روان خلعت " الباروكة"ووجهت رسالتها: كوني كما أنت وليتقبلكِ من يتقبلكِ

لم تكن تعلم روان الشامي (28 عام)، أن حادثة ما ستغيّر حياتها في العام 2001 ، حين كانت تقود دراجاتها الهوائية ، وقامت عن غير قصد بدهس كلب وقادت الدراجة على بطنه.
تلقت روان صدمة كبيرة  بسبب هذه الحادثة التي دفعتها الى الشعور برهب الكلاب. لكنها لم تكن المشكلة الوحيدة التي عانت منها ، فمنذ ذلك اليوم لا تستطيع روان أن تتحكم على شعورها بالخوف ، فكانت النتيجة فراغات كبيرة في رأسها ، بعدما بدأت فقدان خصلات شعرها.
تعترف روان أنها شخصٌ يشعر بالخوف دائماً، وبسبب ذلك لا تنجح في السيطرة على نفسها عند كل حادثة. تعزو السبب في ذلك الى كثرة الاحداث في لبنان، انطلاقاً من الحروب الى الازمات والاحداث الامنية.
تعاني روان اليوم من مرض " الثعلبة" في الرأس الذي  أفقدها شعرها بالكامل ، رغم انها تلقت علاجات لسنوات ، ولكن في كل مرة كانت تنتهي  فيها من العلاج، كانت تتعرض لازمة خوف جديدة تعيدها الى الصفر.


 توضح روان أن مرض "الثعلبة" يُصيب كافة أجزاء الجسم، وطوال فترة العلاج كان ينبت الشعر ولكن كان يتساقط بعد فترة، وأنّها مرت بكثير من الفترات الصعبة، وكانت تبكي داخل غرفتها بسبب تنمرّ البعض على حالتها.اعتبرها البعض "مريضة سرطان"، فيما أطلق آخرون عليها لقب " الصلعاء". 
رغم ذلك لم تستسلم ، بل حاربت كل شيىء وتحدّت مرضها لتبقى نموذجاً مثاليا بنظرها ونظر المقربين منها. وتلفت روان إلى أن أهلها أخبروها منذ صغر سنها، بأنه سيأتي عليها يوم ولن تجد شعرة واحدة في رأسها، بسبب مرضها وعليها أن تتقبل ذلك دون النظر أو التفكير في أقوال الآخرين عنها، ولذلك تقبلت المرض وعاشت معه، حتى لا تتعرض لأي صدمات، وخاصة أنها شخصية مؤمنة. 
فقدت روان الامل  بأن تسترجع شعرها . رضخت للواقع وتأقلمت مع مشكلتها. هي لا تعتبرها اليوم مشكلة، بل تحدي ورسالة أمل الى كل سيدة تعاني من مرض أفقدها شعرها أو غيّر بشكل وجهها. 
روان ذات العينين الزرقاوين ،  شابة جميلة، تحب الحياة، رفضت أن تستسلم لتكون قدوة  ومثالاً للعديد من السيدات ، وخصوصاً  المصابات بمرض السرطان اللواتي يفقدن شعرهن بسبب العلاج الكيميائي. 


استعانت  روان لفترة طويلة بالشعر المستعار كي يعوضّها عن شعرها الذي فقدته. رغم ذلك لم تكن تريد أن يخفي " الباروكة" حقيقة مرضها، فكانت تروي للجميع عن حالتها ، وتؤكد أنها تشعر بالفخر كلّما روت ما حصل معها.

 

اقرئي أيضاً:هيا الشعيبي تعلن إصابتها بمرض «الثعلبة»


اليوم، قررت روان  الاستغناء عن "الباروكة" بعدما علّمها مرضها أن تكون امراة قوية ومتصالحة مع نفسها. لم يتقبّل المجتمع شكلها. تسأل روان "لو كنت في أوروبا والدول المتقدمة، لكنت نموذجاً مثالي بنظرمجتمع هذه الدول، اما في لبنان فينظرون لي بشفقة ويتعاملون معي على أني شخص مريض". 
" أنا لست مريضة". تجزم روان حالتها ، لتؤكد انها ستظهر كما تحبّ، وهي شابة طموحة تفكّر بالزواج وتأسيس عائلة. لن تغيّر شكلها وتقول " سأبقى كما أنا".
 تؤمن روان أن الاختلاف ليس ضعفاً، بل هو جمال وقوة. ولكل سيدة  فقدت شكلها الجميل بسبب المرض توجّه لها روان رسالة  دعم وأمل " كوني أنت..أحبّي نفسك، ارفعي صوتك واصرخي  بصوت عالٍ هذه أنا، كوني كما أنت وليتقبلكِ من يتقبلكِ".


 

أضف تعليقا
المزيد من أخبار