الفرديّة.
اقرئي أيضاً:
أمور تافهة يتشاجر حولها جميع الازواج
أضف تعليقا