الثنائي الكفيف محمد وملاك
فيديو للثنائي الكفيف محمد وملاك : من الحب ما أبصر
هل ممكن أن يقع الكفيف في الحب، هل يتزوج وهل بامكانه تأسيس عائلة كأي شخص مبصر ؟ يتردد هذا السؤال على مسامعنا ، ليأتي الجواب من الثنائي الكفيف محمد وملاك اللذين أحبّا بعضهما من الكلمة الاولى.
محمد عبود (35 عاما) وحبيبته ملاك خنافر (31 عاماً) والتي أصبحت زوجته اليوم، يجسدان النموذج المثالي لثنائي نظرا من خلال قلبهما، فلامست حواسهما أعلى مراتب الشعور.
محمد وملاك تحدثا ل "الجميلة" عن قصة حبهما وكيف تزوجا وأسّسا عائلتهما الصغيرة.
خسر محمد نظره منذ الولادة . لم يرَ النور يوماً. رغم ذلك أكمل حياته بشكل طبيعي. انضمّ الى مدرسة خاصة بالمكفوفين، وبعدها الى معهد خاص ومن ثم الجامعة التي تخصّص منها بشهادة "علم الاجتماع".
أما ملاك فكانت تعاني من ضعف بصر جزئي في طفولتها ، لكن لاحقاً تأزمت حالتها وفقدت بصرها ، مما دفعها الى الانضمام الى مؤسسة المكفوفين حيث تعرّفت على حبّها الاول محمد في العام 2005.
بدأت حكايتهما بصداقة، ومع الوقت تحوّلت الى قصة حبّ انتهت بالزواج عام 2013.
يؤكد محمد أن فقدانه للبصر لم يشكّل له أي عائق في حياته. اعتاد على ذلك وتعايش مع الفكرة . لم يشكّك له الموضوع أي حساسية، لافتاً الى ان بعض الاصدقاء كانوا ينادوه ب" الاعمى"حين كان صغيراً، الا "أنّ الطفل الذي فقد بصره، نجح في حياته ويعمل اليوم كموزع للانترنت في المنازل والمكاتب"، بحسب تعبيره.
كذلك الامر بالنسبة لملاك التي اكملت تعليمها ونالت على شهادة في " علم النفس". ويبقى الانجاز الأهم في حياتها بالنسبة له ا، انجابها لطفلتين هما سارة (5 سنوات ) وسيرين (4 سنوات )، وهي تمارس امومتها منذ أن أبصرت طفلتاها النور. كما تؤكد ملاك أنها لم تحتاج يوماً الى مساعدة أي شخص في تربيتها لطفلتيها ، وكانت تعتني بهما جيداً وتقوم بأكمل واجباتها تجاههما.
الحب حافز كل التحديات
يشكّل الثنائي حافزاً مهماً لبعضهما . يعتمدان على بعضهما في كل شيىء حتى نجحا في تأسيس عائلتهما الصغيرة. وعن طفلتيهما ، يقول محمد أنهما يدركان جيداً معنى فقدان والديهما للنظر ، وهما يسألان دائماً عن السبب. ورغم صغر سن الطفلتين، تقومان بمساعدة والديهما وتأخذان المبادرة كلما تطلّب الأمر.
ولم يتوقف الموضوع هنا . منذ ثلاث سنوات أطلق محمد صفحة على "فايسبوك" وقناة على " يوتيوب" بعنوان "جمهورية المكفوفين "، بهدف تقديم جميع المعلومات الخاصة بالمكفوفين والتي تساعدهما على التصرف في حياتهم اليومية. وقريباً ستطلق ملاك صفحتها الخاصة وتتولى فيها تعليم أساسيات الطهي ، لتؤكد على " ان كل كفيفة تستطيع تحضير أشهر وألذّ الاطباق".
يؤمن محمد بقدره وأنه لن يسترجع نظره بعد اليوم ، بل يرى أنّ الفكرة مستحيلة . وفي حال حصل ذلك تكون أمنية محمد الوحيدة هي أن يرى وجه والدته ، اضافة الى زوجته وطفلتيه. اما الامنية الثانية فهي ان يقود سيارة في شوارع لبنان ، مع العلم انه تعلّم القيادة كي لا تبقى حسرة بقلبه.
وفي يوم الحب، سيحتفل محمد مع ملاكه. هي حبيبته الاولى والاخيرة ، سيحضر لها الورود الحمراء كما تحبّ ، وسيزيّن لها المنزل بالبالونات. سيردد لها كلمة " أحبك" . سيثبت الثنائي
أنّ الحبّ هو إحساس ينبع من داخل الانسان، ولا علاقة للنظر بهذا الموضوع أبداً، وأن الحب حافز كل التحديات ويتخطى حاسة النظر.
أضف تعليقا