بعد فقدانها أطرافها الأربعة الطفلة إيلّا تبدع في الكتابة

منذ ست سنوات ونصف أبصرت الطفلة اللبنانية إيلّا طنوس النور. لم تتمتع إيلا كباقي اترابها بطفولتها ، ففي عمر الثمانية أشهر أصيبت بالتهابات حادة (من نوع الستربتوكوك أ). لم يتم  حينها تشخيصها بالشكل الصحيح من قبل الطبيب المعالج، مما أوصلها إلى حالة اختناق وتسمم بعد فترة من الوقت تطلّبت بتر أطرافها لإنقاذها، بعدما كانت تعيش ما بين الحياة والموت.

خسرت  إيلّا أطرافها الأربعة نتيجة خطأ طبي. ومنذ ذلك الحين  انشغل الرأي العام اللبناني والعربي بقضيتها التي تفاعل معها الكثيرون . وفي شهر فبراير من العام الماضي  صدر حكم عن القاضية المنفردة الجزائية في بيروت رلى صفير قضى بإدانة طبيبين ومستشفيين جامعيين وبغرامات مالية.  واليوم استُئنتف الحكم على أمل اصدار قرار ينصف حقها قريباً.

ولإيلّا صفحة على موقع فايسبوك، يقوم ذووها بنشر كل تفاصيل حياتها اليومية، كذلك جميع نشاطاتها . ورغم فقدانها  لأطرافها الاربعة ، أثبتت إيلّا عدة مواهب تتمتع فيها منها الرسم والكتابة. وبالامس  قامت عائلتها بنشر صورة على فيسبوك تظهر كتابات إيلّا باللغة الفرنسية بخط جميل. وكتبوا "مع ربنا ما في شي مستحيل .هيدا خط ايللا يمكن لو مش بنتنا ومش عمنشوف بعينينا ما كنا صدقنا . الله كبير وما بيترك حدا."... تفاعل رواد مواقع التواصل مع الخبر بشكل واسع وأعادوا نشره، حتى انه وصل الى ترند  سوشيل ميديا لبنان.

 

الاملاء التي كتبتها إيلّا باللغة الفرنسية

 

وهذه ليست المرة الاولى التي تعبّر فيها إيلّا عن موهبة مذهلة، فسبق لها ان  قدمت عملاً مميزاً، وغنّت وكتبت "بيروت الأمل،" بعد انفجار مرفأ بيروت في اغسطس الماضي.

وفي حديث مع " الجميلة" ،أكّدت والدة  إيلّا السيدة  إيليانا حريج أنها "تتابع طفلتها في المنزل وتعلمها على الكتابة منذ  سنواتها الاول".  ولفتت الى أنها "لم تتوقع ان  تتفاعل  لإيلّا مع التمرينات بسرعة ، وأنّها يوم بعد يوم تذهلها بطريقة كتابتها".  وتابعت "  عدنت من فرنسا منذ عام ونصف ، بعد تلقي إيلّا العلاج المناسب هناك، وهي اليوم تستعين أحياناً بسوار يساعدها على التحرك  بيديها المبتورتين ، في حين انها  تستعين بأطراف اصطناعية تساعدها على المشي.

 وتقول الوالدة "  تأقلمت  إيلّا مع فكرة فقدانها لاطرافها، وكانت تامل أن تستعيدهما حين تكبر، لكني اكدت لها أن شيئا لن يتغيّر في المستقبل وهي راضية ".  رغم ذلك تؤكد  أن " جرحها لم يندمل  يندمل ولم تتأقلم مع الفكرة  خصوصا ًكلما تذهب الى مدرسة ابنتها وتراها مختلفة عن صديقاتها ، لكنها فخورة جدا بها ". كما  تضيف  "  فقدت طفلتي  أطرافها الاربعة لكن بوسعها ان تفعل كل شيىء"، مشيرة الى أنّ ا " محبة الناس تجعل منها سيدة قوية،  وسعيدة جداّ لأن إيلّا  تحصل كل يوم تحصل على أصدقاء جدد على مواقع التواصل ، ولا تفارق الضحكة وجهها، وهذا ما يجعلني صبورة".

وعن مسقبل  إيلّا ، تؤكد الوالدة  أنّه "  من الممكن ان تخضع لعملية زراعة اطراف ، والخضوع لعلاج جديد، وهي  كانت قد عرضت حالتها على أكثر من طبيب في الخارج، وجميعهم أبدوا استعدادهم لمتابعتها  طبياً".

 

أضف تعليقا
المزيد من أخبار