في يوم المرأة العالمي هذه هي أبرز ملهمات الدور العالمية

في يوم المرأة العالمي نلقي نظرة على نساء كن السبب وراء إلهام مصممي الموضة والمجوهرات العالميين، مثل فان كليف أند أربلز وكارتييه وجيفنشي وإيف سان لوران وكريستيان ديور وكارل لاغرفيلد وغيرهم...

تابعي معنا التقرير التالي:

في ظلّ فوران مؤثّرات الموضة الافتراضيّات على منصّات التواصل الاجتماعيّ وتربّع بعضهنّ على عرش إلهام نخبة من مبدعي صناعة الترف، يجتاح عشّاق الزمن الجميل شوقٌ لقلب صفحات أرشيف عالم المجوهرات والأزياء الفاخر، بحثاً عن نجمات صفّ أوّل من صلب الواقع ألهمن صنّاعه، وإنْ كان أثر بعضهنّ يختفي اليوم خلف ضبابيّة صور قديمة بالأبيض والأسود، إنّما ليزيد من حدّة غموضهنّ، مصدر إلهامهنّ. إلى البداية القديمة-الجديدة...    

 

ألفرد فان كليف وإستيل أربلز: قصة حب

Estelle Arpels x Alfred Van Cleef

نشأت دار المجوهرات العريقة Van Cleef & Arpels عام 1896 من حبكة قصّة حبٍّ فرنسيّة الهوى، جمعت في أحداثها إستيل آربلز Estelle Arpels، ابنة تاجر كبير في مجال الأحجار الكريمة، وألفرد فان كليف Alfred Van Cleef، ابن صائغ ألماس. رجلٌ وامرأة ترعرعا في عالم من البريق الحالم، أتقنا المهنة تماماً كما عشقاها، ليجمعهما هذا العشق الواحد في شرارةٍ أكثر اتّقاداً وديمومةً، ألا وهي شراكة دارٍ عائليّة فاخرة لا تزال إصداراتها تحتفي في كلّ مرّة بلقائهما وبكلّ قصّة حبّ احتواها بريق ماسةٍ لا يخبي ألقها زمن أو سردتها عقارب ساعة لا تتوقّف.

ساعة لايدي آربلز لو بون دي زاموره Lady Arpels Le Pont des Amoureux، التي يطلّ ميناؤها على "جسر عشّاق" تتحوّل خلفيّته وحركة روّاده حبّاً على مدار الساعة، ليست الابتكار الوحيد الذي يروي رحلة الثنائيّ السرمديّة، حتّى مجموعة آرك دو نوييه Arche de Noé تطربنا بثنائيّاتها العاشقة أبداً...   

 

 

 


لويس كارتييه وجان توسان: الملهمة-الشريكة
Jeanne Toussaint x Louis Cartier  

هي النمر في كلّ ساعة أو قطعة حليّ مختومة بختم إمبراطوريّة صناعة المجوهرات والساعات الفرنسيّة كارتييه Cartier... ولوحة Dame à la Panthère ليست سوى سيّدتها. لوحة من توقيع الرسّام الفرنسي جورج باربييه Georges Barbier، استُخدمت بدايةً كدعوة لمعرض يكشف عن أوّل قطعة تحمل ترقيط النمر بالأسود والأبيض عام 1914 ومنفّذة بتقنيّة التنقيط، التي تتغنّى الدار ببراءة اختراعها، قبل أن تتصدّر اللوحة واجهة إعلاناتها.
جان توسّان Jeanne Toussaint صديقة وملهمة وشريكة لمؤسّس الدار لويس كارتييه Louis Cartier. تبوّأت منصب المديرة الإبداعيّة للمجوهرات الفاخرة في الدار عام 1933، وعلى مدى أعوام، طوّرت تقنيّة التنقيط، لتغدو مثال المرأة-النمر بأناقتها المتحرّرة وأنوثتها المتمرّدة لعميلات تألّقن في الأضواء على مدى عقود وما زلن، نذكر منهنّ الأميرة نينا آغا خان Nina Aga Khan والممثّلة المكسيكيّة ماريا فيليكس María Félix.  

 

اقرئي ايضا:

مكياج عيون ومستحضرات عناية للسيدة الأربعينية في يوم الأم

 

 

هوبيرت دو جيفنشي وأودريه هيبورن: الثنائيّ الأيقونيّ

Audrey Hepburn x Hubert de Givenchy

يكفي أن نلمح مسوّدة من مسوّدات المصمّم القدير أوبير دو جيفنشي Hubert de Givenchy حتّى يرتسم أمامنا ظلّ تلك التي كانت ستصبح يوماً ما راقصة باليه، لولما شاءت الأقدار أن يلتقيا...  
بعد أن رفض كريستوبال بالنسياغا Cristóbal Balenciaga مقابلة الممثّلة أودري هيبورن Audrey Hepburn تلبيةً لطلبها بتصميم أزياء لدورها في فيلم Sabrina الذي أُطلق عام 1954، من "المعلّم" توجّهت الأخيرة إلى "التلميذ"، الفرنسي المرهف أوبير دو جيفنشي. على أنّ هذا الأخير كان يتوقّع "الآنسة هيبورن" الأخرى، Katharine Hepburn، إلّا أنّ خيبة أمله لم تطل في حضور الباليرينا الأنيقة، حتّى شكّلت وإيّاه ثنائيّاً لم يعرف الفراق. يشهد عليه اعتزاله سنة 1995، عامَين فقط على رحيل رفيقة دربه؛ وأخيراً الكتاب الذي أهداه إلى أيقونته عام 2014، وعنوانه To Audrey with Love ("إلى أودري مع حبّي").
الأنوثة الرزينة، رمز أعماله وكلمة السرّ التي تجمعه بـ أودريه هيبورن ذات قوام الباليرينا الممشوق، لعلّها هي مصدر وحي كلّ تناغم كان يصبو إليه المبدع الفرنسيّ، الذي تأبى ملهمته حصره بصفة "المصمّم"، ليتعدّاها بنظرها إلى "مبتكر شخصيّة". زواج إبداعي لا تجد فيه الملهمة نفسها إلّا في أزياء تحمل توقيع مصمّمها، باعترافها الشحصيّ.  ونجم هذه الثنائيّة الأيقونيّة الفستان الأسود الذي صمّمه دو جيفنشي لـ هيبورن لدورها في فيلم Breakfast at Tiffany's عام 1961، والذي يُعَدّ الفستان الأسود الصغير LBD الأشهر على الإطلاق.

 

اقرئي أيضا:

أفكار لتدلّلي بها والدتك في يوم الأم

 

بيتي كاترو في إطلالة من Yves Saint Laurent عام 1969- عدسة Jeanloup Sieff.

 

إيف سان لوران وبيتي كاترو: التوأم الفنّيّ

Betty Catroux x Yves Saint Laurent

نادي Régine، عام 1967. هي شعرٌ أشقر طويل ينسدل فوق تنّورة من بلاستيك Prisunic، سوداء اللون على الأرجح، تستر القليل من قامةٍ أندروجينيّة ممشوقة؛ هو بتسريحته المعتادة، إنّما مصبوغة بأشقر بلاتينيّ في تباينٍ ملفت مع إطلالته الجلديّة السوداء... تشابهٌ عجيب تشابه "التوأم"*، كأنّه مقدّرٌ أن يكون لحظة لمح إيف سان لوران Yves Saint Laurent ملهمة تصميمه الأيقونيّ Le Smoking الأولى، وتُدعى بيتي كاترو Betty Catroux.

بيتي كاترو في بوتيك Rive Gauche عام 1969 - من أرشيف مجلّة فوغ.


كان اللقاء، وقُدِّر له أن يتكرّر مرّةً في الأسبوع على مدى 35 عاماً من الصداقة والابتكار، وفحواه أحاديث إلّا عن الموضة: ملهمات مصمّم Rive Gauche كثيرات، - من منّا لا يعرف مثلاً لولو دو لا فاليز Loulou de la Falaise؟ - مصدر كلّ غواية وفانتازيا جبلتا مخيّلته الإبداعيّة، لكنّ كاترو كانت الاستثناء، بصمة الدار التي حوّرت تاريخ الأزياء النسائيّة عبر تصميم الـPantalon والبدلة الذكوريّة الخطوط، مع أنّ تلك السيّدة الخجولة، من خارج الأضواء، لم تكن تستهويها الموضة إطلاقاً، لعلّه التفصيل الذي أسر لبّ الفرنسيّ الذي اعترف في مقابلة له مع Vogue: "إنّها تجرّد جميع النساء من الموضة. من خلال طبيعتها، حركتها ولبسها، أعتقد أنّ بيتّي اخترعت العصرنة".
*كان سان لوران يُطلق عليها لقب "أختي التوأم".

 

 

صورة أيقونيّة لعارضات كريستيان ديور في صالونه.

 

كريستيان ديور والعارضات الملهمات: العارضة الناطقة

Christian Dior x Mannequins-Muses

"جنّيّاتي"… هكذا كان سيّد الدار، أو Le Patron، يلقبّ عارضاته، اللواتي نفحن الإلهام في باكورات تصاميمه، من دون استثناء... علاقةٌ وطيدة كانت تجمعه بهنّ، وقد أخرجهنّ من جمود العارضة-المانيكان لمّا أتاح لهنّ لعب أدوار امرأة كريستيان ديور Christian Dior على مسرح منصّة عروضه من خلال ما أسماه "العارضة التي يُشار إليها بالبنان"*، فاتحاً لهنّ أبواب شهرةٍ لم تعرفه العارضات قبلاً؛ وفي كواليسه، شفّافات المزاج في كلّ حالاتهنّ كأنّهنّ في حجرهنّ الخاصّة، في موقع "العارضة الملهِمة"، التي "توجّه تعبيرها (هذه المرّة) إليـ(ه)، وتترجم حركة وشكل (التصميم) منذ أولى ساعات العمليّة الإبداعيّة".
لاكي Lucky، ذات القوام الخارج من رسومات مودلياني Modgliani، التي لم تكن "ترتدي الفستان، بل تتلاعب به"؛ أو آلّا Alla، ذات "الحضور" الأرستقراطيّ والنظرة الساهمة خلف عينين من خليطٍ سلافيّ وآسيويّ؛ إلى تانيا Tania، الـ"حوّاء" المتجسّدة بحيلها وطرائفها ودراميّتها، التي ألبسها بدلة Bar الأيقونيّة في صورةٍ ربّما الأشهر في تاريخ الدار... وغيرهنّ كثيرات، مِسكهنّ رينيه Renée، ملهمته الأمثل منذ خطواته الإبداعيّة الأولى ونجمة الصورة الأيقونيّة في جادة Concorde عام 1947**، ذات المقاييس التي تتماهى داخل نسيجه، فتبثّ فيه الحياة، ليصحّ فيها، فوق كلّ قريناتها، قول ديور: "عارضاتي، هنّ حياة فساتيني (…)".
كلّ استشهادات كريستيان ديور في هذا النصّ مستخرجة من مذكّراته Christian Dior et Moi، دار نشر Vuibert.

 

اقرئي ايضا:

نادين نجيم بمجوهرات آسرة من ماركات عالمية.. هذه أسعارها

 

كارل لاغرفيلد يعدّل تصميماً لـChanel من توقيعه، على قامة ملهمته، عام 1983 - عدسة Pierre Vauthey.

 

كارل لاغرفيلد وإينيس دو لا فريسانج: العارضة الحصريّة

Inès de la Fressange x Karl Lagerfeld

شبهها الخارق لمؤسّسة الدار كوكو شانيل Coco Chanel قاد المصمّم كارل لاغرفيلد Karl Lagerfeld إلى التوقيع معها على عقد عرض أزياء حصريّ هو الأوّل من نوعه في تاريخ دور الخياطة الراقية، وذلك فور تسلّمه منصب مدير Chanel الإبداعيّ عام 1983.
إنيس دو لا فريسّانج Inès de la Fressange نجمٌ سطع في الثمانينيّات ولم يأفل: باريسيّة حتّى أطراف الأنامل، شعرٌ داكنٌ قصير، يداعب بفوضويّة مرهفة هامةً تغلب عليها رسمة عينين واسعتين، ذات نظرة غامضة تخاطب ناظرها بأرستقراطيّةٍ باردة، ختام إطلالتها سترة تحمل بصمات مصمّمة الدار الأولى. حتّى العام 1989 كانت سفيرة العلامة ونبض ريشة صاحب النظّارات السوداء، حين افترقا كما يفترق العشّاق، بعد أن أدان عرضها لشخصيّة ماريان Marianne، رمز الثورة الفرنسيّة، إنّما أيضاً رمز "البُرجوازيّة"، نقلاً عنه، المناقضة لصورة العلامة الفاخرة.
بعد عقدين من الفراق، عادت إنيس في إطلالة استثنائيّة على منصّة عرض Chanel للأزياء الجاهزة لربيع وصيف 2011، كأنّ بمنبع إلهامها لم ينضب في مخيّلة مصمّمٍ كبير ودارٍ عريقة.  

 

 

ديتا فون تيز تحمل فرداً من الحذاء الذي صمّمه لها كريستيان لوبوتان من أجل عرضها Dita's Crazy Show، عام 2009.

 

صناعة الترف وديتا فون تيز: الملهمة المستقلّة

Dita Von Teese x Luxury Industry

تارةً تقود العرض على منصّات جان-بول غاتييه Jean-Paul Gaultier للخياطة الراقية (خريف 2010 وربيع 2014)، فتبهرنا، وطوراً تتألّق بغوايةٍ رفيعة على مسرحها الخاصّ، تحملها في خفّة تنقّلاتها كعوبٌ حمراء شامخة، مرصّعة ببريقٍ من توقيع الفرنسيّ الآخر كريستيان لوبوتان Christian Louboutin... في جرأة إطلالتها الريترو، التي تستحضر غلامور هوليوود في عصرها الذهبيّ، متميّزةً عن معاصراتها، تتربّع ديتا فون تيز Dita Von Teese، ملكة البورليسك من دون منازع، على عرش ملهمات عصرها وعلى رأس قائمات المشاهير الأكثر أناقةً حول العالم.
سرّها؟ تكشفه من دون تردّد في أكثر من حديث، نفرد منها قولها: "يتعلّق الأمر بأن يكون لدى الشخص حسٌّ متميّزٌ بالذات. أنا على يقين بأنّني من صنعِ ذاتي. أبتكر إطلالتي الخاصّة بنفسي، ما من أحد يقول لي ما عليّ ارتداؤه أو كيف أقصّ شعري، وأعتقد أنّ كلّ من استلهم منّي معجبٌ بهذا الجانب من (شخصيّتي)".

 

 

جاين بيركين تتنقّل بأناقة وفي يدها سلّة قشّها الأسطوريّة. 

 

جان لويس دوماس وجاين بيركين: ملهمة حقيبة

Jane Birkin x Jean-Louis Dumas

رقيقةٌ، بل غامضة، اشتهرت بصوتها الطفولي ذات اللكنة البريطانيّة، والأكثر منه بحقيبتها، كناية عن سلّة قشّ تقليديّة رافقتها في كافّة تنقّلاتها، حتّى في إطلالتها على السجّادة الحمراء برفقة حبّ حياتها، الفنّان سيرج غينسبورغ Serge Gainsbourg.

 

أوّل حقيبة Birkin امتلكتها جاين بيركين، وتحمل في مقدّمتها بصمات النجمة الخاصّة.

عام 1981، على متن رحلة من باريس إلى لندن، كان اللقاء الأسطوري بين المغنّية والممثّلة جاين بيركين Jane Birkin ورئيس دار هيرميس Hermès، جان-لوي دوما Jean-Louis Dumas. سحرته بإطلالتها الأنثويّة المتّسمة بالبساطة وبحقيبتها المميّزة... اشتكت له، دون أن تعرف هويّته، عن الصعوبة التي كانت تجدها في جمع أغراضها وأغراض ابنتها شارلوت Charlotte في حقيبة واحدة. فتحدّاها بمرح في رسم مسوّدة لنموذج علّه يحقّق أمنيتها، وبدورها بدأت بالرسم، تلاه عدّة لقاءات ومسودّات بين "الشريكين"، حتّى انبثقت الحقيبة الأيقونيّة Birkin من Hermès، الأولى التي تحمل اسم شخصيّة مشهورة ومن ابتكارها الخاصّ. حقيبةٌ تمضي عاشقاتها زهاء 6 سنوات على لائحة الانتظار لاقتنائها، هي الممهورة على يد الحرفيّ نفسه، الذي يختمها بتوقيعه.   

 

أضف تعليقا
المزيد من أخبار الموضة